رواية زينب من 31 لل 40
خلف مكتبه الفخم ثم يقول و هو يرد لها الإبتسامة
الله يسلمك يا أسما . ها الشغل إيه أخباره
أسما بجدية
الشغل ماشي تمام جدا يافندم كل حاجة .. ثم قالت بشئ من الحرج
بس يعني عثمان بيه مزنق علينا شوية في السوق شركته من يوم ما فتحت تقريبا محتكرة نص العملا بتوعنا !
قهقه يحيى عاليا ثم قال مزهوا بإبنه
و هنا تدخل رفعت بسخرية
يعني يبني إسمه و إسمنا إحنا يغرق ياخويا !
ينظر له يحيى و يقول بدهشة
جرا إيه يا رفعت هو إبني بس إللي بينافسنا ما في مليون شركة في البلد بتنافسنا بس هو بقي إللي شاطر و فاهم في شغله كويس عشان كده بينجح.
تنهد يحيى بسأم و أمر سكيرتيرته
أسما عايز تقرير مفصل بالمدة إللي غيبت فيها عن الشغل . عايزه دلوقتي حالا.
حاضر يافندم . تؤمرني بحاجة تانية
يحيى بإبتسامة
أه طبعا شوفي رفعت بيه يشرب إيه !
رفعت بإبتسامة تهكمية
إنت بتعزم عليا في مكاني و لا إيه يا يحيى !
لأ طبعا . إنت هنا زيك زيي يا رفعت !
رمقه رفعت بنظرة هادئة و لكنها قاټلة و تحمل غل و حقد شديدين ..
تظاهر يحيى بعدم ملاحظته و حمحم قائلا
أوك . روحي إنتي يا أسما إعملي إللي قولتلك عليه و إطلبيلي أنا و رفعت بيه إتنين قهوة مظبوطة.
أسما بإبتسامة
أوك يافندم !
في سيارة عثمان البحيري ... ما زالت سمر تلح عليه و تجادله منذ عادا إلي البر قبل قليل
مش هينفع توصلني و كمان مش هينفع أخد الشنط و الكراتين دول كلهم .. و أشارت إلي المقعد الخلفي حيث تكدست الأغراض و الملابس التي إشتراهم لها و أكملت
الناس لما يشوفوا كده يقولوا عليا إيه !
عثمان بحدة
قولتيلي مش هتروحي للدكتور قلت ماشي لكن تقوليلي مش هاوصلك و مش هتاخدي الحاجات إللي جبتهملك أهو ده بقي إللي مش ماشي.
إنت ليه مش عايز تفهم لو حد شافنا مع بعض و شاف الحاجات دي مش هيحصل طيب . إنت كده بتحطني في موقف صعب !
عثمان صائحا بنفاذ صبر
خلآااص . إللي تشوفيه .. مش عايزاني أوصلك أوك !
و ركن سيارته علي جانب الطريق ثم أخرج هاتفهه و أجري مكالمة ..
ألو ! .. إنت فين دلوقتي يا ناجي .. طيب سيب إللي في إيدك و تعالالي حالا . أنا في محطة الرمل .. ما تتأخرش . سلام.
تحت أمرك يا باشا .. قالها ناجي بإستفهام ليترجل عثمان من سيارته و يجيبه
إسمع يا ناجي . دلوقتي هتاخد سمر هانم في تاكسي و توصلها لحد بيتها و كمان في شوية حاجات في العربية هتاخدهم و تطلعهم لحد شقتها . فاهمني
ناجي بجدية
فاهمك يا باشا . تمام إعتبره حصل.
إلتفت عثمان إلي سمر ثم هتف بأمر
إنزلي !
نزلت سمر من السيارة و الدوار لم يفارقها بعد
قبض عثمان علي رسغها و أخذها علي مسافة بعيدة قليلا عن ناجي و قال بصلابة
ناجي هايوقف تاكسي دلوقتي و هو إللي هايوصلك و كمان هياخد الحاجات و هيطلعهملك لحد الشقة.
كادت سمر أن تفتح فمها لتتكلم ليقاطعها بصرامة
مش عايزة و لا كلمة . إللي أقوله يتسمع منغير كلام . و لما تروحي تكلميني فاهمة
عقدت حاجبيها في ڠضب و لم ترد فتأفف بنفاذ صبر ثم أخذها و عاد إلي مكان سيارته
فتح لها باب التاكسي الخلفي الذي أوقفه ناجي بينما ذهب الأخير ليحضر الأغراض من سيارة عثمان ..
لو التعب زاد عليكي كلميني علطول و هاجي أخدك للدكتور .. قالها عثمان و هو يستند بمرفقيه علي نافذة التاكسي
سمر بإقتضاب
إن شاء الله.
كله تمام يا عثمان بيه ! .. صاح ناجي و هو يقف بجانب عثمان ليستدير له ببطء و يقول بوجوم
لما تخلص المشوار إبقي كلمني !
حاضر يا باشا.
أعطاه عثمان بعض النقود و شمل سمر بنظرة أخيرة
ركب ناجي بجوار السائق و تحركت سيارة الآجرة فوقف عثمان يراقبها حتي توارت عن ناظريه ...
عندما وصلت سمر إلي بيتها ... حاسب ناجي سائق التاكسي ثم إلتفت إلي سمر ليسألها
ناجي بإبتسامة
شقة حضرتك في الدور الكام يا هانم
أخرجت سمر مفتاح شقتها من الحقيبة و أعطته إياه قائلة
خد إطلع حطهم قدام باب الشقة من جوا و أنا طالعة وراك علي مهلي . الشقة في الدور الرابع.
تحت أمر حضرتك !
و أخذ منها المفتاح و حمل العلب و علق الحقائب بيديه ثم توجه إلي داخل البيت ..
لحقت به سمر متمهلة في خطاها
بينما كان هناك شخصا أخر يتابع ما يحدث بعينين ملؤهما الڠضب و الغيرة ..
تمر سمر علي الطابق الذي تقطن به الجارة زينب ... كانت ستدق بايها لتستلم منها شقيقتها و تشكرها
و لكنها تفاجأت حين وجدت الباب مفتوح بالفعل و السيدة زينب تقف علي عتبته و الوجوم يتسيد قسمات وجهها ..
ماما زينب ! إيه إللي موقفك كده .. تساءلت سمر بإستغراب و هي تقترب من جارتها
زينب بنيرة حادة
مين إللي شوفته طالع شقتكوا ده يا سمر
ينزل ناجي في هذه اللحظة و يعيد مفتاح الشقة إلي سمر ..
تؤمريني بحاجة تانية حضرتك .. تساءل ناجي بتهذيب
سمر و قد زاد شعورها بالإعياء و التوتر فجأة
لا شكرا . إتفضل إمشي إنت.
ينسحب ناجي في هدوء لتعيد زينب سؤالها بحدة أكثر
ما تجاوبيني يا سمر . ردي و قوليلي إللي بيحصل بالظبط !!
كانت رؤية سمر تنعدم في هذه الأثناء ... إزداد
شحوب وجهها و زاغت عيناها قبل أن تطبق جفناها و تسقط مغشيا عليها
يا لهوي ! إسم الله عليكي يابنتي .. هكذا صاحت زينب بهلع و چثت علي ركبتيها بجوار سمر
حاولت أن تجعلها تفيق خبطت علي خديها مسدت علي يدها دون جدوي ..
لم تجد حلا أخر فنادت بأعلي صوتها
يا شهيرة . شهيرة . يا شهيرة !
من الشقة المقابلة تخرج سيدة في العقد الثالث من عمرها
تري ما يحدث أمام شقة صاحبة البيت لتجحظ عيناها و تركض صوبها و هي تهتف پذعر
أبلة زينب ! خير يا أبلة إيه إللي حصل
زينب و هي تنظر إلي سمر پخوف
البت سمر كانت واقفة بتتكلم معايا و فجأة وقعت من طولها !
شهيرة بقلق
ليه كده كفا الله الشړ طيب يا أبلة زينب أنا هنزل أنده للأستاذ سامي الصيدلي يجي يشوفها.
ماشي يابنتي بس بسرعة الله يخليكي قلبي واكلني عالبت يا تري فيها إيه !
حاضر حاضر يا أبلة زينب هروح بسرعة أهو !
و ركضت شهيرة لداخل شقتها ثم خرجت مرة أخري و قد إرتدت إسدالها و بأقصي سرعة هبطت الدرج ..
بينما أمسكت زينب بحقيبة سمر و فتحتها لتبحث عن قنينة عطر أو أي شئ يساعدها لتخرج سمر من إغماءتها
كانت الحقيبة شبه فارغة