رواية جابري الفصل 13
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
الله..
مر اليوم من أجمل الأيام بحياة خضرا التي لم تترك زوجها لحظة واحدة يدلف لخارج غرفتهما حتى وصل بها الأمر أن تحضر له طعام الغداء و العشاء و هو بمكانه على الفراش..
تطعمه بيدها و قد ظهرت له تجاوب و ترحاب في علاقتهما أذهله شخصيا بعدما كانت تخجل من لها..
ما تفعله معه الآن لم تفعله حتي أول زواجهما و كأنها أصبحت عروس من جديد لأجل أرضاءه أو ربما حتي لا تترك له الفرصة للتفكير في غريمتها..
كان عبد الجبار شارد الذهن بزوجته التي تمكث بالمستشفى بمفردهايمنع نفسه بشق الأنفس حتى لا يذهب إليها الآن سقط قلبه أرضا حين لمح رقم الطبيب المشرف على حالتها..
خير يا دكتور.. سلسبيل حصل لها حاچة!..
أنا آسف أني بكلم حضرتك في وقت متأخر.. بس مدام سلسبيل مش مبطلة عياط نهائي.. و احنا ادينها مهدئ و منوم كذا مرة و كل ما بتفوق بترجع ټعيط أكتر و مش هينفع نديها أي مهدئات تاني انهاردة.. فقولت أبلغ حضرتك لو تحب نخلي دكتور نفسي يكشف عليها يمكن يقدر يخليها تحكيله عن اللي مزعلها و !!! ..
هكذا قطع عبد الجبار حديثه و غادر الفراش مسرعا من جوار زوجته ..
أمرك يا عبد الجبار بيه.. أنا في انتظارك..
أغلق عبد الجبار هاتفه و ألقاه على أقرب طاولة بإهمال و فتح الخزانة أخذ منها بعض الثياب و قميص بلون الرمادي و سروال من اللون الأسود هرول نحو حمام الغرفة اختفى داخله بضع دقائق معدودةو من ثم خرج و هو يغلق أزرار قميصه..
غيرت عليك منها يا عبد الجبار..
أردف بها خضرا بصوت متحشرج بالبكاء استيقظت حين وصل لأنفها رائحة عطره جعلته يتوقف عن السير و نظر نحوها وجدها تسحب الغطاء على جسدها و تعتدل بتكاسل جالسة تنظر له بخجل مكملة..
شعر بخنجر حاد يقطع نياط قلبه على حين غرة عندما أدرك سبب بكاء صغيرته سيطر على انفعالاته المتضاربه بمهارة و سار نحوها و مال على رأسها قبلها بعمق مرددا..
رق قلبها ل سلسبيل بعدما غمرها هو بفيض من كرمه و شغفه و تفهمه لمشاعرها فابتسمت له بحب مردفة پبكاء..
روحلها .. روحلها اچبر خاطرها المكسور زي ما چبرتني يا خوي..
............................... سبحان الله العظيم ...
سلسبيل ..
كانت بحالة يرثي لها تبكي و تأن بضعف من تلك الوخزات المؤلمة التي تغزو صدرها و قلبها معا فما أصعب الشعور بالوحدة في وجود الزوج و اليتم في وجود الأب..
تسارعت دقات قلبها و علقت أنفاسها بصدرها حين تسللت إلى أنفها عبق رائحتة لوهلة ظنت أنها تتوهم وجوده لشدة أحتياجها له
لينفتح باب الغرفة و دلف هو منه بهيئته التي
تفقدها صوابها تطلعت له بأعين تشتعل تتلهف لقربه رائحته لمسته لكنها تظهر عكس ما بداخلها تصطنع الجمود رغم الضجيج الصارخ بأعماقها الذي يستجديه أن يشد رحاله ..
أشاحت وجهها للجهة الأخرى لتخفي فرحتها حين رأت لهفة عينيه الحادتين عليها لأول مرة قطع المسافة بينه وبينها بخطوتان
بجيتي مراتي.. مراتي يا سلسبيل..
أجهشت بالبكاء و كأنها تشكو له بدموعها ما عانته طيلة عمرها رفع إحدي يديه و وضع أبهامه على شفتيها و هو يقول..
هششش.. كفاياك بكي.. خابر أني عوقت عليك.. حقك عليا ..
اتأخرت عليا أوي يا عبد الجبار.. أوي..
همست بها بتقطع من بين شهقاتها الحادة و هي تمتثل رغما عنها للسحر الذي يبثه لها بنظراته..
أيه قولك أحكيلك حدوتة الچبر..
قالها و هو يزيل عبراتها المنهمرة على وجنتيها بأنامله بمنتهي الرفق نظرت له بعينيها نظرتها التي تذيب قلبه المتيم بها عشقافتابع همسه الهادئ ..
چبر جلب السلسبيل..
ماذا أريد
أريد الراحة و الأمان
و أن أعيش ف أطمئنان
و أن يكون لدي حصانة من غدر الزمان
فهل يتحقق ما أريد
أم يذهب طي النسيان
أريد عوض قريب
من رب العالمين
لعله يستجيب
فهو جابر المنكسرين.