رواية نرمين الجزء الاول
عمر ما كان هنا مكانتش قادرة بس تقعد معاه على سفرة واحدة تقولى استلطفته
سكت سيف واستكملت دادة فاطمة انت اتسرعت يا سيف وتانى مرة تجرحها چرح جامد بس المرة دى الموضوع كان شديد اوى
سيف وهو يحال تبرير مافعله بس هى منطقتش ولا دافعت عن نفسها
دادة وهى مش مطلوب منها انها تدافع عن نفسها لانها مغلطتش فى حاجة
وبصراحة من ساعة ما نيرمين حطت رجليها فى القصر ده وهى مبتلحقش ترتاح من قسوتك عليها واھانتك وچرحك ليها
كان كلام دادة فاطمة يؤلم سيف واشفق على نيرمين مما فعله بها لماذا يحملها خطأ غيرها
ماذنبها فى شئ لم يكن لها يد فيه
جال ذلك بخاطر سيف بعد حديث دادة فاطمة له
تركته دادة فاطمة وهى تقول له عيد تفكيرك فى اللى بتعمله يا سيف متخليش الشيطان يأثر عليك ويعمى عنيك عن الحقيقة
فى حجرة نيرمين تجلس الممرضة بجانبها وكل حين وآخر تقيس ضربات قلبها وتعطيها الدواء فى الميعاد
وعدت ساعات الليل واشرقت الشمس وفتحت نيرمين عينيها على نور آشعة الشمس الدافئة
التفتت يمينا وجددت الممرضة جالسة على الكرسى وهى غارقة فى النوم يبدو انها كانت سهرانة بجانبها
حاولت نيرمين ان تقوم من سريرها ولكنها لم تستطع قلقت الممرضة من نومها فلاحظت استيقاظ نيرمين فاقتربت منها وهى تقول حمد الله على السلامة حاسة بحاجة
الممرضة ده شئ طبيعى من اثر التعب والاعراض دى هتروح مع الوقت باذن الله
اهم حاجة ان الموضوع عدى على خير انا هبلغ الدكتور انك فوقتى الحمد الله وبقيتى احسن
طرقت دادة فاطمة الباب ودخلت الغرفة لتجد نيرمين مستيقظة
دادة ايه القمر ده وشك منور بسم الله ماشاء الله حمد الله على السلامة يا حبيبتى
دادة شدى حيلك علشان تقومى كده بالسلامة ولا انتى استحليتى النومة
نيرمين ابدا والله انا حتى حاولت اقوم معرفتش
الممرضة الدكتور طمنا انه ما دام امبارح عدى على خير يبقى خلاص
ومش هتحتاجى حقن مهدئة تانى يعنى مش هتحتاجى لوجودى
دادة يعنى هى دلوقتى حالتها كويسة
الممرضة الحمد لله هى كويسة جدا الدكتور هييجى كمان نص ساعة يشوفها قبل ما امشى بحيث يطمن بنفسه
عايز حاجة منى يا نيرمين
نيرمين متشكرة اوى يا دادة بس بلاش فطار الله يخليكى انا ماليش نفس خالص
الممرضة لا ازاى بقى انتى عايزة الحالة تتاخر ولا ايه احنا ما صدقنا حالتك اتحسنت والغذاء شئ مهم جدا
دادة شوفتى يبقى لازم تسمعى الكلام انا راحة اجيبلك الفطار بنفسى
وان الطبيب فى طريقه اليها حتى يطمئن مرة اخيرة قبل ان تغادر الممرضة
ارتاح سيف نوعا ما عن الامس عندما سمع ذلك ولكنه ينتظر الطبيب ليرتاح اكثر
حضر الطبيب واستقبله وسيف وصعد معه الى غرفة نيرمين
عندما راته نيرمين ادارت وجهها عنه ولم تنظر اليه لقد تذكرت ما فعله بها بالامس واحست بضيق فى قلبها من اتهاماته واهاناته المستمرة لها لاحظ سيف ذلك
واحس بالاحراج لانها لا ترغب فى رؤيته فظل واقفا بعيدا عنها حتى طمأن الطبيب على
حالتها
وطمأنهم جميعا ان الخطړ زال وان حالتها مستقرة تماما ويجب الا تعرض نفسها لاى توتر او اجهاد
وغادر سيف بصحبة الطبيب وهو
يتكلم معه و غادرت معه ايضا الممرضة فى حين ظلت دادة فاطمة مع نيرمين حتى تتاكد من انها تناولت فطورها لم تاكل نيرمين طعاما على الوجه المطلوب وحاولت دادة فاطمة اقناعها ولكنها فشلت
عندما عاد سيف الى غرفة نيرمين تجنبت نيرمين النظر اليه ولاحظت دادة فاطمة توتر العلاقة بينهم
فقالت تعالى يا سيف بحاول اخليها تفطر مش عايزة والدكتور قال ان الاكل مهم جدا علشان تخف وترجع زى الاول
انا هسيبك انت تحاول تقنعها يمكن تقدر على ما اروح اعملها كوباية عصير فريش كده علشان تفوق شوية
وانصرفت دادة فاطمة لتفسح المجال بينهما وقد تركت الباب مفتوحا لانه لا يصح ان تغلق عليهما الباب
اقترب سيف ببطء من نيرمين بعد مغادرة دادة فاطمة
وجلس على السرير ولكنه كان بعيدا بعض الشئ عنها
وهو ينظر اليها اما هى فبصرها منصرفا عنه
سيف انا عارف انك زعلانة منى وعارف انى جرحتك كتير لكن صدقينى لو قولتلك انى عملت اللى عملته ده من خوفى عليكى
كانت نيرمين تستمع وهى لا تنظر اليه وقد ترقرقت عيناها بالدموع
سيف مسترسلا فى الكلام انا مش هطلب منك تسامحينى على الچرح اللى سببتهولك بس عايزك تعرفى انى بجد خۏفت عليكى
انتى هنا امانة عندى ولازم احافظ عليكى وعمر ده ابن عمى وانا عارفه كويس
عمره ما حب واحدة ولا اعجب بيها الا لازم............ ولم يكمل وصمت قليلا ثم قال انتى عارفة لو انتى متهمنيش مكنش فرق معايا تركبى معاه ولا متركبيش
وبعدين اللى زعلنى منك انك فى نظرى انسانة محترمة ومحتشمة ومش زى البنات اللى يعرفهم عمر وصعب عليا
ان واحدة بريئة زيك تقع فى المستنقع ده
كل هذا وكانت نيرمين تستمع والدموع تتوالى تباعا
اخرج سيف من جيبه منديلا واعطاه لها ولكنها لم تمد يدها لتأخذه فقام من مكانه واتجه الى المكان الذى ادارت وجهها ناحيته
ثم وقف امامها وقام بمسح دموعها للمرة الثانية ثم وضع المنديل فى كفها وهو يقول
انتى ليكى حق مترديش عليا بس انا عرفتك انا عملت معاكى كده ليه واعتذرتلك ومستنيكى تسامحينى
ولو مسامحتنيش برده من حقك بس هكون مبسوط لو قلتيلى انك مش زعلانة منى
ظل سيف واقفا امام نيرمين بعد ان ابدى اعتذاره لها منتظرا ان ترد عليه او تكلمه او حتى تظهر اقتناعها بتبريراته الا انها ظلت ساكتة ولم تنطق
وهنا تأكد لديه انها لا ترغب بوجوده امامها
فقال يبدو انك لسة زعلانة ومش عايزة تشوفينى
وانا مش هفرض وجودى عليكى وهسيبك على راحتك
وصدقينى مش هضايقك بوجودى هنا تانى لو كان ده اللى هيريحك
ثم تحرك وهو ينظر اليها متجها الى الباب
كانت نيرمين تتالم من كلامه وتمنت ان تقول له خليك جنبى بالعكس وجودك بيسعدنى ويكفى اللى انت قلتهولى لانه
شال من على قلبى حزن كبير اوى
ولكنها لم تستطع ان تفعل ذلك حفاظا على ماء الوجه لم تطلب منه ان ينتظر
اما سيف فوقف عند الباب والقى عليها نظرة اخيرة ومازال نظر نيرمين بالاتجاه الاخر ثم اخذ الباب بيده وهو يغلقه وانصرف
عندما اغلق الباب اجهشت نيرمين فى البكاء لانها لم تكن تتوقع ابدا من سيف ان يقول لها هذا الكلام
لقد كان اعتذار سيف على غير العادة من ابداء الندم والاصرار على طلب المسامحة
ولانها لم تستطع ان تبدى له انها سامحته وترغب بوجوده بجانبها كبريائها منعها من ذلك
تالمت نيرمين من مغادرة سيف وهو حزين كانت تتمنى لو اراحته بكلمة ولكنها لم تفعل
وبينما سيف ينزل السلالم المؤدية الى الصالون لقيته دادة فاطمة وسالته خير يا سيف رايح فين
سيف ويبدو على وجهه الاسى ورايا شوية ملفات مهمة واوراق