رواية نرمين الجزء الاول
وتنورة بيضاء ايضا وطرحتها البيضاء المطعمة بستان ابيض لم تكن هذه الملابس هى التى جاءت بها وانما
قد وفرتها لها دادة فاطمة لحين تقوم الخادمة بغسل ملابسها
وبعدما ارتدت نيرمين ملابسها التى جعلتها كالملاك فتحت باب حجرتها بمفردها لاول مرة وخرجت منها
نزلت درجات السلم بهدوء وهى تلتفت حولها منبهرة بالقصر الفخم وديكوراته الرائعة
ابتسمت نيرمين وقالت متشكرة اوى بس ممكن تقوليلى اخرج للجنينة منين اصلى تايهة هنا خالص
ضحكت رقية ثم قالت لا يستحسن متخرجيش الجنينة لانه مينفعش
نيرمين بتعجب ليه
روقية هى دادة فاطمة مقالتلكيش ولا ايه
نيرمين على ايه
مينفعش تخرجى الجنينة علشان سيف بيه بيخرج كالعادة يقرأ ويستجم لحد معاد الغدا دى عادته كل يوم
رقيهعلشان
قاطعتها دادة فاطمة واقفة ليه يارقيه روحى شوفى شغلك
رقيه اصلها بتسالنى ليه مش هينفع تخرج الجنينة وانا بقولها
دادة فاطمة مقاطعة خلاص خلاص روحى انتى وانا هفهمها
اسطحبت دادة فاطمة نيرمين الى مكان هادئ وقالت اقعدى يا نيرمين
نيرمين انا مش فاهمة حاجة بصى يا حبيبتى اللى هقولهولك ده مافيهوش اى اهانة ليكى صدقينى
نيرمين امره غريب ليه يعنى
دادة هو تفكيره كده بيحب الهدوء
وعلى فكرة يا نيرمين انتى حظك حلو اوى
اندهشت نيرمين من مناداة دادة فاطمة ليها بهذا الاسم
دادة فاطمة ايه انتى مالك مندهشة كده
نيرمين مين نيرمين دى
دادة انتى ماهو انا عرفت اسمك من هنا
امسكت نيرمين البطاقة التى لم يظهر فيها سوى الاسم الاول فقط نيرمين
وجزء بسيط من صورتها التى تدل على ان البطاقة لها بالفعل
رفعت نيرمين بصرها عن البطاقة وسرحانة
دادة مالك يا نيرمين
نيرمين ابدا مافيش
دادة طب يلا تعالى انا وانتى افرجك على شوية لبس اشترتهولك
دادة متبقيش خايبة دى حاجة بسيطة تعالى تعالى
انقضى نصف اليوم بسلام
ولكن هل هذا السلام سيدوم هذا ما سنراه
سيف متكئ على اريكته امام المدفأه فى هدوء تام وجاءت من خلفه دادة فاطمة لتفاتحه فى امر نيرمين ليتحمل وجودها فترة معينة حتى تتعافى ولكنها تخشى من رد فعله
فبالرغم من حبه الشديد لها الا انها تعلم حساسية الموضوع بالنسبة له
كل هذا كان يجول فى خاطرها وهى آتية من خلفه فى تردد
ولكن سيف شعر بها
سيف ملتفتا خير يا دادة فى حاجة
دادة وهى تجلس امامه عايزة اتكلم معاك بس مش هنا فى مكتبك
سيف ليه يا دادة خير
دادة خير ان شاء الله
جلس سيف على مكتبه الانيق واراح ظهره للخلف ونظر للسقف فى كبرياء اتكلمى يا دادة
دادة فاطمةاوعدنى الاول انك متتعصبش
سيف انا كده قلقت
دادة شوفت اهو من اولها هتقلب
سيف اى شئ هتكلمينى فيه باستثناء البنت اللى هنا انا اوعدك انى مش هتعصب ولا هتضايق
دادة انت كده صعبت عليا الموضوع يا سيف
اعتدل سيف فى جلسته ونظر بجديه الى دادة فاطمة نظرة احست منها دادة فاطمة بالخۏف من ردة فعله
قالت دادة بتوترانا بس عايزة افهم انت ليه مش مصدقها
سيف حتى لو مصدقها برده مش عايزها هنا
دادة طب هتروح فين
سيف وانا مالى يا دادة هو انا مسئول عنها تروح مطرح ما تروح
دادة لا بقى انت مسئول عنها من ساعة ما دخلت بيتك دى مالهاش حد ومسكينة هنرميها يعنى
سيف ااوووووووووووووووووووووووف بقى يا دادة الله يخليكى احنا انتهينا من الموضوع ده
كان لازم تنبهيها انها لازم تمشى النهاردة
دادة طب هتمشى تروح فين
سيف اى مكان انا مالى
دادة وهى دى برده المروءة تسيب واحدة ست زى دى لوحدها مالهاش حد وياريتها حتى عارفة حاجة عن نفسها الا يا حبيبتى تايهة ومش عارفة اى حاجة انت عمرك ما كنت قاسى كده يا بنى ليه كده
سيف انتى بيدخل عليكى الكلام ده برده يا دادة قال فاقدة الذاكرة قال صدقينى كل التمثيلية دى علشان الفلوس انا عارف الاشكال دى كويس
وعلشان اريحك خلاص يا دادة هديها قرشين تاجر بيهم مكان تقعد فيه لحد ما تخف ده اذا كانت صادقة فعلا
دادة يعنى مافيش فايدة
سيف لو انتى محروجة سيبيلى الموضوع ده
دادة انا حاسة انك مش سيف اللى انا ربيته اتغيرت اوى
سيف بكبرياء الدنيا هى اللى اتغيرت مش انا
دادة اللى انت عايزه يا ابنى انا هناديلها واللى يريحك اعمله بس ذنبها هيبقى فى رقبتك
ذهبت دادة فاطمة وقلبها ينفطر الى حجرة نيرمين وهى متماسكة ولم تظهر لنيرمين اى شئ
لم يطاوعها قلبها ان تخبرها بما قاله سيف
وطلبت منها ان تذهب للتحدث مع سيف لانه يريدها فى امر مهم
واصطحبتها الى حجرة المكتب هنا نيرمين قالت
وقفتى ليه يا دادة مش هتدخلى معايا
دادة بحزن ادخلى انتى يا بنتى هو عاوزك فى حاجة انا ماليش فيها انا هستناكى هنا
طرقت نيرمين حجرة المكتب ودخلت بعد ان اذن لها سيف
وقد كانت تراه لاول مرة كان جالسا على المكتب على الكرسى المتحرك وقد اعطاها ظهره لم ترى منه سوى شعره البنى الغزير وهو يضع اصابعه فى الشعر محاولا تسويته الى الوراء
احست بارتباك شديد ولكنها تمالكت نفسها
استدار سيف ليجدها واقفة امامه لم يطلب منها حتى الجلوس
وقف بقامته الطويلة امامها فطولها اقل من كتفه بشئ بسيط وكان ممسكا بعصاه متكئا عليها
نظر اليها والى هيئتها فلم يرها منذ ان جاءت مغطاه بدمائها
فقد راى ملامحها الهادئة لاول مرة نظر الى جبينها الذى عليه شريط صغير من الجنب مكان الچرح
وقال شكلك اتحسنتى كتير
نيرمين بصوت هادئ الحمد لله وهى تنظر الى العصا التى يتوكأ عليها
فهى لم تكن تعلم بهذا فاحست بالاسى عليه
اتجه سيف ناحية خزانته واخرج مبلغا من المال ووضعه امامه على المكتب
ثم قال دول يكفوكى
نيرمين ايه دول
سيف محدقا فيها بقوة دول اللى انتى محتاجاهم
نيرمين مش فاهمة
سيف من الاآخر كده شوفيلك مكان تانى غير هنا دول هيكفوكى وزيادة ولو احتاجتى غيرهم انا مستعد اساعدك
وقعت تلك الكلمات على قلبها كسکين حاد الى هذه الدرجة استطاع اهانتها
ولماذا قال هذا الكلام كيف استطاع ان ينطق بهذا الكلام المهين بالنسبة اليها انها ليست متسولة ولا ترغب فى المال
ظلت واقفة من هول الصدمة واسترسل سيف بالكلام غير مبال حالتها
قال اكيد الفلوس دى احسنلك من وجودك هنا هاتى اى حاجة انتى عايزاها وهتعرفى تتعالجى بيها دى فلوس كتير مټخافيش
نيرمين بصوت مخڼوق وتحاول جاهدة الا تظهر ضعفها بدموعها
ومين قالك انى عايزة فلوس هو انا جيت هنا علشان الفلوس حضرتك غلطان
سيف وهو متكئ على الكرسى المتحرك وهو يتحرك يمينا ويسارا امال جيتى ليه
هى دادة فاطمة ماقالتلكش انى
قاطعها قائلا سيبك من دادة فاطمة خليكى معايا انتى عايزة ايه
لو مش عايزة الفلوس اومال عايزة ايه
نيرمين كنت عايزة بنى ادمين يقفوا جنبى فى محنتى بس الظاهر انهم خلصوا
ثم استدارت واتجهت ناحية الباب واخذت تجرى متجهه