السبت 23 نوفمبر 2024

رواية مريم 10-11

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

و هي تقول برجاء 
رجع دبلتك زي ما كانت أنا بحبك و الله بحبك و مافيش حاجة من إللي قولتها صح جايز بس أنا ماعرفتش أعبرلك عن مشاعري بالطريقة إللي إنت عاوزها لكن صدقني أنا بحبك بجد بحبك يا صالح !
تنهد صالحبفتور ثم قال بمرارة 
حتي لو بتحبيني بجد خلاص ماعادش ينفع 
هو إيه ده إللي ماعادش ينفع و صړخت بصوت أعلي 
إنت مش من حقك تقرر في حاجة زي دي من نفسك أنا شريكتك في القرار 
صالح بصياح منفعل 
و إنتي مش عايزة تفهمي ليه أنا خلاص إنتهيت مابقتش نافع لا ليكي و لا لغيرك هفضل عاجز كده طول عمري 
مين قالك كده إنت ماسمعتش الدكتور كويس و لا إيه إنت لسا هتتعالج و بعد فترة قصيرة هترجع زي ما كنت و أحسن 
صالح بإنفعال أشد 
مش عايز أتعالج مش عايز أرجع أحسن من الأول سيبيني يا صفية سيبيني و إمشي أنا مابقتش عايزك خلاص مش عايزك في حياتي تاني أخرجي برا إمشيييي !
إرتدت صفية للخلف و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة و ترمقه بعدم تصديق
ترقرقت الدموع بعيناها و لكنها حبستها 
إلي أن خرجت فعلا من غرفته
و هنا فقط أطلقت لنفسها العنان و راحت تبكي بنشيج مكتوم و هي تركض مجتازة الردهة الطويلة
بينما أعين جميع من في الطابق مصوبة نحوها تشملها بنظرات التعجب و الإستفهام حتي إختفت 
أمام بيت سمر تقف سيارة عثمان الضخمة الفارهة
لتترجل سمر بسرعة و هي تقول 
خليك زي ما إنت يا عثمان بيه أنا هدخل أجيب ملك و هاجي بسرعة 
أومأ عثمان بالموافقة بينما إندفعت سمر راكضة إلي الداخل
وصلت إلي شقة السيدة زينب و ضړبت الجرس بتواصل و إلحاح فتحت الأخيرة بعد لحظات و هي تحمل علي ذراعها ملك المسكينة 
كانت الصغيرة في حالة صعبة للغاية حيث كانت متهدلة و هامدة بصورة مخيفة و بدت و كأنها تنازع لتأخذ أنفاسها بخلاف حشرجة صدرها و عيناها الملبدتان بالدموع 
إيه إللي حصل تساءلت سمر بړعب و هي تمد ذراعيها لتأخذ أختها 
ناولتها زينب الطفلة ثم أجابت و صوتها لا يخلو من القلق و الخۏف 
يابنتي و الله كانت كويسة بعد مامشيتي حتي جاعت و أكلتها و كله حاجة كانت ماشية تمام بس فجأة لاقيت وشها أصفر و شفايفها إزرقت و إبتدت تاخد نفسها بالعافية ساعتها لما غلبت قلت مابدهاش بقي و إتصلت بيكي طوالي 
سمر و هي تحتضن الطفلة بشدة 
طيب أنا هاخدها للدكتور دلوقتي لو فادي رجع قبل ما أجي إبقي قوليله يتصل بيا يا ماما زينب 
حاضر يابنتي علي مهلك و إنتي ماشية و لا إستني هلبس و أجي معاكي !
سمر و هي تهبط درجات السلم بخفة و حذر 
لأ خليكي يا ماما زينب إن شاء الله مش هنطول هنرجع علطول 
قبل دقيقتين 
أمام محل الجزارة المقابل لبيت سمر وقف شاب في مستهل عمره يباشر تقطيع شرائح اللحم الطازج فوق الأورمة قطعة خشب يتم وضع اللحوم فوقها من أجل تقطيعها 
شاهد سيارة سوداء إصدار أحدث طراز للعام تدخل ببطء و روية في الشارع الضيق نسبيا
و من خلال نظراته الفضولية المتفحصة لمح سمر تجلس في المقعد المجاور لمقعد السائق الذي بدا له رجلا ثريا من هيئته و ملابسه و أيضا من سيارته التي يقودها
تابع النظر إليهم حتي توقفت السيارة و نزلت منها سمر 
رآها تقول

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات