رواية جابري 41
الرقيقة قد أختفت تماما و أصبحت شفتيها للحديث فقط..
اممم.. أسيب ماما عفاف في البيت أجي هنا القيكي يا صفا!.. أنتي و هي مش وراكم أي حاجة غير أنكم تأكلوني ولا أيه!!..
بدأت صفا في تقطيع ثمرة من التفاح و سكبت كوب كبير من عصير المانجو و أعطتهم لها و هي تقول..
ماما عفاف قالتلي إنك مرضتيش تاكلي أي أكل في البيت عشان كده جبتلك شوية فاكهة و عصير فرش..
أنا مش هقدر أكل و لا أشرب أي حاجة طول ما أنا قلقانه .. فمتغصبيش عليا علشان متعبش و أنتي عارفة إن أجتماع انهاردة مهم أوي و مش هينفع أعتذر عنه خالص ..
تنهدت صفا بقلة حيلة فهي على يقين بأن سلسبيل لن تتراجع بكلمة تفوهت بها..
يا سلسبيل أنا عارفة إن التيم اللي هيحضر إجتماع انهارده يبقوا أهم وكلاء لأكبر شركات في الشرق الأوسط و بدعيلك من قلبي والله ربنا يوفقك و شغلك يعجبهم عشان لو ده حصل هنبقي كسبنا أقوى صفقة في تاريخ الشركة خلال وقت قياسي بس كل ده مش هيبقي أغلى عندك من اللي في بطنك!! ..
مافيش في الدنيا كلها أغلى من اللي في بطني.. أنا كل اللي بعمله ده بعمله عشانه هو و بس..
صوت طرقات على الباب جعلت سلسبيل تتأفف بضيق..
صفا مش عايزة أشوف حد دلوقتي..مدخليش أي حد عندي لغاية معاد الإجتماع.. عايزة ألحق أراجع على التصميمات مراجعة أخيرة قبل وصول العملاء..
انصرفت صفا من أمامها في الحال غالقة الباب خلفها لتسند سلسبيل بظهرها على المقعد و تطلعت حولها تتأمل مكانها المفضل انتصبت واقفه و سارت تجاه النافذة الزجاجية الفاصلة بينها و بين العاملين تحت يدها فور رؤيتهم لها تأهب الجميع و ظهر الخۏف عليهم و بدأو يعملون بجهد تجنبا لنوبة ڠضبها المدمر..
كانت يدها تمسد بمنتهي الرفق على بطنها و قلبها يتراقص فرحا كلما شعرت بركلة من صغيرهالفت زراعيها حول نفسها و كأنها تحتضن طفلها بحنان العالم أجمع مرددة بفرحة غامرة..
............................... سبحان الله وبحمده......
.. بمنزل عبد الجبار..
الأجواء أسوء ما تكون تبدل حال عبد الجبار للنقيض كأن روحه تركت جسده بعد فراقه