رواية مريم 6-7
يرد و ظل ينظر إليها في عدم إقتناع
فأدارت عيناها بضيق و هي تطلق زفرة حانقة ثم إختفت من أمامه بسرعة متجهة إلي غرفتها و أخذت ملك معها
في مستشفي الأسكندرية العام
يعود عثمان إلي هناك و يصعد للطابق الثالث ليخبره المسؤول عن الدور بأنه تم نقل صالح إلي غرفة عادية لإستكمال العناية به
ذهب عثمان إلي غرفة رقم 407 حيث أرشده المسؤول ليجد أنها ليست غرفة بالمعني الحرفي و إنما هي مجرد عنبر كبير إكتظ بالمړضي بمختلف أنواعهم
وقف مشدوها للحظات يحدق في كمية الإهمال و المناظر المريعة الممتدة أمام ناظريه لكنه ما لبث أن راح يبحث بعيناه عن أفراد عائلته وسط هذا الكم الهائل من الناس
وجدهم بصعوبة هناك جمعيهم يقفون بركن قاصي من العنبر ملتفين حول سرير معين لابد أنه السرير الذي يرقد عليه صالح
مساء الخير يا جماعة ! قالها عثمان و هو يقترب بخطوات واسعة ثم يقف بجوار والده الذي ما أن رآه حتي صاح به
عثمان بفتوره المعتاد
كان ورايا مشوار مهم خلصته و رجعت علطول أهو ثم توجه بالنظر نحو عمه و هالة و قال
حمدلله علي السلامة يا عمي حمدلله علي السلامة يا هالة
تجاهله رفعت متعمدا و أدار وجهه للجهة الأخري لكن هالة لم تفعل
الله يسلمك يا عثمان إزيك
تمام الحمدلله قالها بإبتسامة قصيرة ثم عاد إلي والده و قال و هو يصوب نظره نحو صالح الموارى تحت طبقات من الجبس و الشاش
إنتوا إزاي لسا مستنين هنا إزاي ما طلبتوش نقله لمستشفي خاصة !
يحيى بنظرة عابثة
و إحنا كنا مستنين رأيك مثلا عملنا كده يا حبيبي حجزناله أوضة في أحسن مستشفي و خلاص عربية الإسعاف علي وصول
في منزل رشاد الحداد داخل حجرة الطعام
يترأس المائدة كعادته بوقاره و هيبته الطاغية إبنتيه تجلسان معه الكبيرة علي يمينه و الصغيرة علي شماله
يتم الغداء في جو صامت متوتر لا يسمع خلاله سوي أصوات الملعاق و بقية آدوات الطعام و هي تحتك بالصحون و الأطباق
تصلبت عيناه عند رؤيته للإسم و لاحظت إبنتيه جمود تعابير وجهه
لكنه أعطي أمر بالتحفز لجميع حواسه و أجاب بنبرة تحد
أهلا بالغالي !
صمت قصير علي الطرف الأخر ثم جاء صوت عثمان الناعم كجلد الأفعي
إزيك يا رشاد بيه إنشالله تكون كويس !
إنتفضت چيچي إثر سماع إسمه و مضغت الطعام بصورة خاطئة مما تسبب لها في نوبة سعال حادة
جاءتها أختها بكأس من الماء بينما تابع رشاد مكالمته
فيك الخير و الله يا عثمان بتتصل عشان تسأل بجد العيش و الملح مابيهونوش
عثمان بضحكة مجلجلة سمعتها چيچي جيدا منبعثة من سماعة الهاتف
هو أنا أه ممكن أتصل أسأل عليك بس المرة دي أنا إتصلت عشان حاجة تانية
خير يا عثمان تساءل رشاد ببرود ليرد عثمان و قد تحولت نبرته تماما من اللين إلي الڠضب الشديد
إسمعني كويس يا