رواية جابري الفصل 17
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
اللي في يدك!! ..
هبابه و راچعالك طوالي يا أمه..
أردفت بها و هي تضغط زر الفتح و تتحدث بلهفة قائلة..
أيوه.. أني معاك اتحدد قوام..
هيئتها و لهفتها هذه لم تروق بخيتة على الإطلاق فسارت ورائها بخطي حذرة و وقفت خلف الجدار تستمع بتركيز لحديثها..
أتى صوت الطبيب المشرف على حالة سلسبيل يتحدث بعملية قائلا..
لم تستطيع التحكم في فرحتها و ابتسامتها التي ظهرت على محياها رغم أن قلبها ألمها على حال تلك الصغيرة و ما وصلت إليه إلا أن غريزة الغيرة تمكنت منها جعلتها تنطق بجحود جديد عليها كليا..
أنت متوكد يا دكتور من حديتك عاد يعني البنته متقدرش على الحمل واصل..
تنهدت خضرا براحة بعدما استمعت لحديث الطبيب الذي أثلج قلبها مردفة بأسف مصطنع..
يا عيني عليها.. يعني أكده يبقي ملهاش في الجواز من أساسه يا دكتور مش أكده ..
بالظبط كده يا مدام.. وأنا هبلغ عبد الجبار بيه بحالتها لما يجي انهاردة..
متشلش هم يا دكتور.. أني هقوله بنفسي.. مع السلامة .. أنهت جملتها و قد حسمت قرارها بأنها سوف تضع عبد الجبار أمام الأمر الواقع و تطلب يد سلسبيل له بنفسها الليله..
غافلة عن وجود بخيتة التى تبتسم بخبث على غباءها ففعلتها هذه جعلتها تجد طرف الخيط الذي ستلفه حول عنقها و بيدها هي ستشنق به نفسها..
أصطك عبد الجبار على أسنانه پعنف كاد أن يهشمها من شدة غضبه بعدما كلمات والدته الجارة لزوجته فتح فمه و هم بالرد عليها إلا أنه اطبقه ثانية حين اعتدلت سلسبيل بجلستها مبتعدة عنه ببعض العڼف رغم وهن و ضعف جسدها الهزيل و نظرت ل بخيتة بابتسامة مصطنعة مرددة بقوة ذائفة..
لو كلامك ده فعلا صحيح و أبلة خضرا وافقت على جوازي من عبد الجبار بعد ما عرفت إني مش هقدر أكون زوجه ليه!!..
الجبار الذي يتطلع لها بنظراته العاشقة و الخۏف و اللهفة عليها تمليء قسماته العابسة من حديث والدته..
في حين أن خضرا هي الأخرى قد سقط قلبها أرضا و هي تنتظر تكملة الحديث و رد فعل زوجها..
تنهدت سلسبيل بتعب و رفعت عينيها ببطء حتى تقابلت بأعين زوجها و تابعت بغصة يملؤها الأسى قائلة..
هيبقي من حقها و مش هلومها على اللي عملته..
تعمقت النظر داخل عينيه و تأملت ملامحه الوسيمة رغم صلابتها مكملة..
لأنها متجوزة راجل بمعني الكلمة تتمناه أي ست في الدنيا فمن حقها ميكونش ليها شريك فيك أنت بالذات يا عبد الجبار..
أطبقت خضرا جفنيها پعنف لتنهمر عبراتها على وجنتيها بغزارة كلمات غريمتها أشعلت نيران قلبها أكثر تتغزل بزوجها على العلن و تعترف أنها تتمناه يكن رجلها..
تصببت ألما يداهم كل أنحائها فإذا تمكنت الغيرة من قلب أنثى فأعلم أنها تعض بنواجذها على جمر..
بينما عبد الجبار رفرف قلبه بين ضلوعه بفرحة غامرة بعدما استمع لحديث معشوقته و رأي نظرتها الهائمة به فضړب بكل شيء عرض الحائط و بلحظة كان جذبها عليه أمام أعين بخيتة التي اتسعت على أخرها من شدة صډمتها من جراءة ابنها أمامها..
شهقت سلسبيل بقوة و قد لجمتها فعلته هذه فقدتها القدرة على الحركة و حتى الحديث تطلع له بأعين مذهوله..
ليرفع هو يده و يحتضن وجهها بين كفيه مغمغما أمام شفتيها المرتعشة بصوته الأجش..
و إني بتمناكي أنتي..
تنقل بعينيه بين عينيها و شفتيها مكملا
بحياتي كلها ما تمنيتش قرب حد زي ما تمنيت قربك أنتي يا سلسبيل..
لقد رأف الله بقلب خضرا فلم يصل لسمعها حديث زوجها الذي همس به للتو كانت تضع كفها على فمها تكتم به بكاءها الحاد..
ساعة استجابة ..