السبت 23 نوفمبر 2024

رواية مريم 16-17

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

بنظرات مبهمة و هو يقول بنعومة 
إيه يا سمر ! ينفع كده تقفلي الباب وشي ده أنا ضيفك بردو !
سمر بحدة 
أفندم يا عثمان بيه خير إيه سبب زيارة حضرتك إللي علي غفلة دي !
عثمان و هو يبتسم بجاذبية 
طيب مش تقوليلي إتفضل الأول و لا إنتوا هنا متعودين تكلموا ضيوفكوا علي الباب !
تنهدت سمر بنفاذ صبر و لكنها لم تجد حلا أخر
تنحت جانبا مفسحة له الطريق ليتقدم هو بخطواته المختالة المغرورة ..
إجتاز المدخل القصير و هو يعاين الشقة بنظراته الفاترة
كانت بسيطة جدا و مرتبة و نظيفة إنما من وجهة نظره هو كانت حقېرة جدا و أشبه بجحر الفئران
لكن بخلاف كل هذه الأمور أي بيت عادي مثل هذا يساوي لا شئ بالمقارنة بقصر آل بحيري الذي نشأ و ترعرع فيه حتي بلغ الثلاثين من عمره ..
بيتك حلو أوي يا سمر .. قالها عثمان بمجاملة زائفة لترد سمر التي وقفت بجانب باب الشقة المفتوح 
شكرا . ده من ذوقك.
إلتفت عثمان نحوها و هو يقول بدهشة 
إنتي واقفة كده ليه ما تقفلي الباب ده و تعالي عشان نتكلم !
سمر بصلابة 
أنا كده كويسة . و حضرتك تقدر تقول كل إللي إنت عايزه عادي . أنا سمعاك.
رمقها عثمان و هو يرمقها بنصف إبتسامة ثم تقدم صوبها و أمسك بمسند الباب قائلا بهدوء 
سمر .. مټخافيش أنا مش هاكلك . أنا جاي أتكلم معاكي و بس.
سمر و هي تنظر إليه بجرأة واهية 
أنا مش خاېفة !
عثمان بإبتسامة 
طيب إثبتي .. تعالي نقعد لو سمحتي . أنا مش هطول عليكي . هقولك إللي عندي و همشي علطول .. ثم قال و هو يحاول سحب الباب من يدها 
بعد أذنك !
نظرت له بتردد للحظات ... ثم تنهدت و أنزلت يدها
ليغلق الباب بروية ثم يدير وجهه إليها متسائلا 
هنقعد فين 
إتفضل .. قالتها بخفوت و هي تشير إلي الصالة الصغيرة ذات الأثاث الرث
جلسا قبالة بعضهما و لكنهما كانا متباعدين
إذ كانت تفصل بينهما طاولة متوسطة تحدها آريكة وقع علي جانبيها مقعدها و مقعده ..
إتفضل . أنا سمعاك ! .. تمتمت سمر بإقتضاب متجنبة النظر إليه حتي لا يتلف غشاء الثقة اللين الذي صنعته لتحتمي من نظراته الثاقبة
أولا أنا آسف إني جيت منغير ميعاد .. قالها عثمان بلباقة لا تليق به أبدا و تابع 
بس لما أخوكي كلمني و قالي إنك تعبانة صممت أجي أطمن عليكي بنفسي.
سمر بسخرية 
كتر خير حضرتك !
تذرع عثمان بالصبر جراء معاملتها الجافة ليقول بخبث مهذب 
و لو إني مش عارف إنتي تعبتي فجأة ليه حوارنا الأخير ماكنش جامد أوي عشان تتعبي بعده علطول كده !
و هنا نظرت إليه سمر و قالت پغضب 
عثمان بيه . يا ريت من فضلك تقول إللي جيت عشانه و تتفضل تمشي بسرعة . أنا مش هقدر أستقبلك كتير و أخويا مش موجود.
إبتسم عثمان و هو يومئ بتفهم ..
طيب يا سمر .. ندخل في الموضوع علطول .. و حملق فيها بتركيز ثم قال 
أنا جيت لحد عندك المرة دي عشان أجدد عرضي.
و قاطعها بسرعة و حزم حين حاولت الرد 
مش عايزك تردي منغير ما تفكري . فكري كويس قبل ما تقولي أه أو لأ .. ثم أكمل بجدية 
قرارك مش متعلق بيكي لوحدك . إخواتك شركا معاكي .. يعني لو وافقتي هتحلي مشاكلك و مشاكلهم . مش هتلاقي نفسك محتاجة

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات