الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية جابري 38

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

لمقعد السائق كانت المسافة بينهما لا تذكر لكنهما لا يتلامسان أخذت سلسبيل نفس عميق تملأ رئتيها بأكبر قدر ممكن من رائحته التي تشعل جميع حواسها 
أستجمع شتات نفسه تفنن في رسم الصلابه على قسمات وجهه بهيئة يحسد عليها و اتجه لمقعد السائق جلس عليه بجوارها مغمغما  
ألبسي الحزام عشان هنخرج على الطريق السريع 
سحبت سلسبيل الحزام حولها لكنها لم تتمكن من أغلاقه لشدة توترهابينما أشعل هو محرك السيارة و قاد بها متجه للطريق الحر مباشرة خلفه سيارات الحراسة التي خصصها لها هي تحديدا و التي لم تنتبه لهم سلسبيل على الإطلاق بل كانت منشغلة بأختلاس النظر إليه 
اتحددي أني سامعك أردف بها بهدوء دون النظر لها مما أحزنها كثيرا و جعل الدموع تلتمع بعينيها لكنها سيطرت على مشاعرها سريعا و تحدثت بامتنان قائلة  
عايزه أشكرك 
جملتها هذه أجبارته على النظر لها رمقها بنظرة متعجبة و هو يقول بتساؤل  
تشكريني على أيه! 
جاوبته بصوتها الناعم المبحوح قائلة  
أشكرك على كل حاجة يا عبد الجبار على وقفتك جنبي و حمايتي من الكل و أولهم أبويا اللي لو كنت رفضت جوازك مني أنا متأكدة انه كان هيقتلني بشكرك على حنيتك عليا و على كل لحظة فرح عيشتها معاك بشكرك من جوه قلبي و بتمنالك كل خير وسعادة مع أبلة خضرا اللي عايزاك تبلغها إني بشكرها هي كمان و قولها سلسبيل بتتأسف لك على اللي عملته فيكي 
كان يستمع لها باهتمام شديد رغم إظهاره عكس ذلك رمقها بطرف عينيه مدمدما  
اممم و ياترى أيه هو اللي عملتيه وياها! 
صمتت للحظات قبل أن تجيبه بلهفة يملؤها العشق  
طمعت فيك و في حبك و قلبك يا عبد الجبار 
ما تفوهت به الآن جعلته يفقد السيطرة لوهلة على التركيز في الطريق أمامه و كاد أن يصتطدم بسيارة تسير بجواره في حاډث سير مروع لولا عناية الله و ستره عليهما 
أطلقت سلسبيل شهقة قوية و كادت أن ترتطم بالوجهة الأمامية للسيارة عندما فرمل عبد الجبار فجأة لولا أنه أمسك ذراعها بأحكام على أخر لحظة 
لم تكد تلتقط أنفاسها من أثر المفاجأة المفزعة لتسمع صوته من جانبها ينطلق بلهجة خفيضة لا تخفي غضبه المشحون أبدا 
قولتلك ألبسي الحزام الطريق اهنة واعر 
معرفتش أقفله والله أنا أسفة همست بها بصوت مرتجف و هي تحاول غلق حزام الأمان بتوتر و جسد ينتفض بوضوح 
نفخعبد الجبار بضيق و أوقف سيارته بمكان جانبي قليلا على الطريق السريع خال من الناس و استدار نحوها أمسك هو الحزام يضعه حولها بنفسه فأصبح محاصرها بجزعه الضخم بين ذراعيه
رغم حرصه الشديد حتي لا يلمسها إلا أن قربه منها إلى هذا الحد جعل أنفاسها علقت بصدرها تطلع له بأعين هائمة و كالمغيبة رفعت يدها و لمست بأصابعها ذقنه الكثيفه هنا رفع وجهه لها پصدمة و تقابلت عينيهما حينها تزلزل كيانها كله دفعه واحده
بينما هو يرمقها بنظرة جامدة و ملامح منذهلة من فعلتها الجريئة بالنسبة له و هم بالابتعاد عنها لكنها أسرعت و أمسكت ياقة جلبابه جذبته عليها أكثر و نظرت بعمق داخل عينيه و هي تقول بغصة مريرة يملؤها الأسى 
أبلة خضرا بس اللي منعاني عنك 
بكت بنحيب و تابعت بتقطع من بين شهقاتها 
حاولت أدور على غلطة واحدة امسكها عليها تكون مبرر ليا أريح بيه ضميري لو ختك منها بس ملقتش معاملتها الطيبة معايا و

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات