رواية سليم 12
تتخيل قط التخلي عنها فاستمر هو بالضغط عليها.
- الاتفاق اللي بنتفق عليه بيبقا عهد بينا اوعي في يوم من الأيام تعملي حاجة أنا قولت عليها لأ.
وقفت حائرة أمام كلماته بعدما شعرت بتحذير طفيف بنبرته ولكنها لم تبالي وقالت ببسمة صغيرة
- حاضر.
ولصغر سنها لم تدرك حجم التنازلات التي وافقت عليها دون تفكير كانت تلهث خلف حبها الذي طالما حلمت بتحقيقه وبناء عش وردي يجمعها مع حبيبها الأول والأخير
عاد من شروده على اتصال هاتفي من سيف كالعادة يطمئن عليه وكأنه طفل لا يجيد الجلوس وحده..فأجاب سليم بنبرة فاترة
- خير يا سيف دي المرة التانية تتصل عليا.
- ماتيجي تقعد معايا في الورشة في حبة شغل جاي انما ايه لوز.
- هو أنا مالي بالشغل بتاعك!.
- مش أنت بتحب الدوشة بتاعت الورشة وزيت العربيات والشحم.
أجابه ببساطة محاولا كتم ضحكه فرد سليم بتعجب ساخر
- هو أنت بتعزمني على جاتو مالك يا سيف أنت كويس!.
- أنا زي الفل تعال أنت بس نقعد مع بعض.
- هنزلك بس هعدي على المحل الكبير الاول اشوف الشغل ماشي ازاي.
وقف زيدان أمام محلهم الرئيسي بسيارة الشرطة ثم هبط منها متوجها نحو العمال بالداخل بوجه عابس
- صباح الخير في جديد.
جذبه عم سعيد جانبا قائلا بنفاذ صبر
- بص يا باشا اللي بتعمله ده ميرضيش ربنا.
شعر زيدان بالقلق من نبرته فقال بجدية
- ليه يا عم سعيد.
- كل يوم والتاني جايلنا بعربية الشرطة وتقف قدام المحل سمعتنا بقت في الارض والمبيعات بتقل.
- ياااه ده كله بسببي.
- ايوا يا باشا يمكن أنت متفهمش بأمور شغلنا...
قاطعه زيدان بحنق
- بس بس..مش أنا السبب همشي وخلي يزن يجي يشوف الشغل هو سلام.
غادر زيدان تحت أنظار سعيد حيث كان غير راضيا بالمرة لأفعاله
- يارب ترجع يا سليم باشا اخواتك مدلعين على الاخر.
قبضت شمس فوق حقيبتها الكبيرة وهي تتحدث بالهاتف بصوت خاڤت ومجهد
استمعت شمس للطرف الاخر بتركيز مع استمرار تحريك رأسها بالإيجاب لحديث الاخرى أنهت الاتصال مع تنهيدة عميقة تخرج من صدرها المشحون بالمشاعر المتناقضة.
رفعت رأسها تلتقط بعض من الانفاس لتعيد مجرى الهواء لصدرها مجددا ولكن الجو به حالة غريبة تمنعها من التنفس وكأن هناك حبل يلتف حول عنقها يضغط بهدوء عليها رجحت أن تلك الحالة سببها ما تمر به الآن من خذلان واضح ذاقته على يد سليم بعد اختفائه لمدة ثلاث أسابيع لقد ظنت أنه سيعود ويتراجع عن قراره المتهور بحقهما تمسكت بالحب المشترك بينهما وقررت الحفاظ على منزلها..وحياة أنس مجددا توضع نفسها في خانة التنازل تجلس كشاه يتركها القطيع فجأة في غابة شديدة الظلام فتنتظر عودتهم پخوف.
رغم أنه هذه الفترة كانت طويلة جدا عليها يلعب الانتظار فوق هيكل ثباتها الواهي إلا أنها مفيدة لها الوحدة جعلتها تعيد التفكير بنقاط سلبية بشخصيتها شعرت بالسأم منها لن تتنازل بعد حتى وإن ذاقت مرارة ۏجع الفراق الأبدي بينهما سترسم طريقا لها بقواعدها هي ستبحث عن راحتها وأحلامها التي فقدتها