السبت 16 نوفمبر 2024

رواية هدي كاملة

انت في الصفحة 21 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

هتخلي أيامي اسود من السواد ما بالك بقى لما تعرف إني فعلا اخدتهم و كسرتهم كمان دا مش بعيد تخلي كل فصلة مني في مكان 
صح معاك حق
رد فيصل على نفسه و هو يرتشف آخر رشفات قهوته ثم قال
بس انا هخاف ليه أنا اول ما هشوفها هقولها يا حياة أيوب كسر طبقين من النيش و اقولها لها في المستشفى بحيث ضغط سكر علي عليها مرة واحدة يعملوا معاها اللازم .
يتبع
الفصل الخامس عشر 
بعد مرور عدة أيام 
عادت حياة للمنزل من جديد كانت حالتها الصحية شبه مستقرة فقررت الخروج بعد إصرار كبير منها على الجميع أما فيصل فكانت حياته مع ولده في استقرار كبير و تطور فريد من نوعه تقرب إليه كثيرا 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
و بدأ في بداية عهد جديد لكنه لم يخلو من التحذيرات المباشرة و العقوبات عندما يخطئ كل شئ حتى الآن لا غبار عليه إلا من رؤيته لوالدته التي تقطن في الشقة المقابلة و مع ذلك لم ترأه حتى في أحلامها توسلت ل فيصل و لو أمرها تقبل قدمه لن تتأخر في فعلها ضاق صدرها و طلبت العفو و السماح و لم يعفو عاد ل عمله من جديد و ترك أيوب في منزله ك رجل و ليس ولد صغير لا يعتمد عليه و في نفس اليوم الذي سافر فيه فيصل وقفت حياة أمام شقة شادية انتظرتها حتى تفتح لها و ما هي إلا دقائق معدودة ووقفت بوجهها الشاحب و جسدها الهزيل 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اتسعت عيناها و هي تتفحصهما جيدا مالت بجذعها لمستواه حضنته و قبلته و ضمته لصدرها خرج من حضنها و قال
حاسبي يا ماما هتخنقيني 
حقك عليا يا روح ماما يا عقل ماما يا قلب ماما من جوا 
ابتسمت حياة ثم قالت بهدوء
أنا هاسيب لك أيوب يا شادية هاسيبه لك طول مدة سفر فيصل 
تابعت برجاء قائلة
بس بالله عليكي يا شيخة ما تقولي ل فيصل احسن يبهدل الد نيا خلي أيوب عندك و اليوم اللي هايجي في فيصل هايبات عندي عادي لحد ما يرجع شغله تاني بالسلامة 
ردت شادية بإمتنان قائلة
أنا مش عارفة أشكرك ازاي يا حياة أنت ردتي لي روحي من تاني ربنا يبارك يارب .
ابتسمت حياة قائلة 
أول مرة تدعي لي يا شادية 
بعد الهنا اللي شافه ابني معاكي لازم ادعي لك ليل نهار بعد وقفتك معايا. و رجعتي لي ابني لحضني لازم ادعي لك أنا دلوقتي بس اطمنت على ابني معاكي .
بعد مرور عدة أسابيع
لم يحدث شيئا جديدا يذكر سوى حياة مليئة بالسعادة و الحب في عالم أيوب عاد كسابق عهده مع والدته نوم هادئ دون خوف من الغد و ضحكاته تملئ المكان بعد نجاحه في جميع المواد الدراسية و أخيرا حنان والدته الذي بدأ يشعر به أضعاف ما كانت تعطيه له حتى والده سابقا كما يقول عنه زاره داخل المدرسة ذات مرة احتضنه بقوة نثر قبلاته على وجهه و يداه اخرجه من حضنه محتضنا وجه بين كفيه متسائلا بلهفة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عامل إيه يا حبيبي ! كويس بتأكل كويس ! بتشرب حلو !! قل لي غيرت مدرستك ليه مش مرتاح فيها ! فيصل بيعمل لك إيه يا رامي ! رد ساكت ليه !!
رد أيوب و قال 
أصل حضرتك سألت كتير اوي و أنا نسيت أول سؤال ! 
حقك عليا يا حبيبي حقك عليا يا رامي أنا بس كنت ملهوف عليك 
أنا مش اسمي رامي أنا اسمي أيوب 
عقد أيمن ما بين حاجبيه و قال بنبرة متعجبة 
ازاي الكلام دا ! يا رامي ! و لو أنت مش اسمك رامي اومال اسمك إيه ! 
اسمي أيوب بابا فيصل سماني أيوب و الكل دلوقتي بيناديني أيوب مافيش غير ماما بس اللي بتقولي يا رامي 
رد أيمن بنبرة مغتاظة و قال
فيصل دا منه لله عمره ما هيورد على جنه 
رد أيوب بعتاب و قال 
ليه كدا يا بابا دا بقى كويس معايا اوي و بقى بيخليني اتفرج على التليفزيون براحتي زي الأول 
ليه هو كان بيعاملك وحش ! 
في الأول بس لكن دلوقتي بقينا كويسين مع بعض أنا نبعملش اللي يضايقه و هو بطل يضربني 
كمان بيضربك !! 
دا كان زمان 
رد أيمن و قال بتساؤل 
قل يا رامي مرتاح في المدرسة دي ! 
حرك الصغير رأسه علامة النفي ثم قال
لا مش حابب المدرسة و لا صحابي على
طول بيضربوني حتى المستر بيضربني عشان باخد عنده درس 
أنت ازاي ساكت ! 
انا قلت لبابا و هو جاي لي النهاردا بعد الفسحة
وقف أيمن عن الأريكة الخشبية ما أن وصل لمسامعه صوت ناقوس نهاية الاستراحة صافحه ثم غادر المدرسة على وعد بلقاء جديد .
بعد مرور ساعة
طرقات خفيفة ثم تحدث بعدها فيصل قائلا بجدية
حضرتك استاذ أحمد ! 
ايوة أنا خير حضرتك مين ! 
فيصل والد أيوب فيصل اللي حضرتك ضړبته عشان ياخد عندك درس 
رد المعلم بغطرسة و قال
أنا مضرتوش عشان ياخد عندي درس ولا حاجة أنا ضړبته عشان مش شاطر 
رد فيصل بعصبية وهو يقبض على ياقة قميصه ثم قال
وحتى لو مش شاطر متمدش ايدك على ابني 
حاول المعلم التخلص من يده القابضة على ياقك قميصه وهو يقول بحدة
أنا هوديك في داهية أنت بتتعدى على موظف حكومي أثناء تأيدة وظيفته و دي فيها حكم و محكمة 
رد فيصل بنبرة ساخرة وهو مازال يقبض على ياقة قميصه
سلامات يا محكمة 
تابع بنبرة تحذيرة وقال
أنت عارف لو مديت ايدك على ابني تاني هعمل فيك إيه ! 
بين شد و جذب بين فيصل و المعلم هرع مجموعة من المعلمين للفض بينهم انتقل بعد مرور نصف ساعة فيصل و المعلم لغرفة المدير ظل يحدثهم بعصبية مفرطة و هو يحتضن ولده ثم كشف عن ذراعه و قال
اتفضل شوف دراع الواد عامل ازاي تعليم إيه و زفت إيه ابني أنا مش شاطر ازاي و هو بشهادة كل المدرسين احسن طالب و كل الكشاكيل بتاعته معاه وواخد الدرجة النهائية 
تابع حديثه و قال
هنروح بعيد ليه ! الواد عندكم اهو امتحنوا وشوفوا مستواه.
بعد مرور ساعة كاملة من المشاجرات و الآحاديث المقتضبة. غادر فيصل و معه ولده الذي ظل صامتا بينما كان والده يحدثه بجدية قائلا
أي حد يضايقك تاني قل لي ساكت ليه متتكلم و لا القطة كلت لسانك !
أنا خاېف يابابا !
قالها أيوب و هو يقف وسط الطريق توقف فيصل أيضا نزل لمستواه و قال بتساؤل
خاېف من الأستاذ ! 
لا خاېف عليك يضربك الأستاذ
ابتسم بخفة ثم قال 
متخافش ابوك أسد و لا أنت عندك شك في كدا !
تابع بجدية و قال
أنت بردو متعملش شقاوة و لا تقعد تقلد أي مدرس عشان محدش يتلكك عليك
رد أيوب ببراءة و قال
أنا مش بعمل أي حاجة خالص
رد فيصل و قال بنبرة ساخرة 
خالص برئ يا بيه ! 
استقام بجسده ثم تابع سيره دون أي آحاديث جانبية جديدة لاحظ فيصل أن أيوب يحرك كتفه بين الفنية و الأخرى محاولا تخفيف الحمل عن ظهره استوقفه متسائلا بجدية
هي الشنطة تقيلة عليك !
رد أيوب بكذب و قال
شوية
قبض فيصل على يده الحقيبة و قال بجدية
طب هاتها عنك اشيلها أنا شوية
لم يعترض أيوب كلمة والده ليس خوفا منه كعادته بل استغلالا لقوة فيصل التي تفوق قوته عشرات المرات بينما نظر له أبيه و قال بتساؤل 
بقى دي مش تقيلة دي ! دي تهمة ! بتشيلها كل يوم لوحدك دي ! 
اه و ساعات ماما حياة تشيلها عني بس من ساعة ما تعبت و قربت تولد كدا و أنا اللي بروح و باجي لوحدي
أشار فيصل لسيارة الأجرة استقلها ثم اتخذ مكانا ليجلس عليه و ضع ابنه على فخذه و قال بخفوت 
هشترك لك في عربية تجيبك و توديك بدل بهدلتك دي كل شوية
رد أيوب بإبتسامة واسعة و قال
بجد يا بابا !
ابتسم له فيصل إبتسامة واسعة ثم قال
بجد يا قلب أبوك
ختم حديثه بقبلة عميقة على وجنته تسمر أيوب للحظة بعد قبلة أبيه رمش بأهدابه عدة مرات حتى يتأكد إلى ما وصلت له أذنيه قربه فيصل ليحتضنه بقوة همس بالقرب من أذنيه و قال
متخافش من أي حاجة و لا من حد طول ما أبوك في ضهرك
نظر له أيوب و لم يعقب على كلمات والده التي نزلت على صدره أثلجته و طمئنته لاعوام قادمة بينما مسد فيصل على خده و قال
بنبرة حانية 
طول ما أنا في ضهرك اعرف إنك في أمان و محدش هيقدر يمد ايده عليك .
وصلا أخيرا إلى المنزل عبر البوابة الحديدة 
ثم صعد سلالم الدرج و قبل أن يلج شقته استوقفته شادية و قالت بتوسل 
ابوس رجلك يا فيصل خليني اشبع من رامي
أزاحه فيصل خلفه ظهره و هو يقول بنبرة حادة 
ملكيش عندي عيال رامي دا مش ابني أنا ابني اسمه أيوب دوري على ابنك بعيد عني
ردت شادية پجنون قائلة
كفاية بقى حرام عليك ابوس ايدك كفاية أنا مش طالبة كتير كل اللي طالبة انه يفل معايا يوم واحد حتى لو كل أسبوع
ابتسم پشماتة و قال
ولا ساعة واحدة حتى يا شادية انسي ابنك بقى على اسمي و إنك تشوفيه تاني دا 
بمو تك يا شادية .
هدرت بصوتها الجهوري من بين دموعها قائلة بصړاخ 
هشوفه يا فيصل ڠصب عنك و عن أي حد يمنعني عن ابني و بكرا تقول شادية قالت
خرجت حياة على إثر صرخاتها حاولت تهدأتها ثم وعدتها بأنها سوف تفتح الأمر مع زوجها و تحاول تغيير رأيه الصارم و بين هذا و ذاك جلست شادية على أعتاب بابها في انتظار خروج ابنها كعادته اليومية و لكن هذه المرة لم يخرج طال الأنتظار و هي على جلستها تلك
داخل شقة فيصل
جلس مقابلة ولده و قال بهدوء مريب و هو ينظر له بنظرات لا تبشر بالخير أبدا 
أنا هنسى اللي فات و هنسى إنك سمعت كلام حياة و قعدت مع شادية طول فترة غيابي
رد أيوب بنبرة مرتعشة قائلا
أنت عرفت منين يا بابا 
مش هكدب عليك و اقولك العصفور و الكلام الأهبل دا لا جدك وقع بلسانه من غير ما يقصده و أنا بكلمه و مشيت الموضوع عشان متقولش إني بضړبك في الفاضية و المليانة 
أنت كبرت و بقيت راجل مش كدا !
حرك أيوب رأسه و قال بصوت مبحوح 
كدا 
طب يا أيوب دي ست وحشة عملت كل حاجة حرام ربنا قال عليها لا ما ينفعش تتعمل هي عملتها يبقى دي ينفع تكلمها تاني و لا تعرفها !
رد أيوب ببراءة و قال
بس دي ماما و ربنا أمرني إني اسمع كلامها و اقولها حاضر لكن لو قالت لي اشرك بالله و العياذ بالله اسيبها و
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 28 صفحات