الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مريم 8-9

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بالغا في تصرفاته و بقي متحفظا في شخصيته الواثقة و المغرورة في آن ..
وصل المصعد إلي الطابق المنشود ليخطي عثمان إلي الخارج أولا و يتجه إلي غرفة مكتبه مباشرة دون أن يلتفت خلفه
لحقته سمر و هي تلهث قليلا بينما ينزع هو سترته و يستدير و يعطيها إليها قائلا
خدي الچاكيتة دي علقيها هناك .. و أشار إلي المشجب المستقيم علي بعد مترين من جهة يمين المكتب
أخذتها منه بإضطراب أشد و فعلت ما قاله ثم عادت إليه مرة أخري ..
كان قد جلس مسترخيا وراء مكتبه أخذ يحدق فيها لوقت من الزمن نظراته فارغة غير مقروؤة فعبست سمر متساءلة
في حاجة حضرتك
لم يجيبها في الحال صمت لبرهة ثم قال
و لا حاجة يا سمر .. ببصلك بس تعرفي إن شكلك حلو أوي !
توردت خجلا إثر جملته الأخيرة و أطرقت رأسها بسرعة و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة ..
إنتي إتكسفتي مني و لا إيه .. قالها بتساؤل و أردف
الجمال مابيكسفش صاحبه بالعكس . لازم تتباهي بيه !
سمر بتلعثم و هي لا زالت مخفضة رأسها
ح حضرتك .. أنا . مش متعودة حد . يقولي كده !
عثمان ببراءة متكلفة
إتضايقتي يعني .. عموما أنا ماقصدتش أضايقك كل الحكاية إن هي دي طريقتي في التعبير طول عمري متعود أقول رأيي بصراحة .. ثم أضاف بحزن مصطنع و هو يشيح بوجهه للجهة الأخري
أنا آسف لو ضايقتك.
سمر و هي ترفع رأسها بسرعة
لا أبدا .. أنا مش مضايقة بس . زي ما قلت لحضرتك .. مش متعودة حد يقولي كلام زي ده.
مش متعودة حد يقولك إنك حلوة
أومأت له فضحك بخفة و قال
إزاي إللي حواليكي مش مقدرين جمالك أكيد ناس عندهم مشاكل ! .. ثم أكمل و هو ينظر بفضول إلي ذلك الوشاح الذي يحجب عنه رؤية شعرها
بس هتبقي أحلي أكيد لو شيلتي الإشارب ده !
سمر بحدة و هي تضع يدها علي رأسها
إيه لأ طبعا . مستحيل في يوم أقلع الحجاب . مستحيل !
عثمان بإبتسامة مرتبكة
إيه إيه مالك بس إهدي أنا ماقولتلكيش إقلعيه . إنتي حرة طبعا . ده كان مجرد رأي مش أكتر.
عكفت حاجبيها بشيء من الضيق بينما قال عثمان بجدية و هو يهم بمباشرة أعماله
طيب .. إتفضلي إنتي علي مكتبك دلوقتي و يا ريت تبدأي شغلك فورا . إتأخرنا في الإفتتاح و بالتالي شغلنا إتأخر . شوفي شغلك بقي و أي رسايل مبعوتة من برا إطبعيلي منها نسخة و هاتيهالي علطول.
سمر بلهجة رسمية
حاضر يافندم.
و خرجت مسرعة لتتوقف حركة عثمان لحظة أغلاق الباب ثم يطلق زفرة حارة و هو يتمتم لنفسه
إنتي هتتعبيني و لا إيه و لو أنا حاطتك في دماغي خلاص !
في المستشفي .. أمام غرفة صالح
وقف الطبيب المسؤول عن حالته يتحدث إلي أفراد العائلة و يناقشهم بخصوص خطة العلاج ..
الطبيب بنبرة هادئة
يا جماعة آجلا أم عاجلا لازم هيعرف . بس مش لازم نتأخر إحنا في العلاج بالذات العلاج الطبيعي . في أجزاء في جسمه لازم نتعامل معاها بسرعة . ماينفعش الكسور إللي ضهره تلحم علي بعضها كده خطړ !
رفعت بصوت واهن
أنا أكيد مش معارض يا دكتور .. أنا بس خاېف عليه من الصدمة.
الطبيب بإبتسامة
ماتخافش حضرتك أنا بنفسي هقعد معاه و هشرحله وضعه و كل حاجة بخصوص حالته و هو أكيد هيفهم و هيساعدني كمان.
و هنا تدخلت صفية
طيب يا دكتور بعد أذنك .. بلاش نكلمه في حاجة إنهاردة
هو لسا فايق .

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات