السبت 16 نوفمبر 2024

رواية هدي كاملة

انت في الصفحة 22 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

امشي من قدمها بس ادعي لها ربنا يهديها .
صك فيصل على أسنانه بغيظ شديد ثم قال بغيظ مكتوم 
أنت مين قالك الكلام دا ! 
ماما حياة
اطبق فيصل على جفنيه بقوة شديد و هو يضرب بقبضته فوق زجاج الكومد حاول الأ يخرج غضبه الشديد عليه و يتحلى بالصبر 
نظر له و قال بهدوء مريب 
متسمعش كلامها اسمع كلامي و بس شادية مش أمك دا اسمها بس اللي في الشهادة انما هي واحدة مش كويسة فاهم و لالا !
بلع أيوب لعابه بصعوبة و هو يحرك رأسه ثم قال بتوجس 
مفهوم يا بابا 
جدع يا أيوب قوم بقى يا حبيب بابا غير هدومك عشان نتغدا سوا .
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حاضر .
في المساء
كانت جالسة على حافة الفراش المقابلة للجهة الأخرى تستمع لحديث زوجها و تعليماته الصارمة لم تعقب على أيا منهم إلى أن انتهى 
من تحكماته تلك نظرت له ثم قالت بتساؤل 
خلاص خلصت كلامك قصدي تحكماتك !
عادت ببصرها لشاشة التلفاز ثم قالت بصرامة 
أنا بقى مش هوافقك في عنادك و اقهر شادية يا فيصل و طول ما انا فيا نفس و ربنا مديني عمر هفضل احنن قلب ابنك على أمه
اغتاظ منها نهض من الفراش و قال بڠصب جم 
يعني إيه ! هو أنا باخد رأيك دا أنا بأمرك و ليا عندك حق الطاعة
وقفت عن حافة الفراش متحاملة على نفسها و هي تقول بنبرة لا تقل عن نبرته 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
الطاعة دي لما تطلب مني طلب يخصني مش و أنت بتطلب مني املى دماغ ابنك بكلام عن أمه و اشوه صورتها في نظره .
رد فيصل بنبرة مغتاظة قائلا
كدا يا حياة ! 
ايوة كدا و طول ما أنا عايشة مش هاسيبك ټسمم أفكاره يا فيصل و اللي عندك اعمله .
لأول مرة تقف أمامه تتجبر عليه من وجهة
نظره ترفض أمره الذي ظن أنها ستقف معه و لن ترفضه نظر لها و قال پغضب مكتوم
مش دي شادية اللي سقطتك مرة قبل كدا يا حياة ! مش دي اللي كانت بتوقع بنا عشان انكد عليكي واطلقك زي اللي قبلك !
ردت عليه بنفس النبرة و قالت
و هي بردو اللي بسبب دعوتها عليا ربنا مكمليش حملي في النرة التانية و ياعالم التالتة هتكمل و لالا أنا مش حمل دعوة حد مظلوم يافيصل
ضحك بسخرية و قال بتساؤل
بقى. شادية مظلومة !
تابع بنبرة مغتاظة 
ناقص تقولي لي إن فاضلها تكة و يطلع لها جناحين ! 
و احنا كمان مش ملايكة يا فيصل و بنغلط و هنغلط بس غلط عن غلط يفرق كفاية عليا حسابي متشيلنيش حساب غيري
حرك فيصل رأسه علامة الإيجاب و قال 
عندك حق كفاية عليكي حساب نفسك
اندفع بجسده تجاه باب الغرفة مناديا ابنه بصوته الجهوري انتفض على إثره أيوب سأل والده بنبرة مرتعشة و قال
نعم يا بابا
رفع فيصل سبابته تجاه الباب و قال
لو لمحت طرف خيالك برا أنا مش بس 
هضر بك لا دا أنا هو لع فيك فاهم يعني إيه هو لع فيك ! الست اللي برا متقربلهاش و لو شفتك بتكلمها أنت حر اتفقنا !
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
حاضر
خرجت حياة و قالت بنبرة غاضبة 
حرام عليك اللي بتعمله في الواد يا فيصل
استدار نصف استدارة و قال
اخرسي أنت مش عاوز اسمع صوتك
بعد مرور عدة أيام
كان أيوب يصعد سلالم الدرج و بالأحرى يحتضن الجدار تماد تجزم شادية أنه ود أن يدخل بجسده داخل الحائط بسبب تعليماته أبيه تلك توقف عند باب شقته وجد والدته تفتح له ذراعيها طالبة منه العناق لكنه لم يرد عليها همست من بين دموعها و قالت برجاء 
تعالي عشان خاطري يا رامي تعالي دا حضڼ واحد و الله ما هطلب منك تاني متخافش يا واد ابوك مش هنا
طرق الباب بسرعة حتى تنجده زوجة أبيه قبل أن يضعف و يركض تجاه أمه فتحت له الباب
و قبل أن توصده هتفت شادية برجاء 
يا حياة يا أم قلب أبيض استحلفتك بالله تخلي يحضني حضڼ واحد بس و بعدها مش هطلبها تاني و الله
اندفعت حياة نحوها جلست على ركبتها و قالت بمرارة 
استحلفتك أنت بالله يا شيخة كفاية كدا الواد اخد ضړب يكفي عمر بحاله يكره نفسه 
لو بتحبي ابنك اتحملي شوية كمان لحد ما القضية اللي رفعتيها تكسبيها
لطمت شادية بيدها فخذيها و قالت 
قضية !! ما اتنازلت عنها و ضحك عليا فيصل 
ردت حياة بدهشة و قالت
يعني إيه ! يعني كان بيخليكي تتنازلي عن قضية الحضانة عشان في الآخر يضحك عليكي ! 
ايوة يا حياة فيصل كان بينيمي يا حياة عارف إني مليش أهل يقفوا له و عمل كل دا و محدش عارف يوقفه عند حده
ردت حياة بوعيد قائلة
اقسم لك بالله ما هعديها له على خير ابدا
كادت أن ترد لكن وصل لمسامعها صوت غلق البوابة الخارجية نظرت عبر السور وجدته يلج 
هرعت نحو أيوب و قالت
ادخل غير هدومك بسرعة اجري
نظرت لها و قالت بتحذير 
ايامي تفتخي بؤقك مع فيصل على إن ايوب كان واقف هنا أنا بقولك اهو .
ولجت المنزل باحثة عنه ما أن وجدته قبضت على كفيه الصغيران و قالت بتحذير 
عارف لو نطقت و قلت لابوك اننا اتكلمنا مع أمك هعمل فيك إيه ! إياك يا أيوب أنا بحذرك اهو .
بعد مرور عدة أسابيع
تدهورت حالة شادية الصحية و الجسدية و أيضا النفسية اضطربت عن الطعام كنوع من الضغط على فيصل لكنه لم يرأف بها كلما حاول السماح يذكره الشيطان فعلتها و يؤكد أنها امرأة لا تستحق العطف أو الشفقة تم نقلها للمشفى العام و تم عمل اللازم لها كنوع من الإجراءت الروتينة لكن الحالة التي آلت إليها مؤخرا كانت سببا رئيسا في عدم استجابتها لأي دواء زارتها حياة في إحدى المرات نظرت لابنها نظرة الوداع ثم رفعت بصرها بصعوبة ل حياة و قالت بنبرة بالكاد تكون مسموعة 
خلي بالك من ابني ابني أمانة في رقبتك يا حياة
سقطت دموع
حياة حين استمعت لوصيتها حركت رأسها علامة النفي و قالت
دي أمانة كبيرة مش قدها يا شادية قومس بالسلامة وربي ابنك بنفسك
لاحت شبح إبتسامة ساخرة بلعت ريقها ثم قالت 
أنا خلاص ماشية يا حياة و ابني أمانة في رقبتك
في المساء
ذهب فيصل إلى المشفى بعد توسلات من حياة بأن ينفذ رغبة شادية الأخيرة ظن أنها تبالغ لكن عندما ذهب تأكد من حديثها جلس مقابلتها على المقعد الخشبي استمع لها حين قالت
سامحني يا فيصل
طال النظر في وجهه ينظر لها بتيه سألها بنبرة مخټنقة و قال
اسامحك !! مش عارف صعب عليا ليه مع إني بسامح الكل حتى اخواتي بس يمكن مش قادر اسامحك عان أنت وجعتيني أكتر منهم وجعك ليا فوق طاقة تحملي
فرت دمعة من محبسها مسحها بسرعة فائقة و هو يتابع بجدية 
ربنا هو اللي بيسامح يا شادية 
نظر لها و قال 
هدعي لك ربنا يخفف عنك عذابك انما اسامحك صعبة صعبة اوي عليا .
بلعت لعابها بصعوبة بالغة ثم قالت 
خلي ابني هو اللي يقف على غسلي و ينزل معايا قبري و ياخد عزايا
سقطت دمعتها و هي تقول
أنا مليش بعد ربنا غير ابني و دي خدمته الأخيرة ليا.
غادر فيصل المشفى بعد أن استمع للوصايا العشر منها جلس داخل غرفته شاردا في ذكرياته معها منذ أن تعرف عليها حتى هذه اللحظة سقطت دمعة من عيناه مسحها بسرعة قبل أن يرأه أحد ولجت حياة و قالت بهدوء
العشاء جاهز يا فيصل
حرك رأسه علامة النفي و قال 
مليش نفس يا خياة اتعشي أنت و أيوب وخ...
بتر حديثه رنين هاتفه نظر له بتوجس ما أن علم أنه رقم المشفى التقط الهاتف بتردد في بادئ الأمر لكنه استجمع قوته و ضغط على زر الإجابة قائلا بجمود مصطنع 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ايوة أنا فيصل خير !
اطبق على جفنيه ثم قال 
إنا لله و إنا إليه راجعون حصل إمتى ! حاضر جاي حالا .
شادية ماټت يا فيصل مش كدا !
اردفت حياة عبارتها بمرارة و هي تحاول بشتى الطرق كتم دموعها بينما كان هو يحاول التماسك قدر المستطاع لم يكن هذا الوقت المناسب للإنهيار بدل ثيابه على عجل 
ثم خرج من غرفته اتجه حيث غرفة ولده 
كان جالسا على حافة فراش يلون في دفتره 
جلس جواره فيصل و قال بجمود 
أنت راجل مش كدا !
اه راجل حضرتك دايما تقولي خليك راجل و أنا اهو راجل 
النهاردا هيبان أنت راجل و لالا
سأله أيوب بعدم فهم و قال
يعني إيه !
أجابه بجدية دون أدنى مقدمات 
أمك ماټت خلاص راحت و مش راجعة تاني
اتسعت أعين أيوب و هو يستقبل خبر ۏفاة والدته ترقرقت الدموع في مقلهو فرت دون تحكم لكن منعه فيصل و هو يجفف له دموعه قائلا بجمود 
مش وقت دموعك
قبض على ذراعيه برفق وتابع بجدية قائلا
اعمل حسابك إن الدنيا حطتك في أول اختبار و خد من دا كتير في حياتك قبل ما تقعد ټعيط زي الستات اجمد و خلص المطلوب منك و بعدها اقفل على نفسك و عيط براحتك انما دلوقت أنت لازم تقف على غسل أمك و تنزل معاها قپرها دي وصيتها ليك خدمة أخيرة هتقدم لها .
بعد مرور عدة ساعات
وقف أيوب على سلالم درج القپر و قبل أن يهبط مع والده استوقفه جده قائلا
يا ابني الواد صغير و اللي أنت بتعمله دا غلط عليه !
نظر فيصل لولده الذي تبادل معه النظر ثم هبطا الأثنان كانت أقدام الصغير تتخبط في بعضهم البعض لأول مرة يتعرض لموقفا كهذا 
أما فيصل ف كان في عالما آخر ظل ينظر للكفن الأبيض و الدموع تتجمع في مقله 
نظر لابنه و قال بصوت مبحوح 
سامح أمك يا أيوب 
على إيه ! 
على اللي وصلتنا له دلوقت
رد أيوب دون فهم و قال
مسامحك يا ماما .
وصل صوت والده لمسامعه آمرا إياه بالخروج 
صعد أيوب بينما بقى فيصل نظر لها و قال بنبرة مخټنقة 
حاولت أأقسي قلبي و اقول مش مسامحك معرفتش ضعفت هنا لسه بتعرفي تأثري عليا 
حتى و
أنت مېتة
ختم حديثه و قال
ربنا يغفر لك و يتجاوز عن سيئاتك ربنا يعفو عنك سامحتك و قلبي مش فاكر لك حاجة غىر الحلو سامحتك عشان لما احط مكانك الاقي اللي يسامحني .
خرج من قپرها بجموده المعتاد ذاك الرجل الذي لم يتحرك قيد أنملة أو يهتز لموقفا كهذا بينما بداخله ذاك الرجل الهش الذي اكتشف أنها مازالت تؤثر عليه رغم كل ما فعلته به و أكبر دليل على ذلك هو مسامحته لها عاد لبيته و جلس داخل غرفة ابنه محتضنا إياه مسد على ظهره و قال
ادعي لها يا أيوب ادعي لها ربنا يثبتها عند السؤال 
حاضر
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 28 صفحات