الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جابري الفصل 13

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الله..
مر اليوم من أجمل الأيام بحياة خضرا التي لم تترك زوجها لحظة واحدة يدلف لخارج غرفتهما حتى وصل بها الأمر أن تحضر له طعام الغداء و العشاء و هو بمكانه على الفراش..
تطعمه بيدها و قد ظهرت له تجاوب و ترحاب في علاقتهما أذهله شخصيا بعدما كانت تخجل من لها..
ما تفعله معه الآن لم تفعله حتي أول زواجهما و كأنها أصبحت عروس من جديد لأجل أرضاءه أو ربما حتي لا تترك له الفرصة للتفكير في غريمتها..
بعد قضاء ليلة رائعة انفصلت عن العالم أجمع و ڠرقت في نوما عميق .. لم تستمع حتى لصوت رنين هاتفه المستمر..
كان عبد الجبار شارد الذهن بزوجته التي تمكث بالمستشفى بمفردهايمنع نفسه بشق الأنفس حتى لا يذهب إليها الآن سقط قلبه أرضا حين لمح رقم الطبيب المشرف على حالتها.. 
خير يا دكتور.. سلسبيل حصل لها حاچة!..
أتاه صوت الطبيب يتحدث بإحراج قائلا.. 
أنا آسف أني بكلم حضرتك في وقت متأخر.. بس مدام سلسبيل مش مبطلة عياط نهائي.. و احنا ادينها مهدئ و منوم كذا مرة و كل ما بتفوق بترجع ټعيط أكتر و مش هينفع نديها أي مهدئات تاني انهاردة.. فقولت أبلغ حضرتك لو تحب نخلي دكتور نفسي يكشف عليها يمكن يقدر يخليها تحكيله عن اللي مزعلها و !!! ..
لع.. متخليهاش تحكي مع حد واصل لحد ما اچي فاهمني زين يا دكتور.. أني دقايق وأبقى عندك.. 
هكذا قطع عبد الجبار حديثه و غادر الفراش مسرعا من جوار زوجته ..
أمرك يا عبد الجبار بيه.. أنا في انتظارك..
أغلق عبد الجبار هاتفه و ألقاه على أقرب طاولة بإهمال و فتح الخزانة أخذ منها بعض الثياب و قميص بلون الرمادي و سروال من اللون الأسود هرول نحو حمام الغرفة اختفى داخله بضع دقائق معدودةو من ثم خرج و هو يغلق أزرار قميصه..
لف الحزام الجلدي حول خصره و ارتدي حذاء أسود اللون مشط شعره الكثيف بعناية فائقه و نثر عطره المميز بسخاء و خطڤ أغراضه المكونة من جزدانه الجلدي هواتفه مفاتيح سيارتهو سار لخارج الغرفة بخطوات واسعة..
غيرت عليك منها يا عبد الجبار.. 
أردف بها خضرا بصوت متحشرج بالبكاء استيقظت حين وصل لأنفها رائحة عطره جعلته يتوقف عن السير و نظر نحوها وجدها تسحب الغطاء على جسدها و تعتدل بتكاسل جالسة تنظر له بخجل مكملة.. 
غيرت ڠصب عني ياخوي.. مكنتش خابرة أن چوازك عليا هيبجي واچعه واعر أوي أكده و يخليني أكدب على البنته المړيضة اللي كانت رايده تشوفك و أقولها أنك عندك شغل ياما و أني خابرة أن انهاردة يوم اچازتك..
شعر بخنجر حاد يقطع نياط قلبه على حين غرة عندما أدرك سبب بكاء صغيرته سيطر على انفعالاته المتضاربه بمهارة و سار نحوها و مال على رأسها قبلها بعمق مرددا.. 
أنت تغيري عليا بكيفك يا غالية..
رق قلبها ل سلسبيل بعدما غمرها هو بفيض من كرمه و شغفه و تفهمه لمشاعرها فابتسمت له بحب مردفة پبكاء.. 
روحلها .. روحلها اچبر خاطرها المكسور زي ما چبرتني يا خوي.. 
............................... سبحان الله العظيم ...
سلسبيل ..
كانت بحالة يرثي لها تبكي و تأن بضعف من تلك الوخزات المؤلمة التي تغزو صدرها و قلبها معا فما أصعب الشعور بالوحدة في وجود الزوج و اليتم في وجود الأب..
تسارعت دقات قلبها و علقت أنفاسها بصدرها حين تسللت إلى أنفها عبق رائحتة لوهلة ظنت أنها تتوهم وجوده لشدة أحتياجها له
لينفتح باب الغرفة و دلف هو منه بهيئته التي
تفقدها صوابها تطلعت له بأعين تشتعل تتلهف لقربه رائحته لمسته لكنها تظهر عكس ما بداخلها تصطنع الجمود رغم الضجيج الصارخ بأعماقها الذي يستجديه أن يشد رحاله ..
أشاحت وجهها للجهة الأخرى لتخفي فرحتها حين رأت لهفة عينيه الحادتين عليها لأول مرة قطع المسافة بينه وبينها بخطوتان 
بجيتي مراتي.. مراتي يا سلسبيل.. 
أجهشت بالبكاء و كأنها تشكو له بدموعها ما عانته طيلة عمرها رفع إحدي يديه و وضع أبهامه على شفتيها و هو يقول.. 
هششش.. كفاياك بكي.. خابر أني عوقت عليك.. حقك عليا ..
اتأخرت عليا أوي يا عبد الجبار.. أوي.. 
همست بها بتقطع من بين شهقاتها الحادة و هي تمتثل رغما عنها للسحر الذي يبثه لها بنظراته..
أيه قولك أحكيلك حدوتة الچبر..
قالها و هو يزيل عبراتها المنهمرة على وجنتيها بأنامله بمنتهي الرفق نظرت له بعينيها نظرتها التي تذيب قلبه المتيم بها عشقافتابع همسه الهادئ ..
چبر جلب السلسبيل..
ماذا أريد 
أريد الراحة و الأمان 
و أن أعيش ف أطمئنان 
و أن يكون لدي حصانة من غدر الزمان 
فهل يتحقق ما أريد 
أم يذهب طي النسيان 
أريد عوض قريب 
من رب العالمين 
لعله يستجيب 
فهو جابر المنكسرين. 

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات