رواية مريم 16-17
بنظرات مبهمة و هو يقول بنعومة
إيه يا سمر ! ينفع كده تقفلي الباب وشي ده أنا ضيفك بردو !
سمر بحدة
أفندم يا عثمان بيه خير إيه سبب زيارة حضرتك إللي علي غفلة دي !
عثمان و هو يبتسم بجاذبية
طيب مش تقوليلي إتفضل الأول و لا إنتوا هنا متعودين تكلموا ضيوفكوا علي الباب !
تنهدت سمر بنفاذ صبر و لكنها لم تجد حلا أخر
إجتاز المدخل القصير و هو يعاين الشقة بنظراته الفاترة
كانت بسيطة جدا و مرتبة و نظيفة إنما من وجهة نظره هو كانت حقېرة جدا و أشبه بجحر الفئران
لكن بخلاف كل هذه الأمور أي بيت عادي مثل هذا يساوي لا شئ بالمقارنة بقصر آل بحيري الذي نشأ و ترعرع فيه حتي بلغ الثلاثين من عمره ..
شكرا . ده من ذوقك.
إلتفت عثمان نحوها و هو يقول بدهشة
إنتي واقفة كده ليه ما تقفلي الباب ده و تعالي عشان نتكلم !
سمر بصلابة
أنا كده كويسة . و حضرتك تقدر تقول كل إللي إنت عايزه عادي . أنا سمعاك.
رمقها عثمان و هو يرمقها بنصف إبتسامة ثم تقدم صوبها و أمسك بمسند الباب قائلا بهدوء
سمر و هي تنظر إليه بجرأة واهية
أنا مش خاېفة !
عثمان بإبتسامة
طيب إثبتي .. تعالي نقعد لو سمحتي . أنا مش هطول عليكي . هقولك إللي عندي و همشي علطول .. ثم قال و هو يحاول سحب الباب من يدها
بعد أذنك !
نظرت له بتردد للحظات ... ثم تنهدت و أنزلت يدها
هنقعد فين
إتفضل .. قالتها بخفوت و هي تشير إلي الصالة الصغيرة ذات الأثاث الرث
جلسا قبالة بعضهما و لكنهما كانا متباعدين
إذ كانت تفصل بينهما طاولة متوسطة تحدها آريكة وقع علي جانبيها مقعدها و مقعده ..
إتفضل . أنا سمعاك ! .. تمتمت سمر بإقتضاب متجنبة النظر إليه حتي لا يتلف غشاء الثقة اللين الذي صنعته لتحتمي من نظراته الثاقبة
بس لما أخوكي كلمني و قالي إنك تعبانة صممت أجي أطمن عليكي بنفسي.
سمر بسخرية
كتر خير حضرتك !
تذرع عثمان بالصبر جراء معاملتها الجافة ليقول بخبث مهذب
و لو إني مش عارف إنتي تعبتي فجأة ليه حوارنا الأخير ماكنش جامد أوي عشان تتعبي بعده علطول كده !
عثمان بيه . يا ريت من فضلك تقول إللي جيت عشانه و تتفضل تمشي بسرعة . أنا مش هقدر أستقبلك كتير و أخويا مش موجود.
إبتسم عثمان و هو يومئ بتفهم ..
طيب يا سمر .. ندخل في الموضوع علطول .. و حملق فيها بتركيز ثم قال
أنا جيت لحد عندك المرة دي عشان أجدد عرضي.
و قاطعها بسرعة و حزم حين حاولت الرد
مش عايزك تردي منغير ما تفكري . فكري كويس قبل ما تقولي أه أو لأ .. ثم أكمل بجدية
قرارك مش متعلق بيكي لوحدك . إخواتك شركا معاكي .. يعني لو وافقتي هتحلي مشاكلك و مشاكلهم . مش هتلاقي نفسك محتاجة