رواية مريم 16-17
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
لحاجة . أنا هتكفل بيكي و بيهم.
هزت سمر رأسها و هي تنظر إليه غير مصدقة ثم قالت بإنفعال و قد خرجت عن شعورها
إنت مچنون صح أي شرع أو أي قانون بيقول كده قانونك إنت إزاي متخيل إني ممكن أقبل بحاجة زي دي إللي يسمعك بتقول كده يفتكر إن نواياك شريفة و إنك مش عايزني في الحړام . جايز إنت متعود علي الحاجات دي و الشرف مش بيفرق معاك بس أحب أعرفك إن شرفي غالي أوي عليا و أنا مش ممكن أفرط فيه عشان واحد إنتهازي و إستغلالي زيك !
طبعا . أومال تسمي تصرفاتك بإيه إنت شفت وضعي الصعب و أد إيه أنا كنت محتاجة للفلوس عشان أختي مش عشاني . عشان أعالجها و ماسبهاش ټموت . بس إنت إستغليت النقط دي كويس و قلت تضغط عليا في الوقت المناسب .. ثم أكملت بإشمئزاز مرير
حدجها عثمان ببرود و لم يؤثر كلامها فيه قيد شعرة
بل تنهد بسأم ثم قال
بصي يا سمر . سيبك كل الكلام إللي قولتيه دلوقتي ده و ركزي معايا أحسنلك . أنا مابتآثرش بالكلام ده.
و أنا ماطلبتش منك تتآثر.
طيب إهدي شوية و إسمعيني . خليني أحطهالك علي شكل صفقة . طبعا مافيش شك إنها صفقة كبيرة و إنتي عارفة كده كويس .. و عارفة كمان إنك أكتر طرف هيستفاد منها . بصرف النظر عن إني ممكن أرتبط بمليون واحدة زيك . بس أنا عايزك إنتي حتي لو إنتي مش حاسة بأي إنجذاب ناحيتي . شوفي الوضع زي ما أنا شايفه .. علي طريقة البزنس مثلا .. إنتي محتاجة فلوس أيا كان السبب بقي . و المبلغ إللي إنتي محتاجاه مش قليل . و أنا محتاج العلاقة دي في حياتي . أنا لسا خارج من علاقة فاشلة و عايز حد يساعدني أتخطا خيبة الأمل دي . مالاقتش غيرك قدامي .. إنتي أنسب واحدة يا سمر.
إنت بتحاول تقنعني بإيه المسألة واضحة جدا .. إنت عايزني عشيقة . عايز تتمتع في الحړام و هي فترة و هترميني في الژبالة زيي زي أي واحدة رخيصة من إللي بيقفوا في الشوارع أخر الليل . أنصحك تروح تدور علي واحدة من دول . علي الأقل دول فنانين في مجالاتهم و هيعرفوا يتعاملوا معاك كويس و ينسوك خيبة أملك . أنا مش هنفع للمهمة دي يا عثمان بيه !
أنا عايزك إنتي يا سمر . إنتي مش حد غيرك .. و صدقيني لو وافقتي حياتك هتتغير و للأحسن . أي حاجة كنتي بتحلمي بيها أنا هحققهالك . و أختك . مصاريف علاجها و كل إحتياجاتها عليا . حتي لو في يوم سيبنا بعض زي ما بتقولي أنا هضمنلكوا مستقبل كويس و مش هتضطري تشتغلي تاني أبدا .
جلست سمر صامتة و هي تنصت بإنتباه مرعب و مركز إلي كلماته و لم تلاحظه و يقف من مكانه فجأة ..
إذ كانت كالمنومة مغناطيسيا ليس بفعل صوته بل بفعل الرؤى التي أثارتها كلماته التي وصفت حياتها كما ستكون عليه لو قبلت عرضه و علي غير هدي راح شيطانها يعيد لها حديثه المغر بإلحاح شديد ..
قولتي إيه يا سمر .. تساءل عثمان بعذوبة لتعود سمر إلي أرض الواقع في هذه اللحظة و تتطلع إليه بوجوم
بينما شدها عثمان لتقف علي قدميها و هو يتابع
عمرك ما هتندمي . صدقيني !
لم تقاوم ... كان فعل صوته عليها كالسحر و إنشغل ذهنها بهذا المستقبل الرائع المريح
ليطغي اليأس عليها و تفكر .. لو تكلمت فستقول نعم أقبل عرضك و لكن ثمة شئ داخلها يرفض هذا الضعف و يمنعها بقوة
وضع عثمان ذراعه حولها بلطف و جذبها نحوه بينما لم تحاول أن تقاوم حتي الآن و تركزت عيناها شبه المنومتين علي عينيه ..
عندما طوقها بذراعيه كان كما لو أنه يحميها و يوفر لها ملجأ و ينتشلها من حافة فقر قاټل و يرسلها إلي عالم الأشياء المرغوبة المحببة
و علي مدي دقيقة وقف الثري الخبيث و العذراء الضعيفة وجها لوجه و تلاقت عيونهما و تلامس جسديهما ..
ليحكم عثمان قبضته عليها و يشدها نحوه بقوة أكبر
فأفسد التعويذة و الرؤي التي أبقتها عاجزة عن مقاوته رؤى الفقر المدقع و الفرار منه تلاشت فجأة و صدمها ما كان يحدث لها ..
فأخذت تتلوي لتتحرر منه لكنه كالمرة السابقة لم يحاول إجبارها
أفلتها بسهولة لتسقط علي مقعدها شاحبة و مرتجفة
نظرت إليه بعينين مزجتا بين الخۏف و المقت بينما وقف ينظر إليها و علي شفتيه إبتسامة نصر هادئة ..
مستحيل .. تمتمت سمر بأنفاس مخطۏفة
مش هابعيلك نفسي أبدا . حتي لو المقابل كنوز الدنيا كلها !
تجاهل عثمان أقوالها و قال و هو ينظر بساعة يده
أنا إتأخرت أوي علي الشغل . الساعة بقت 9 و إنتي عارفة إني ببقي هناك من 8 أو قبل 8 كمان .. و أضاف بإثارة
هستناكي بكره . ماتتأخريش.
صړخت بوجهه
مش هاجي.
أومأ و هو يقول بثقة شديدة
هتيجي يا سمر . بكره هتجيلي برجليكي و إنتي موافقة علي إتفاقنا و بدون أي ضغط مني .. ثم أكمل بإبتسامة خبيثة
أصل أنا مش بحب الڠصب خاالص . بالعكس . ده أنا حنين أوي .. و رقيق أووي !
نظرت له بعدائية و حقد شديدين بينما رماها بإبتسامة أخيرة ثم إلتفت و غادر أخيرا
لكنه ترك عبير عطره الرجولي الخشن يعبق الجو من حولها ظل ينفذ بقوة داخل أنفها و رئتيها حتي كاد ېخنقها
فقفزت من موضعها و ركضت نحو الشباك فتحته لتستنشق الهواء النظيف و لتراه يستقل سيارته ثم ينطلق بها شيئا فشئ حتي أختفي عن ناظريها تماما ...
يتبع ...