السبت 23 نوفمبر 2024

رواية مريم 16-17

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

16 
_ زائر ! _
كانت علي شفا النعاس .. بعد مجهود شاق بذلته لتصفي ذهنها من كل فكرة و هاجس أسود يهددها
ليأتي فادي فجأة و يفسد كل شئ ..
سمر ! .. قالها فادي بهتاف متوسط و هو يلج إلي الغرفة دون إستئذان
إنتي نمتي يا حبيبتي ! .. تساءل ببراءة لتبتسم سمر بخفة و هي تقول 
لأ يا حبيبي . لسا . إيه كنت عايز حاجة 

فادي و هو يمشي ناحيتها 
لأ يا حبيبتي سلامتك مش عايز حاجة . أنا بس كنت جاي أرجعلك الموبايل . خلاص عملت المكالمة .. ثم أعطاها الهاتف مكملا بإبتسامة 
شكرا.
العفو يا فادي .. ثم أردفت علي سبيل المزاح 
كنت بتكلم مين بقي الحج عبد الموجود !
و ضحكت بمرح ليرد فادي بجدية 
لأ كنت بكلم مديرك . عثمان بيه !
إرتعدت سمر بقوة و قد أبيض وجهها من الصدمة
إيه !! .. تمتمت بفم مفتوح ثم صاحت فيه پغضب 
ليه ليه كلمته 
أجفل فادي و هو يجيب بشئ من التوتر 
كلمته عشان أخدلك إجازة يومين من الشغل . لاقيتك ماتصلتيش بيه إنتي فإتصلت أنا عشان مايفهمش غيابك غلط !
زمت سمر شفتيها و هي تقطب في ضيق شديد
ليرمقها فادي بنظرات حملت طابع التشكيك ثم يقول 
في إيه سمر مالك إتعصبتي كده ليه لما عرفتي إني كلمته !
همهمت سمر بإنزعاج و قالت 
لأ ماتعصبتش و لا حاجة . بس ماكنش في داعي يعني تكلمه في وقت زي ده و تزعجه .. أنا كنت هكلمه بكره الصبح.
فادي بنبرة موضوعية 
بصراحة الراجل كان ذوق أوي و ماقالش حاجة . بالعكس قال سلامتها و تبقي تيجي علي مهلها مافيش مشكلة.
أومأت سمر قائلة بإقتضاب 
طيب كتر خيره.
فادي بتعجب 
إيه طيب كتر خيره دي !
عايزني أقول إيه يعني .. تساءلت بعصبية واضحة
ثم أخدت نفس عميق و أطلقته علي زفرات متتالية و قالت بإيجاز 
بكره الصبح هبقي أتصل أشكره بنفسي.
عبس فادي و هو يرمقها بنظرات حائرة ليسألها بإلحاح 
سمر .. مالك في حاجة حصلت 
سمر بتآفف 
قولتلك مافيش حاجة يا فادي . أنا تعبانة بس و مش مستحملة الكلام الكتير ده . عايزة أنام.
فادي بلطف 
طيب طيب . خلاص أنا خارج أهو .. تصبحي علي خير يا حبيبتي.
سمر بهدوء مرهق 
و إنت من أهله !
تنهد فادي و هو يهز رأسه بعدم إرتياح لكنه تركها و خرج بالنهاية ..
ليطير النعاس من عينيها فورا و تظل واعية تفكر في بالموقف المخزي الذي وضعها فيه أخيها بدون قصد
ماذا سيقول الآن هل سيعتبر ذلك تصريحا بالموافقة منها هل سيفهم مما حدث أنها أعطته الضوء الأخضر و أعلنت إستسلامها لعرضه 
لأ .. غمغمت سمر پغضب و أردفت 
يفهم إللي يفهمه . الحيوان ده . أنا مش هاوريله وشي تاني . يروح في ستين داهية . فادي كان عنده حق !
و هنا دخلت سمر في صراع مع نفسها ..
نفسها 
طب و مشاكلك ده هو الوحيد إللي في إيده الحل لكل المشاكل إللي إنتي فيها !
سمر پغضب 
يغور في داهية هو و حلوله . أنا مش ممكن أركعله أبدا . ده مش بني آدم.
نفسها 
إنتي مش كنتي بتشكري فيه و كمان كنتي بتدافعي عنه !!
سمر 
أه ده كان قبل ما يظهر علي حقيقته . و بعدين أنا إللي كنت غبية . صدقت أنه كان بيعمل معايا كل ده لوجه الله .. بس فادي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات