الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية جابري الخاتمة

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

قبلت صغارها مرات متتالية مدمدمة بحيرة  
" مش هاين عليا أسيبكم هنا عايزة اخدكم معايا و نرجع سوا" 
قالت" عفاف" بتعقل  
"المشوار هيبقي طويل على الولاد أنا هقعد بيهم هنا أفضل على ما تروحي أنتي و ترجعي" 
بدأت" سلسبيل" تبدل ثيابها خلف الزجاج العاتم لغرفة الملابس الخاصة بها مردفة بغصة مريرة  
" عارفة يا دادة أنا كنت بقول لنفسي لو رجع بيا الزمن مكنتش وافقت أبدا أكون زوجة تانية و رغم أن جوازي من عبد الجبار كان هو الوسيلة الوحيدة اللي هتنجيني من أبويا إلا أني لو كنت استنيت شوية كنت قابلت جابر و ساعتها يمكن مكنتش اتجوزت عبد الجبار ولا كل اللي عشته ده حصل" 
ردت عليها " عفاف " بثقة قائلة " حتى لو كنتي قابلتي جابر قبل ما تتجوزي عبد الجبار مكنتيش هتتجوزيه يا سلسبيل " 
خرجت" سلسبيل " مرتدية فستانها الأكثر من رائعو نظرت لها بابتسامة خجولة مردفة  
" ليه بتقولي كده " 
" عشان أنتي وقعتي في حب عبد الجبار و قلبك اتعلق بيه و اختاره هو و الحب ملوش كبير و لا على القلب سلطان " 
" عندك حق يا ماما أنا مش بس حبيت عبد الجبار أنا عشقته و أختارته هو يبقي أبو ولادي لأنه في عيني أعظم أب و زوج في الدنيا" 
لا إله إلا الله 
"عبد الجبار " 
يقف أمام" خضرا " مصډوما من هيئتها التي تغيرت للنقيض تماما فقدت الكثير من الوزن في وقت قياسي و هذا إن دل على شيء فيدل على شدة حزنها الذي يظهر بوضوح على ملامح وجهها المنطفئة
تطلع له بأعين جاحظة نظراتها زائغة وقد ظنت أنها تتوهم وجوده كعادتها كانت ملامحه في بادئ الأمر جامدة لكن داهمته ذكريات لن ينكر جمالها له معاها اهمهم بناته فلذات أكباده أجبرته على الإبتسامة وهو يقول  
"كيفك يا خضرا!" 
لم ترد عليه بل قطعت المسافة بينه و بينها بخطوات متثاقلة حتى توقفت أمامه مباشرة و رفعت يدها وضعت كفها على صدره بمكان تلك الطلقة التي أصابته تتأكد من وجوده 
"عبد الچبار أنت أهنة صح يا أخوي ولا أني بحلم بيك زي عوايدي" 
وضع راحة يده على يدها و هو يقول بصوته الأجش  
"لا يا خضرا مبتحلميش أني أهنة چاي لاچل ما أخدك و نعاود لدارنا " 
"يعني قلبك صفي من ناحيتي و سامحتني يا عبد الچبار" قالتها پبكاء و هي تستجديه بعينيها أن يضمها لصدره 
تنهد" عبد الجبار " و هو يجيبها  
"لازم أسامحك يا أم فاطمة لأن الغلط طايل الكل و أني أولكم " 
حركت رأسها بالنفي و هي تقول  
" لا لا يا أخوي أنت مغلطش أنت عملت شرع ربنا اتچوزت على سنة الله ورسوله و كنت شاري خاطري و زعلي و بتعمل المستحيل لاچل ما ترضيني بس أني الغيرة عمتني عن كل ده و سودت قلبي و بعد كل اللي حصل مني چتلي لحد عندي اهنه لاچل ما تردني و تطيب خاطري اللي عمرك ما كسرته  
حقك عليا يا راچلي متزعلش مني أحب على يدك" 
قالتها و هي ترتمي على صدره و تجهش في نوبة بكاء حاد ضمھا هو له و ربت على ظهرها بكف يده مغمغما بفرحة  
"متبكيش عاد أمال و افرحي وياي ب فاطمة بنتنا اللي بقت عروسة " 
توقفت عن البكاء على الفور و رفعت رأسها نظرت له بأعين يغرقها الدمع و ابتسامة تزين شفتيها المرتعشة مرددة بدهشة  
"وه فاطمة بتي بقت عروسة قصدك أنها چاتها!" 
حرك رأسه لها بالإيجاب و هو

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات