السبت 16 نوفمبر 2024

رواية هدي كاملة

انت في الصفحة 20 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

خمس دقائق
وصلا للطابق الثالث كانت ساقه ترتجفان إثر 
صعود سلالم الدرج لم يعتاد على هذا تعد هذه مرته الأولى لصعود كهذا توقف بين الطابق الثالث و الرابع ليلتقط أنفاسه اللاهثة نظر لأبيه ثم قال برجاء 
مش قادر أنا رجلي وجعتني
رد فيصل و قال بنبرة مقتضبة 
استرجل كدا متبقاش خرع و خليك راجل .
حرك أيوب رأسه بعد سماعه ل جمل والده الذي اعتاد على سماعها في الفترة الماضية وضع قدمه على الدرجة الأولى من الطابق الرابع و قبل أن يصل لنصفه جلس على الدرج و قال بإنهاك 
مش قادر رجلي بترتعش يا بابا و الله مش قادر .
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تنفس فيصل بعمق و هو يحمله على ظهره ثم قال 
و أنا في سنك كدا كنت بلف الدنيا كلها على رجلي و اتشعبط على الحيطان .
رد أيوب و هو يحدثه بالقرب من أذنه بفضول 
و كنت بتطلع الرابع على رجلك ! 
كنت زي القرد من سطح لسطح و دلوقتي بقيت بطلع الدور الخمسين و اشتغل
كاد أن يسأله لكنه التزم الصمت ما أن ولج حجرة حياة كانت ممددة على الفراش ما أن رأته ابتسمت له و قالت 
حبيبي حمد الله على سلامتك أنت عامل إيه ! 
الله يسلمك يا ماما أنا الحمد لله أنا صحيت من النوم ملقتش حد في البيت !
ابتسمت بوهن ثم قالت بنبرة مخټنقة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ادعي لي يا أيوب ربنا يجيب اخواتك بالسلامة دي تالت مرة يروحوا مني
ردت جدتها قائلة 
يا بنتي إن شاء الله خير متقوليش كدا و بعدين الدكتور طمنا الحمد لله .
جلس أيوب جوارها كما طلبت منه همست بالقرب من أذنه و قالت 
مسامحني يا أيوب 
على إيه ! 
على أي حاجة و كل حاجة صدرت مني !
رد أيوب بعفويته و قال
بس أنت مش بتعملي لي حاجة وحشة أنت بتحميني و تلبسيني و تذاكر لي دورسي حتى اللبن بتخليني اشربه كله عشان ابقى قوي !
ابتسمت لبرائته و هو يتذكر حسناتها وددت لو يغفر لها تلك السيئة الوحيدة التي فعلتها دون قصد و
كان هو ضحيتها طبعة قبلة ناعمة على خده و قالت بخفوت 
ربنا يحفظك يابني و يبعد عنك كل شړ .
همس بالقرب من أذنها و قال 
في سر خطېر عاوز احكي لك عليه
سألته بجدية مصطنعة و قالت 
خطېر أوي يعني !
حرك رأسه و قال 
اوي اوي اوي
كل دا رغي بترغوا في إيه ! مش فاهم !
اردف فيصل جملته و هو يوزع ناظريه بينهما 
بينما ردت حياة بجدية مصطنعة قائلة
أبدا و لا حاجة دا مجرد كلام عادي يعني قل لي أيوب فطر و لا لسه !
نظر فيصل ل ولده و قال بتساؤل 
هتقولها أنت و لا هقولها أنا ! 
قلها أنت !
سألته حياة بفضول قائلة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
خير في إيه يا جماعة !
أجابها فيصل بجدية مصطنعة و قال 
البيه كان هيو لع في البيت النهاردا و حړق اللبانة بتاعت اللبن
ردت بلهفة قائلة
في داهية اللبانة المهم أنت كويس يا أيوب !
رد فيصل و قال 
ما هو زي القرد اهو قصاد ك
بينما بدأ أيوب في سرد ما حدث و هو يقول 
بابا أول ما شاف النا ر مخافش منها و لا جري دا مسك الفوطة و طفئ الحر يقة كلها
ختم بإحباط و قال 
بس معرفش يعمل البيض بتاعك و معرفتش أكله .
سأله فيصل بجدية مصطنعة قائلا
لا يا شيخ اومال مين اللي واكل نص الطبق أنا و لا ابويا!
أجابه ببراءة 
أنا كلته عشان خاېف تزعق لي بس هو مش زي بتاع حياة خالص
ختم حديثه بضحكة رقيقة و قال 
بتعمله مدحرج في نا ر جهنم
ضحك الجميع عليه بينما ردت حياة بحزن مصطنع و قالت
شايفة يا ستي راشد و عمايله عرف الواد التريقة على أكلي ازاي بعد ما كان بيمجد في !
بعد مرور أكثر من ساعتين
انفردت حياة ب أيوب سرد لها عن لقائه بوالدته و البعد الذي قابلها به تجنبا أذى فيصل عاتبه قائلة
اخس عليك يا ايوب كدا ! كدا تشوف ماما متحضنهاش و لا تبوسها أنت نسيت إنها مامتك !
مش ناسي بس أنا خاېف
من مين ! 
من بابا فيصل على طول يضربني و أنا خلاص جسمي بقى بيوجعني من الضړب يا حياة !
ضمته لحضنها و قالت بشفقة و عطف 
حبيبي يا ابني حقك عليا ياريت انقطع لساني و لا قلت لأبوك الحقيقة .
تابعت بجدية و هي ترفع ذقنه لتتقابل عيناه بخاصتها ثم قالت
سيدنا رسول الله قال إن احق الناس بالحب هي الأم و ذكرها مش مرة و لا اتنين لا دا ذكرها تلات مرات و في ذكر الأب و ربنا كمان أمرنا بالطاعة الكاملة لبابا و ماما و قال إن الأم ليها مكانة عظيمة اوي و منقولش أف و نقول كلمة حلوة و نكون رحماء بيها
رد أيوب و قال ببراءك 
هو ربنا قال على ماما و بابا و مقالش عليا حاجة !
ابتسمت له ثم قالت 
طبعا قال
سألها بحماس قائلا
قال إيه !
أجابته بهدوء و حكمة 
قال إن الابن اللي بيسمع كلام أبوه و أمه و بيحبهم و مبيزعلهمش بيدخل الجنة و كمان ربنا بيبعت له حاجة كتيرة حلوة اوي .
رد أيوب بتساؤل و قال
هو كدا بابا فيصل هيدخل النا ر 
ليه بتقول كدا ! 
أصله بيزعق لجده و دايما يقوله
رفع حاجب عن الآخر و هو يجلس على ركبتيه ثم لوح بيده و بدأ يتقمص دور فيصل و هو يقول 
مكلش دعوة أنت يابا أنا و ابني احنا أحرار
دوت ضحكاتها المكان بعد نجاحه في تقليد والده لم تتحمل تلك الحركات بينما تابع هو تقليده لأبيه بعد أن هبط من الفراش بدأ يجوب الغرفة ذهابا إيابا و هو يقول بغطرسة والده 
أنت جايب لي تسعة و نص من عشرة و هو النص دا راح فين !! ليلتك مش معدية معايا
عاد لنبرته الطفولية و قال
يا بابا سماح و هجيب غشرة من عشرة المرة الجاية لا يمكن لازم تتضرب و هتضرب يعني هتضرب .
فتحت له ذراعيها و قالت بنبرة حانية 
تعال في حضڼي يا شقي تعال يا واخد حتة من قلبي و عقلي أنت
ركض نحوها و استكان بين
احضانها غمرته بحبها و حنانها بينما رفع هو رأسه و قال 
أنا بحبك اوي يا حياة .
و أنا بمۏت فيك يا قلب حياة من جوا .
في المساء
قرر فيصل أن يغادر المشفى برفق ولده لوح لها بيده ثم قال 
هجاي بكرا يا حياة عاوزة حاجة !
ردت بإبتسامة حانية قائلة
عاوزة سلامتك يا قلب حياة
تابعت بجدية قائلة بتذكر 
أوعى يا أيوب تشغل البوتجاز تاني لوحدك لو عاوز حاجة يا حبيبي ابقى خلي بابا يعملها ماشي !
حاضر .
سار جنبا إلى جنب دون أي حديث جانبي كأي أب وولده توقف فيصل أمام المصعد الكهربائي ضغط على الطابق الأرضي لحظات و تحرك المصعد و بعد تجاوز الطابق حسب الترتيب التنازلي احتك المصعد بالجدار 
اتسعت أعين أيوب عن آخرهما و قال بفزع و هو يقبض على ساق والده بقوة شديدة
يا بابا يا بابا
لن ينكر فيصل أن قلبه انقبض أكثر من أيوب لكنه تماسك و تظاهر بالجمود لأول مرة يتعرض لموقف كهذا شدد على كتف ولده و قال بحدة 
اجمد و خليك راجل
تابع كاذبا 
متقلقش تلاقي النور قطع على طول بيعمل عندي في الشغل كدا
هدأ أيوب قليلا ثم رفع رأسه و مازال الخۏف يطل من عيناها
هو هو بيحصل كدا عاد ي ! 
اه متقلقش
تحرك فيصل تجاه الباب ظل يطرق بيده و هو يهتف باسم أحدهم عله يصل له صوته و يعاونه في الخروج من هنا و لحسن الحظ أن أحد العمال كان يعلم بالعطل الذي حدث للمصعد رد عليه و طمئنه هدأ قليلا ثم نظر لابنه و قال 
شفت الموضوع سهل ازاي ! اهدأ بقى
تنهد بإرتياح و قبل أن يتحدث تحرك المصعد مرة أخرى حركة مفاجئة هرع تجاه احتضنه 
بقوة تنفس بصوت مسموع و هو يقول پذعر من والده 
أنا أنا عملت حمام
نظر له والده ثم قال
حصل خير حصل المهم إنك بخير
عاد التيار الكهربائي من جديد للمصعد ساعده فيصل في هندمة ملابسه ثم نزع عنه قميصه 
و قام بربطه حول خصر أيوب و هو يقول 
متجبش سيرة لحد أنت راجل و الرجالة ماينفعش تبقى لتاتة 
يعني إيه لتاتة ! 
رغاية يعني و بيسأل كتير 
بس أنا مش راغي أنا بسأل كتير كدا ابقى راجل !
خرج من المصعد و قال بنبرة ساخرة 
لا نص راجل و كفاية رغي بقى عشان مصدع 
حاضر
بعد مرور ثلاثة ساعات كاملة و بعد أن تناول قهوته الساخنة أمام شاشة التلفاز في انتظار خروج ولده من المرحاض خرج و هو يتأمل نفسه أمامه ثم قال بتسائل
بقى دا بتاعت دي !! 
إيه مش عجبك و حياة ابوك و لا إيه !
رد أيوب ببراءة 
هو أنا اقدر اقول لا 
بتقول حاجة ياض أنت ! 
بقول تصبح على خير يا بابا
استوقفه قائلا بتساؤل
مش هتتعشى !
استدار أيوب قائلا
في جبنة ! 
لا هعملك بيض مقلي
أشار أيوب بكفيه و قال ببراءة
لا شكرا مش عاوز اتعبك انام خفيف احسن
كاد أن يتجه نحو غرفته ليتفاجئ بيد من حديد قبضت غلى مؤخرة رأسه ليجبره والده تغير اتجاهه من الحجرة للمطبخ اجلسه على 
المقعد ثم قال
ميبقاش طالع غيني عشان اقلي لك بيض زي بتاع حياة و جنابك تتريق عليا كل الطبق كله
رد أيوب و قال بتساؤل 
طب هو فين الأكل ! 
ما قدامك اهو 
فين دا ! 
ما البيض اهو ياض مالك في إيه ! 
هو دا بيض ! 
إيه مش شبه اللي بتعمله حياة !
ضحك ايوب رغما عنه ثم قال ببراءة 
بصراحة يشبه كل حاجة إلا البيض بتاع حياة يا بابا .
رد فيصل و قال برجاء 
زق أيامك معايا يا ابني الله يرضى عليك عشان مرتكبش چريمة في البيت دا كل و متعلقش اللي احطه لك اتفقنا 
اتفقنا !
بعد مرور خمسة عشر دقيقة 
انتهى من تناول وجبته كاملة بكل أسف خرجا من المطبخ سويا بعد أن انتهى دور كلاهما داخله كان فيصل ينظر لولده و هو يقول بتحذير واضح 
اوعى تقول لحياة إننا طلعنا طبقين صيني من النيش و كسرناهم ل تحطنا مكانهم دي قوية و تعملها
أنا عارفها.
رد أيوب مؤيدا و هو يجلس على الأريكة المقابلة ل التلفاز ثم قال
عارف
تابع بتذكر و قال
بس أنت كمان متقولهاش إني كسرت اللمبة اللي في المطبخ و أنا بحط الطبق احسن دي تعلقني مكانها 
أنت هتقولي دي قوية و تعملها
تابع فيصل بجمود مصطنع قائلا
و بعدين احنا خايفين ليه احنا اتنين و هي واحدة يعني احنا أكتر منها و رجالة 
صح معاك حق 
بس هي قوية و مفترية و ميقدرش عليها إلا ربنا 
صح معاك حق 
دا بس لو قلت لها هاخد طبق من النيش
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 28 صفحات