رواية جابري الفصل 20
و تعانقه بقوة تقبل كتفيه و وجهه و تعاود ضمھ من جديد و هي تقول پبكاء..
بركة إنك رجعتلي بالسلامة يا غالي.. الحمد لله على سلامتك يا حبيبي.. واحشتني يا قلب أمك..
احتضنت وجهه الخالي من أي تعبير بين كفيها و همست مستفسرة..
رجعت أمتي يا ضنايا..
من عشر أيام.. غمغم بها ببرود يغلفه الجمود و هو يبعد يدها عن وجهه ببطء و عينيه ترمقها بنظرة عاتبه توترت بسببها..
من 10 أيام و متجليش ولا تسأل عني يا جابر!!..
أبتسم لها إبتسامة مصطنعة مدمدما..
اممم.. أجيلك!!.. أجيلك فين!!.. بيت جوزك يا أم جابر!!!..
أنتي هنا يا سعاد..
نطق بها فؤاد والدها الذي خرج للتو من غرفته أنقذها من سؤال إبنها التي تشعرها بالذنب و يذكرها بالماضي الأليم..
أردفت بها و هي تسير نحوه و أخذت بيده نحو أقرب مقعد..
أيه الغيبة دي كلها يا سعاد.. أول مرة تغيبي عني بالاسبوعين يا بنتي.. هونت عليك..
مالت عليه قبلت رأسه و يده و بتنهيدة حزينة قالت..
حقك عليا يابا.. أنت عارف ميمنعنيش عنك إلا الشديد القوي..
و جوزك بقي هو الشديد القوي اللي منعك عن أبوكي ..صاح بها بلهجة غاضبة و هو يعقد ذراعيه أمام صدره و يتطلع لها بترقب..
نطقت بها بحدة و صمتت لدقيقة كاملة و من ثم تابعت بصوت تحشرج بالبكاء..
صفا بنتي جوازتها باظت قبل الفرح بكام يوم بسبب القايمة.. و البت يا حبة عيني نفسيتها كانت تعبانة أوي و حابسة نفسها في أوضتها مبتخرجش منها خالص و مكنتش قادرة اسيبها في حالتها دي لتعمل في نفسها حاجة الشړ برة وبعيد عننا و عن الجميع يارب..
بنتك إزاي يعني مش فاهم !!..
نفخت بضيق و إجابته بنفاذ صبر..
واد أنت ما تعدل طريقة كلامك الناشفة دي معايا و لا هي الغربة و عيشة الأجانب علمتك قلة الأدب و نستك إني أمك و لا أيه!!..
صمتت فجأة و اعتلت ملامحها إبتسامة واسعة و تابعت ببلاهه..
صفا تبقي بنت جوزي اللي أنا مربيها على أيدي.. مش بنتي.. يعني تجوزلك يا واد يا جابر..
نطق بها فؤاد حين وصل لسمعه صوت أنفاس حفيده المتلاحقة التي تدل أن غضبه وصل لذروته و من الممكن أن يتحدث مع والدته بطريقة غير لائقة..
تهللت أسارير سعاد و بلهفة قالت..
عرفت طريقها و لا عرفت عنها أي حاجة يا جابر ..
أيوه عرفت طريقها و هتبقي معايا هنا في أقرب وقت ممكن .. قالها جابر بثقة و إصرار..
أطلق فؤاد زفرة نزقة من صدره و هو يقول..
تبقي معاك إزاي بس يا ابني.. مش يمكن تكون