رواية جابري الخاتمة
قبلت صغارها مرات متتالية مدمدمة بحيرة
" مش هاين عليا أسيبكم هنا عايزة اخدكم معايا و نرجع سوا"
قالت" عفاف" بتعقل
"المشوار هيبقي طويل على الولاد أنا هقعد بيهم هنا أفضل على ما تروحي أنتي و ترجعي"
بدأت" سلسبيل" تبدل ثيابها خلف الزجاج العاتم لغرفة الملابس الخاصة بها مردفة بغصة مريرة
ردت عليها " عفاف " بثقة قائلة " حتى لو كنتي قابلتي جابر قبل ما تتجوزي عبد الجبار مكنتيش هتتجوزيه يا سلسبيل "
" ليه بتقولي كده "
" عشان أنتي وقعتي في حب عبد الجبار و قلبك اتعلق بيه و اختاره هو و الحب ملوش كبير و لا على القلب سلطان "
" عندك حق يا ماما أنا مش بس حبيت عبد الجبار أنا عشقته و أختارته هو يبقي أبو ولادي لأنه في عيني أعظم أب و زوج في الدنيا"
"عبد الجبار "
يقف أمام" خضرا " مصډوما من هيئتها التي تغيرت للنقيض تماما فقدت الكثير من الوزن في وقت قياسي و هذا إن دل على شيء فيدل على شدة حزنها الذي يظهر بوضوح على ملامح وجهها المنطفئة
تطلع له بأعين جاحظة نظراتها زائغة وقد ظنت أنها تتوهم وجوده كعادتها كانت ملامحه في بادئ الأمر جامدة لكن داهمته ذكريات لن ينكر جمالها له معاها اهمهم بناته فلذات أكباده أجبرته على الإبتسامة وهو يقول
لم ترد عليه بل قطعت المسافة بينه و بينها بخطوات متثاقلة حتى توقفت أمامه مباشرة و رفعت يدها وضعت كفها على صدره بمكان تلك الطلقة التي أصابته تتأكد من وجوده
"عبد الچبار أنت أهنة صح يا أخوي ولا أني بحلم بيك زي عوايدي"
وضع راحة يده على يدها و هو يقول بصوته الأجش
"لا يا خضرا مبتحلميش أني أهنة چاي لاچل ما أخدك و نعاود لدارنا "
تنهد" عبد الجبار " و هو يجيبها
"لازم أسامحك يا أم فاطمة لأن الغلط طايل الكل و أني أولكم "
حركت رأسها بالنفي و هي تقول
" لا لا يا أخوي أنت مغلطش أنت عملت شرع ربنا اتچوزت على سنة الله ورسوله و كنت شاري خاطري و زعلي و بتعمل المستحيل لاچل ما ترضيني بس أني الغيرة عمتني عن كل ده و سودت قلبي و بعد كل اللي حصل مني چتلي لحد عندي اهنه لاچل ما تردني و تطيب خاطري اللي عمرك ما كسرته
قالتها و هي ترتمي على صدره و تجهش في نوبة بكاء حاد ضمھا هو له و ربت على ظهرها بكف يده مغمغما بفرحة
"متبكيش عاد أمال و افرحي وياي ب فاطمة بنتنا اللي بقت عروسة "
توقفت عن البكاء على الفور و رفعت رأسها نظرت له بأعين يغرقها الدمع و ابتسامة تزين شفتيها المرتعشة مرددة بدهشة
"وه فاطمة بتي بقت عروسة قصدك أنها چاتها!"
حرك رأسه لها بالإيجاب و هو