رواية تقي بارت. 29-30
تحاول الصړاخ مستغيثة بها ولكنها تسمرت في مكانها حينما رأتها تقف خلفها ومسلطة أنظارها عليه فتنفست الصعداء وشعرت إلى حد ما بالإرتياح .. ثم أسرعت ناحيتها وإختبئت خلفها ونظرت إليه بتوجس ..
ولج أوس إلى صالة المنزل بخطوات متمهلة وجاب ببصره المكان ونجح في إيصال مشاعر التأفف من حالتهما البائسة لهما ...
حدجته فردوس بنظرات قوية وبنبرة حادة صړخت فيه ب
ابتسم لها أوس من زاوية فمه في تهكم ولم يعقب ..
في حين ابتلعت تقى ريقها في خوف ونظرت إليه پذعر من أعلى كتف والدتها ..
تحركت فردوس خطوة ناحيته وظل وجهها مكفهرا وبصلابة قالت له
-لو معندكش حاجة تقولها يبقى تتفضل من غير مطرود
لم ينظر أوس إلى فردوس بل سلط أنظاره على تقى المذعورة ورمقها بنظراته الغامضة .. ثم ببروده المعتاد أولاها ظهره ونظر إلى الأريكة المتواجدة بالقرب من باب المنزل وسار في اتجاهها ..
زفرت فردوس في ضيق ونظرت إليه شزرا وهي تنطق ب
-يا بيه عاوز إيه مننا تاني
-مسألتيش نفسك إنتي خرجتي إزاي من المصېبة اللي كنتي فيها
فغرت فردوس شفتيها في حيرة واضحة وإستدارت برأسها نصف إستدارة ناحية تقى ثم عاودت النظر إليه وسألته بجدية
-قصدك ايه مش .. مش إنت اتنازلت عن المحضر !
هز أوس رأسه موافقا ثم أنزل ساقه وشبك كفي يده معا وآمال جذعه للأمام ونظر إلى فردوس بحدة وهو يتابع بغموض ب
-بس مسألتيش برضوه نفسك إيه اللي خلاني أعمل كده !
صمت هو للحظات قبل أن يكمل بنفس الثقة ب
-يعني مش معقول أنا من النوع اللي بأسيب حقي ببساطة أكيد هايكون في مقابل !
ثم سلط عينيه على تقى وغمز لها بطرف عينه بطريقة مريبة قبل أن يوجه حديثه لها ب
يتبع ا
الفصل الثلاثون
في المشفى الحكومي العام
وصل الشيخ أحمد ومعه رشيد إلى استقبال ذلك المشفى المجاني ليطمئنا على حالة العامل سيد الذي إحترق وجهه ..
تنحنح رشيد بصوت متحشرج قبل أن ينطق ب
-هاروح أدفع التذاكر يا شيخنا
-استنى يا بني
قالها الشيخ أحمد وهو يضع يده في جيب ( قفطانه ) ليخرج مبلغا من المال منه ثم مد يده المتكورة نحوه ودس في كفه المال وهو يتابع ب
ابتسم له رشيد قائلا
-كتر خيرك يا شيخنا
ثم إنصرف مسرعا في اتجاه نافذة دفع تذاكر الدخول للمشفى ولكن كان هناك صفا طويلا أمام النافذة فزفر في ڠضب وغمغم ب
-حتى دي كمان فيها طوابير ..!
.........
تعهد الشيخ أحمد بتحمل نفقات علاج العامل سيد من جيبه الخاص ولم يدخر وسعه في إبلاغ أهل الخير بمساعدة عائلته وفي الإنفاق عليهم ريثما يتعافى ..
أمسك هو بمسبحته بأطراف أصابعه وأخذ يحركها بثبات وهو يتمتم بخفوت ثم قرر أن يتجول في أروقة المشفى حتى يعود إليه سيد ولكنه توقف في مكانه حينما مرت عيناه على لافتة صغيرة أعلى جهة اليمين مدون عليها عبارة صغيرة فقرأها بصوت مسموع ب
-عنبر الكسور للرجال .. ربنا يشفي ويعافي