رواية مريم من 28-30
أنكل ثم تساءل بإهتمام
أومال هي فين هالة يا جماعة !
أجابته صفية الجالسة بخفة علي يد مقعده المعدني
أنا طلعت أندهلها بس قالتلي تعبانة و مش هتقدر تنزل
صالح بقلق
تعبانة إزاي يعني طيب أطلع شوفها يا بابا من فضلك !
تنهد رفعت بسأم و قال
ماتقلقش يابني هي كويسة
صالح بشئ من العصبية
رفعت بضيق
أختك حساسة أوي زي ما إنت عارف ثم أكمل و هو يحدج عثمان بنظرات ذات مغزي
أقل حاجة ممكن تضايقها أو تتعبها بس هي بترجع و بتبقي كويسة ماتقلقش عليها
تظاهر عثمان بعدم ملاحظة عبارة عمه الإتهامية و واصل العبث بهاتفهه و هو لا يكف عن مغازلة أمه بنفس الوقت
في منزل سمر بعد الغداء تدخل إلي الصالون و هي تحمل طقم المشروبات
تقدم الشاي إلي فادي ثم القهوة المضبوطة إلي الضيف
تسلم إيدك يا أنسة سمر ! قالها أدهم مبتسما و هو يتناول منها فنجان القهوة و تابع بثناء
الأكل كان حلو أوي حقيقي من مدة مادوقتش أكل بيتي حلو كده
ميرسي يا دكتور و بالهنا و الشفا دي حاجات بسيطة
أدهم بدهشة
كل ده و حاجات بسيطة ! بلاش تواضع أكلك يجنن و الأصناف إللي عملتيها عجبتني أووي
سمر و قد توردت وجنتاها خجلا
ميرسي علي المجاملة الرقيقة
أدهم بإبتسامته الجذابة
مش بجامل علي فكرة دي حقيقة و لا إنت إيه رأيك يا فادي
و الله أنا من زمان معجب بأكلها و مش أنا لوحدي كل معارفنا و جيرانا بيشكروا في نفسها في الأكل
و هنا لاحظ أدهم خجلها المتزايد فقال بلبقاته المعهودة
أعتقد إن الأنسة سمر بتتكسف من المدح طيب نغير الموضوع عشان خاطرها ثم مضي يكمل بجدية
شوف يا فادي أنا تقريبا خلصت إجراءات تعيينك مش هيبقي عليك بعد كده غير إنك تستلم شغلك
أنا جاهز يا دكتور من بكره لو أمكن
طبعا ممكن خلاص بكره الصبح تطلع علي البحر الأحمر و تستلم مكانك هناك
سمر پصدمة
بحر أحمر إيه إنت هتسافر يا فادي
نظر فادي إليها و رد بشئ من الإرتباك
أيوه يا سمر ما أنا نسيت أقولك إن شغلي هيكون في البحر الأحمر و بالتالي لازم أسافر
هتسيبنا و تسافر طب مين إللي هياخد باله مني و من ملك !
فادي بتأثر شديد
أنا مش هسيبكوا بمزاجي يا حبيبتي هو الشغل كده طب هعمل إيه يعني !
و بدا عليه القلق من ردة فعل أدهم لتلاحظ سمر هذا و تقول بإستسلام
خلاص يا فادي سافر ربنا يوفقك
يتدخل أدهم بلطف
أنسة سمر ماتقلقيش فادي مش هيغيب عليكوا كتير هما خمستيام إللي هيكون فيهم في البحر الأحمر و هيجي يقضي معاكوا نهاية الأسبوع !
أومأت سمر و هي تحاول رسم إبتسامة علي ثغرها
ليأتيها صوت بكاء ملك في اللحظة التالية
سمر بوجوم
عن إذنكوا هروح أشوف ملك !
في الصباح التالي يودع فادي شقيقتاه
تقلبت ملك بين ذراعي أختها و مضت إلي أخيها فإحتضنها بين ذراعيه
همس من فوق رأسها
أشوف وشك بخير يا سمر !
أومأت سمر قائلة