السبت 23 نوفمبر 2024

رواية مريم 6-7

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

قبل أن يفه بكلمة أخري 
يلا بقي أنا لازم أمشي دلوقتي عشان ماتأخرش مش معقول أتأخر من أول يوم كده يلا باي !
و هرولت إلي خارج المنزل تاركة إياه في حالة عدم رضا و عجز عن الرفض في آن فهم بحاجة إلي المال قبل كل شيء 
في قصر آل بحيري يصحو عثمان من نومه إثر رنين جرس التنبيه المنبعث من هاتفهه
مد يده و أخذ الهاتف و أسكت ذلك الدوي المزعج ثم فرك عينه و هو يزفر بكسل 
قام من سريره الوثير علي مضض ثم دلف إلي حمامه الفخم
أخذ دوشا ساخنا ليرخي عضلات جسده و يتخلص من رواسب اليوم الفائت 
فرغ من إستحمامه بعد ثلث ساعة تقريبا ثم خرج و هو يلف المنشفة حول وسطه
توجه مبتل الخطي نحو غرفة الثياب الفاخرة الملحقة بغرفته
إنتقي بذلة سوداء اللون عصرية و بدون ربطة عنق من العلامة التجارية چي كرو و أرفق معها ساعة يد مصنوعة من البلاتين الخالص ثم إختار حذاء أسود لامع علي جوارب بنفس اللون
إرتدي ملابسه كلها ثم وقف أمام المرآة الضخمة قام بتمشيط خصيلات شعره الكستنائية الطويلة و مشط لحيته الكثيفة بعناية أيضا 
نثر عطره الثقيل الجذاب علي وجهه و حول عنقه و أخيرا إنتهي 
ألقي علي نفسه نظرة مغترة واثقة و عدل من هندامه للمرة الأخيرة ثم أخذ مفاتيحه و هاتفهه و غادر غرفته 
إصطدم بهالة أثناء هبوطه الدرج فوقف و قال بإبتسامة إعتذار 
هالة ! معلش خبطك ماخدتش بالي 
هالة بإبتسامة متيمة 
و لا يهمك يا عثمان محصلش حاجة 
عثمان و قد لاحظ طريقتها الناعمة التي يعرفها جيدا 
هو مافيش حد في البيت و لا إيه 
لأ كلهم راحوا من شوية لصالح أصل إمبارح صافي أصرت تبات معاه في المستشفي و قالت مش هتروح إلا أما يجي حد يقعد معاه بدالها 
أه طب و إنتي ماروحتيش معاهم ليه 
بابي قالي خليكي دلوقتي عشان أستريح من السفر يعني و بعدين هيبقي يبعتلي السواق يوديني علي بليل كده ثم قالت بإبتسامة خجل 
إنت رايح الشغل صح تحب أحضرلك الفطار طيب 
عثمان بعذوبة 
شكرا يا هالة إنتي عارفة أنا فطاري فنجان قهوة مافيش غيره و ده هاخده في الشركة 
عبست بضيق قائلة 
فنجان قهوة بس إنت لسا بردو متمسك بالعادة دي و الله هتقع من طولك يا عثمان و أبقي قول هالة قالت 
عثمان ضاحكا بخفة 
ماتقلقيش يا لولا يا حبيبتي إبن عمك جاامد أوي و غمز لها بعينه فأغرمت أكثر بتفاصيله الساحرة 
بينما إنحني عثمان قليلا و طبع قبلة سطحية بريئة علي شعرها من جهة أذنها و قال 
يلا بقي أنا ماشي عايزة حاجة 
هالة بأنفاس متلاحقة 
لا شكرا !
تجاوزها و يلوي ثغره بإبتسامة جانبية فيما هي لا زالت علي حالها ساكنة بمكانها مأخوذة مسرورة تتنفس بقية ذرات الهواء المعبقة بعطره 
في المستشفي الخصوصي التي نقل إليها صالح مساء أمس 
داخل هذا الجناح الواسع النظيف و المزود بأحدث الأجهزة الطبية يرقد صالح فوق ذلك السرير الأبيض
بينما صفية غافية علي كرسي بجواره ملقية برأسها علي كتفه السليمة 
فتح صالح عيناه بتثاقل و أطلق تآوها مټألما إنتفضت صفية علي إثره مستيقظة 
صالح ! قالتها صفية بتلهف و هي تعتدل في جلستها بسرعة و تابعت 
إنت كويس يا حبيبي حاسس بإيه أندهلك الدكتور 
حرك صالح رأسه للجهتين و هو يعصر جفناه من

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات