الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية جابري الخاتمة

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

يقول  
" و مريداش حد واصل غيرك أنتي مافيش على لسانها غير رايده أمي" 
"عشان أكده أنت چيت تاخدني!" 
مسح دموعها بأنامله و هو يقول  
"و ده سبب هين يا أم فاطمة بناتي أهم حاچة عندي أهم حتى من نفسي و من روحي و لخاطر هم و راحتهم أعمل كل حاچة و أي حاچة و لا أيه يا أم فاطمة" 
" عندك حق يا خوي قولك دايما بيبقي صح يا عبد الچبار " 
أبتسم لها و هو يقول  
"طيب همي قوام خلينا نلحق معاد الطيارة " 
رفعت حاجبيها بتعجب مرددة بتساؤل  
" أول نوبة نسافر بالطيارة! " 
" عندي مشوار مهم مع سلسبيل مراتي مينفعش اتأخر عنه"  
هكذا اجابها يؤكد لها أن" سلسبيل " مازالت زوجته مثلها و ستظل للأبد 
أبتسمت هي تلك المرة له و قد عادت ملامحها الحنونة لطبيعتها أخيرا مردفة بتفهم  
"و ماله يا خوي ربنا ميحرمناش منك واصل" 
سبحان الله وبحمده 
داخل إحدي أفخم قاعات الأفراح بمحافظة المنصورة يقام فرح أسطوري ل "صفا" صاحبة القدم الصناعية التي عاشت أصعب شعور ممكن أن تحياها فتاه في عمرها الذي لم يتجاوز العشرون عام
ليحين وقت الجبر و يرزقها الله برجل بكل ما تحمل الكلمة من معنى يعوضها عن كل ما مرت به في حياتها يحتويها بين ذراعيه و يرقص بها رقصتهم الأولى على أنغام موسيقى هادئة تعزف على أوتار قلوب جميع الحضور الذين يتابعونهما بأعين هائمة
"مبروك يا صفا مبروك يا أحلى عروسة شافتها عنيا"  
"الله يبارك لي فيك يا جابر" همست بها بستحياء و هي تطلع لعينيه بعينيها الفاتنة التي جعلت نبضات قلبه تتسارع تؤكد له أن ما كان يشعر به قبل سابق ما إلا وهم بأسم الحب أما تلك الصفا قد علمته معنى الحب الحقيقي 
بينما "سلسبيل" الجالسة بجوار جدها شاردة الذهن لا تفكر في أي شيء سوي زوجها
رباه!!! لقد اشتاقت له حد الجنون يرتجف قلبها بقوة كلما داهمتها إحدي لحظاتها الحميمية معه 
اغمضت عينيها ببطء محدثة نفسها بقلب ملتاع  
" واحشتني أوي يا عبد الجبار واحشتني يا أبو سند" 
داعبت رائحة عطره انفها أرغمتها على فتح عينيها و بدأت تبحث عنه بلهفة بين الحضور 
ظلت تدور بعينيها حتى أخيرا لمحته يقترب نحوها 
و ها قد أشرقت شمس حياتي من جديد حين رأيته يقف هنا أمامي على قدميه بطوله المهيب و هيئته التي ټخطف قلبي و أنفاسي يتطلع إلى بنظراته المتيمة التي تذيب عظامي هامسا أسمى بنبرة صوته المدمرة 
"سلسبيل أتوحشتك يا بت جلبي" 
الأمر تخطي كونه حب أنا أصبحت أتنفسه لذا أنا على قيد الحياة 
كان يرتدي البدلة و ربطة العنق التي جهزتها له مد يده لها فوضعت يدها الصغيرة داخل راحة يده فأغلق عليها كفه الضخم حينها تزلزل قلبهما معا سحبها عليه بمنتهي الرفق فنهضت من مقعدها و وقفت أمامه على قدميها المرتعشة مال عليها و طبع قبلة مطولة على جبهتهاو من ثم سحبها خلفه و سار تجاه العروسين 
"ألف مبروك يا اچدع عريس" قالها "عبد الجبار" و هو يحتضن "جابر" بينما "سلسبيل" احتضنت "صفا" مردفة بابتسامة دافئة 
"مبروك يا صفا ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يسعدك أنتي وجابر في حياتكم" 
نظرت ل "جابر" و تابعت 
"مبروك يا جابر مبروك يا أخويا" 
أبتسم لها" جابر " و تحدث و هو يضم زوجته لحضنه مرة أخرى 
"الله يبارك فيكي يا حبيبة أخوكى" 
غمز ل" عبد الجبار" و همس بإذنه قائلا 
" ما تشاركنا في الرقص يا أبو جبر و لا أنت متعرفش ترقص إلا بالنبوت" 
رمقه" عبد الجبار" بنظرة
مصطنعة الڠضب و جذب زوجته و بدأ يرقص بها و هو يقول  
"إسمه الضړب بالنبوت هعلمك أني كيف ضړب النبوت الصح يا ابن البندر" 
كانت "سلسبيل" مذهولة من فعلته هذه حقا هو يرقص معاها تلك الرقصة التي كانت حلم من أحلامها ظنت أنه لن يتحقق! 
"مين اللي لبسك البدلة الحلوة بزيادة دي " 
"أني اللي لبستها لحالي بس أنتي اللي هتقلعهالي" 
ليصدح صوت المزمار عاليا جعله يبتعد عنها على مضض حين رأي "جابر" يقترب منه حامل بيديه نبوتين و ألقى له أحدهما فلتقطه بمهارة 
تراجع الجميع تاركين لهما مساحة كافيه ليتمكنا من الرقص على أنغام المزمار الصعيدي الشهير 
بينما وقفت "سلسبيل" بجوار العروسة "صفا" يصفقان بحرارة و تشجيع و فرحة غامرة تغلف قلوبهم 
وفي ظل كل ما يحدث كانت أعين "عبد الجبار" ترمق زوجته بنظراته العاشقة محدثا نفسه بجمله استماعتها هي بقلبها 
"الآن أدركت أنني كنت دائما جبرا لقلب خضرا بينما سلسبيل جاءت لتكون جبرا لقلبي" 
تمت بحمد الله 

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات