الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 48 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


فكرت ارتبط بحد هقوله على اللي حصل معايا متقلقيش
ثم أخفضت رأسها وهي تجهش بالبكاء وقد أحست بالإنكسار فأسرعت جنى قائلة بندم
أنا خاېفة عليك لازم نشوف حل تاني مع سيف ويكون راجل وميتخلاش عنك 
مسحت لين بمنديها عبراتها التي تساقطت دون تحكم منها قالت
قولتلك قفل في وشي وبعدين قفل تليفونه بيتهرب مني
ندل!
رددت جنى الكلمة بغل ثم نفخت بقوة وهي تتأمل طلعة لين المبتئسة بتفكير محنك قالت

دا مينفعش معاه غير راجل زيه يعلمه الأدب لازم نشوف حد يقف ليه إحنا أهلنا كلها رجالة وأكيد محدش
هيسمح باللي عمله ده هو مش عارف إنت مين!
ردت لين في فزع
لا مش ممكن أقول لحد كفاية زين واللي حصل معاه دا لوحده مخليهم في غم 
أصرت جنى على كلامها وقالت
مافيش غير الحل ده لازم يقفله راجل إن شاء الله يتجوزك يوم وبعد كده يروح في ستين داهية 
تحيرت لين في اتخاذ القرار المناسب وتذبذبت للغاية فاستسلمت وقالت
زين لما يرجع بالسلامة هحاول أشوف حد يقف معانا !! 
ردت جنى بجدية صډمتها
مافيش وقت أنا خلاص عرفت هنشوف مين آيان !! 
حاول آيان فعل أي شيء لمعاونة المسعفين في نقله لداخل المشفى بعدما عاد زين لتوه من المطار وحين علمت مريم بعودته ركضت لتستقبله عند المدخل وهي تبكي بحړقة ومن خلفها حسام مشدوها ومترقبا رؤيته وفي لحظة وقوع نظراتهما عليه أصابتهما حالة من الصدمة والفزع من أجله فهتفت مريم بعويل مؤلم
ابني حصله أيه زين!
ثم تأملت كسور جسده بړعب وقد اهتز بدنها فأمسك حسام بها ليبعدها عن طريق المسعفين وهم يحملونه على السرير النقال للداخل وزادت من نحيبها العڼيف فخاطبها زين بصلابة
إهدي يا مريم دا هو كده كويس عن الأول بكتير
صكت صدرها في ۏجع وقالت
وهو كده كويس يعني ابني خلاص انتهى منها لله! 
رمقها زين بقوة لتحترس في كلامها همس
وطي صوتك مش عاوزين ندخل في سين وجيم تاني
تدخل حسام ليحذرها بشدة
اسكتي يا مريم كفاية إنه نجا وعايش الحمد لله
علقت مريم بحسرة
ودي هتبقى عيشة دي!
قال زين بجدية لينهي الحديث ذاك
تعالوا أحسن نطمن عليه ! 
رافق آيان طاقم الممرضين حتى وضعوه بحرص على سريره بالغرفة الخاصة التي جهزت مسبقا لاستقباله ثم وقف بالخارج منتظرا تهيئة المكان له ثم أقبل عليه والده ومريم معه برفقة حسام ومن النافذة الزجاجية تأملت مريم ابنها وهم يطببونه بالداخل ورغما عنها استمرت تبكي ولم تدركهم من حولها أثناء مواساتهم لها فقد صبت كامل اهتمامها على ابنها فقط 
وبعد وقت مر كالدهر سمح لهم الأطباء برؤيته فولجت متحمسة مشتاقة وقد تجلدت بالصبر كي تزرع الأمل بداخله حتى ما غطته الضمادات الملفوفة عليه پقهر وكان نتيجة ذلك أن زين خاطبها في ود
حبيبتي يا ماما أنا كويس!
بحة نبرته وضعف صوته أعربا عن أنه بالكاد يتحدث مدعي بالطبع السلامة قالت في هدوء مزيف
إن شاء الله هتكون بخير يا حبيبي الدكاترة طمنوني!
لم يعلق زين وتجاهل بينما خاطبه حسام بمحبة
حمد الله على سلامتك يا زين 
ابتسم زين له قليلا وقد لاحظ نظرات والده المخذولة فما حدث معه أضعف حسام وأوجمه فهو ابنه الوحيد رد زين برضى
أنا بخير والحمد لله 
من شدة حزنها هتفت مريم بتيه
أنا مش عارفة حظك ماله ليه دايما شايل الهم وحالك متبهدل كده
رد عليها زين أخيها بعتاب
قولي الحمد لله يا مريم مش كده!
تنهدت لتحمد الرب رغم طلعتها الباهتة واستيائها من رؤية ابنها يعاني سواء مع حبيبة اختارها أو مع أخرى جلبتها له 
سألته باهتمام حين تذكرت
صحيح إنت سافرت أمريكا ليه معاها!
هنا رد زين أخيها عليها موضحا
كان بيكشف يا مريم كانت تحاليله هنا فيها غلط إنه عنده مشكلة في الخلفة وكان مسافر يتعالج 
سألته بقلق شديد
وهو كويس!
رد مؤكدا
قولتلك كانت التحاليل غلط يعني هو تمام متقلقيش
استغل آيان حديثهم معا ثم انحنى بجزعه ليتحدث مع زين في حالة من الخصوصية همس له بلطف
حمد الله على سلامتك 
قال زين بأسى
أنا اتبهدلت ومخڼوق قوي
قول الحمد لله إحنا معاك لحد ما تقوم بالسلامة وتخرج من هنا
امتثل زين لحديثه العاقل قال في تنبيه
مش عايز
حد يشوفني كده
أطاعه آيان هازا رأسه استفهم باهتمام
قررت هتعمل أيه مع !
لم ينطق آيان اسمها كونها معروفة لديه فرد عليه زين بتجهم
خلاص هسيبها أنا مبقتش عاوز أشوف أي حد كفاية اللي حصلي مش ناقص كمان يشمتوا فيا
هتف آيان بتردد
عرفت إنها هترجع تسافر تاني عند باباها زينة قالتلي كده
رد بلا مبالاة مزيفة وهو يقصي نظراته الحانقة للناحية الأخرى
يكون أحسن مش عاوز أشوفها حتى صدفة !! 
حدقت بها بنظرات غير راضية على الرغم من عاطفة الأمومة في حمل الحنان لها والشفقة أيضا لمطالعتها وهي تعاني أمامها وقست في نهرها حين وجدتها تبكي وهي تحتضن ابنها هتفت
اوعي تكوني بټعيطي علشان اللي حصله ولا قلبك حن لما وصلك إنه رجع 
اندهشت لمى من تحجر قلب والدتها ثم نظرت لها في استنكار قالت
ماما يعني حضرتك مش زعلانة علشان هسافر تاني
عاودت السيدة إيمان التحدث بقساوة وهي تؤكد
لا مش هزعل طول ما البني آدم ده هتكوني بعيدة عنه هكون كده مطمنة
لمحت السيدة في نظرات ابنتها اللوم فالبعد مؤلم وهي تعلم دنت منها أكثر لتوضح مغزى قرارها قالت في عطف
أنا خاېفة عليك إنت حامل واكتشفت لما كنت بعيدة كنت مرتاحة ولو دا كويس ليك هكون مبسوطة
أطرقت رأسها في أسى وقالت
أنا مصدقت رجعت هنا معاك محتاجة أمي جنبي
مسدت السيدة على ظهرها وقالت بتحنن
هو السبب أنا مش مضحية بيك يا حبيبتي إنت بنتي الوحيدة كل الحكاية عاوزة أبعده عنك
تماشت مع رغبة والدتها ولم تجعل نفسها عبء عليها قالت
تمام يا ماما خلي أنكل كارم يجهز كل حاجة
هو أصلا بدأ في الإجراءات وأيهم بلغني إن القواضي اتنازلوا عنها ومافيش حاجة تمنع السفر
استمعت لمى لها وقد كتمت ألمها فكم ودت البقاء بجانب والدتها لكن الأخيرة خذلتها وارضخت لقراراتها دون مناقشة 
استشفت السيدة من وجومها وطلعتها أنها قد ظنت سطوتها عليها لكن جاء ذلك من واقع خۏفها المقترف ناحيتها ودعست على قلبها من أجل هنائها 
فنهضت لمى مما أجج دهشة السيدة قالت
هودي يونس عند زينة لأن عندي شغل
قامت السيدة من جلستها مزعوجة هتفت
طيب ما أنا موجودة ليه توديه هناك! 
وضحت لمى بقسمات مغتمة
لا هو بيحب يلعب مع الولاد وكمان اتعودي من دلوقتي على بعدنا! 
ثم همت لمى بسحب ابنها ناحية الخارج فتعقبتهما السيدة بنظرات لائمة وما تفهمته أن ابنتها قد غلظت في معاملتها ظنا من الأخيرة أنها باتت تقسو عليها وباشرت بفعل المثل معها !! 
أجبرها على ترك شقته ولم تجد سوى العودة لبيت والدتها ومواجهة جفائها في التعامل معها وتوبيخها الدائم لها بأنها عديمة المنفعة مكثت ندى في تختها قرابة الأسبوع صامتة أغلب الوقت غير قادرة حتى على النطق بكلمة حين تسبها والدتها وتنعتها بالغبية ولازمت غرفتها وقد ألقت عليها مهمة تكملة خطتها 
ثم لاحظت وهي في أوج شرودها أنه قد بعث لها بأحد الرسائل المقتضبة ثم فتحتها بلهف لقراءة فحواها وإذ به يخبرها أنه أمام بيتها وعلى وشك الصعود إليها فانتفضت من مكانها مضطربة ثم نهضت متحيرة جاهلة لسبب زيارته لها 
ولم تجد سوى أن تخرج لتخبر والدتها في عجالة وقد تأهبت الأخيرة لملاقاته بل وجهزت له ما ستقوله وبكل جبروت ظهر عليها اعتزمت متابعة تمثيليتها المخادعة 
خاطبت بناتها في تنبيه جاد
مش عاوزة واحدة فيكم تنطق بكلمة أنا عارفة جاي ليه هو أكيد جاي علشان يطلقك
نطقت جملتها وهي تنظر ل ندى بحنق ولم تعلق الأخيرة لتصمت وحين قرع الجرس توترن الثلاثة ثم ثبتت السيدة لتفتح له
وامتعضت حين وجدت المأذون برفقته ثم رمقته بغلظة رغم أنه ليس له دخل بالأمر فاستاء ريان من طريقتها الفظة وقال
هنفضل واقفين مش شايفة الراجل جاي معايا 
وضعت يديها على خصرها كنوع من الاستهزاء وقالت
أصل مبدخلش رجالة غريبة بيتي إحنا ناس محترمة 
ألقى ريان عليها نظرة متبرمة وقال
أومال هنقعد فين علشان نطلق! 
ردت عليه بغل
إنت بعد ما ضحكت عليها عاوز ترميها كده مفكر بنات الناس لعبة 
لمح ريان ندى تقف من الخلف تتابع دون أن تتدخل وتعثر عليه الوصول إليها فأمها تسد الطريق أمامه لكن ذلك لم يمنعه من توجيه الحديث إليها فخاطبها
قولي حاجة يا ندى م 
قاطعته السيدة بانفعال رسمته ببراعة
هتقولك أيه يعني 
ثم ضيقت نظراتها لتتابع بمكر
متقوليله يا ندى إنك حامل ومش عاوزاك تطلقها
جف
حلق ندى من إدعاء والدتها الكاذب ثم أخذت تحدق ب ريان الذي غطت الصدمة وجهه وبدا متزعزعا ورغم أنه تمن ولدا لم ېقتله شغفه ليكون منها هي وأيقن أن سبيل عودته لزوجته سيدمر هكذا ولن يحدث فقال بشجب
إزاي الكلام ده مش ممكن! 
زجرته السيدة بحدة وهي تتأهب لغلق الباب في وجهه هو ومن معه قائلة
أيوة حامل خلي بقى مراتك تعرف وأهلك كمان ما هو بنات الناس مش لعبة 
كان غلق الباب عڼيفا مما جعل السيدة تكتم ضحكة انتصار وقحة فدنت منها ابنتها الصغرى تمدحها قائلة
أيوة كده يا ماما أديله هو فاكر بنات الناس لعبة 
قالتها الفتاة بميوعة متدنية وكأنها قد ورثت الطباع عن والدتها والتي بدورها نظرت ل ندى بمغزى قالت
لو اتصل بيك قوليله على اللي اتفقنا عليه وبلغيه إنها شروطي أنا وهدديه إني هقول لمراته لو منفذش !! 
خرجت لحديقة الفيلا لتتحدث بأريحية أكثر حين هاتفها عبد الرحمن فسألته رسيل في ترقب
اتصلت كتير حصل حاجة! 
رد عليها بتأزق كبير
راندا من امبارح مختفية كلمت مامتها قالت مشفتهاش والمصېبة وأنا داخل أوضة مكتبك من شوية لقيت أوراقك كلها مختفية ومعاها عينة الدوا الجديد
ردت عليه بتوغر صدر
وراندا هتدخل مكتبي إزاي تلاقيه حرامي
وضح لها بأسف
أنا امبارح الصبح أديتلها مفتاح مكتبك علشان أروح مع آلاء تفك الجبيرة وكان لازم انهي شوية شغل فكلفتها بيه 
هتفت باضطراب وقد تاهت في خطۏرة الأمر
يبقى سرقتني معقولة دا أنا وثقت فيها 
تحير عبد الرحمن في المفاجئة وقال
ليه تعمل كده دي مش أول مرة أديها الوكالة بدالي علشان تهتم بالمستشفى 
لعنت رسيل غبائه بقسۏة أحرجته وأشعرته بالندم صاحت
دي الأمانة اللي وكلتهالك دا وعدك ل أيهم إنك تخلي بالك من كل حاجة في غيابي! 
دارت رسيل حول نفسها وهي تتخيل تلاش ما سعت إليه في لحظة ثم تابعت في ضياع
يا ترى عملت أيه تاني أنا حاسة في مصېبة تانية مستنياني
بعد لحظات قليلة تذكر عبد الرحمن شيء هام ارتاب فيه سابقا وجاء دوره ليعلنه في شك
على فكرة أنا دخلت
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 58 صفحات