رواية سليم 17
هجومها ولكنها فاجئته حينما أخبرته بنبرة ساخرة يختلط بها الألم النفسي لم ذاقته من خوفا بشع كاد أن يتوقف قلبها بسببه
هو أنا لحقت!...أنا من كتر خۏفي الصوت اتكتم جوايا.
تراجع سيف عن حدته..ولانت نبرته وهو يسألها بهدوء
إيه اللي حصل وشوفتيه ولا لأ.
عقدت بحاجبيها بسبب ۏجع رأسها المتزايد وانكمشت ملامحها وهي تطلب منه
ضغط على قلبه كي لا يدفعه كالأبلة ويحتضنها ليخفف الآمها وتظاهر بالامبالاة أفضل من الاعتراف بمشاعره لها وهي غير جاهزة لذلك الآن..حتى أنها من الممكن أن تعترف بحبها أيضا ويكتشف بعد ذلك أنه من تحت تأثير ألم رأسها!.
غادر سيف الغرفة باحثا عن الطبيب أما هي فأغلقت عيناها ولم تمنع ابتسامتها في الظهور حينما لمست خوفه من نبرته رغم جفائه الظاهري لها.
صعد سليم درجات السلم متجها صوب شقة شمس مقررا التحدث معها بطريقة لطيفة تخالف الغاضبة التي كان يتحدث بها لعلمه بمدى تأثيرها عليه..واضعا هدف أساسي أمامه وسيحققه فهو لم يفشل من قبل...ولن يفشل على يدها.
حرك رأسه يمينا ويسارا متحدثا مع نفسه بخفوت
خليك هادي مهما استفزتك.
ثم أطرق الباب..فتحت شمس بوجه جامد وكأنها تعلم أنه لن يتخلى عنها بسهولة تخصرت قائلة بعناد الهب هدوئه
شعر وكأنه عابر سبيل يطرق بابها كي تحن عليه طريقتها الحادة أيقظت الۏحش الكامن بداخله فهتف بشراسة
متنسيش نفسك يا شمس علشان متزعليش مني.
رفعت حاجبيها له بمعنى أحقا! ثم أغلقت الباب في وجهه بقوة صډمتها هي شخصيا وكأنها إنسانة أخرى من أين لها الجرأة في ذلك! يبدو أن صمته هذا سيكون الشرارة التي ينطلق منها ويكسر الباب فوقها مثلا فتراجعت للخلف تراقب الباب بترقب..
شمس..
نعم
أجابت بصوت حاولت أن يكون ثابتا كي لا تشعره بخۏفها الذي كان يلعب فوق أوتار تماسكها..
افتحي علشان نتكلم.
لا يا سليم مش هفتح..
ارتفع رنين هاتفه فحاول كتمه ولكن اتصالات يزن المستمرة جعلته يجيب بضيق
في إيه يا يزن!.
إيه..أنت بتقول إيه يا يزن.
قالها سليم بعصبية بعدما داهم القلق قلبه على أخيه المتهور فتحت شمس تقبض حاجبيها پخوف
في إيه ماله يزن!.
تابع حديثه لسليم يخبره بعنوانه وضرورة مجيئه فركض سليم سريعا كي ينقذ أخيه بعدما أخبره بأنه مهددا بالسلاح.
انطلقت شمس خلفه ونست أمر خلافها معه فالأمر يخص يزن وهو بمثابة أخاها..وقبل أن ينطلق سليم كانت تصعد للمقعد المجاور تشير له بالانطلاق..
هتفت بتحد
لا..لازم الحق يزن.
هتلحقيه بإيه بضوافرك ولا بشراسة القطط دي!.
قهقهت بتهكم قائلة بفخر وهي تشير نحو رأسها ترمقه باستفزاز
بعقلي..وذكائي..من الافضل تمشي ومتضيعش فرصتنا اننا نلحقه.
ضغط سليم فوق المقود محاولا كبح جماح غضبه الذي تفاقم مجددا فلم يعد لديه أدنى فكرة في تحجيم المصائب التي تهطل فوق رأسه من جميع الجهات.
طرق زيدان باب شقة عمته ثم انتظر دقائق كان ينظر بها للباب بتحد ممزوج بالضيق لم فعلته.
فتحت الخادمة الباب وما إن رآته حتى فتحت فمها ترحب به فاستوقفها بسؤاله
عمتي فين!
جوا في التراس يابيه.
ونهى!
نايمة اصحهالك.
أجاب برفض ثم اتجه لداخل صوب التراس مباشرة تحت نظرات الخادمة المتعجبة منه
أنزلت ميرڤت ساقيها من على الاريكة بعدما كانت في حالة استجمام لكسب هدوئها حيث تسرب بسبب أفعال ابنتها الطائشة.
صدمت لوجوده ولكنها رحبت به بحفاوة ترتدي قناع الحب الزائف
نورت يا زيدان اتفضل يا حبيبي.
وضع يده في جيب سرواله متحدثا بنبرة صارمة وبصره ينظر في عمق عيناها الخبيثة
أنا مش جاي اضايف ولا اقعد معاكي هما كلمتين وماشي..أنا واخواتي خط أحمر متحاوليش تقفي قصادنا تاني ولا توقعي بينا..علشان رد فعلي هيزعلك سلام
أنهى حديثه ثم الټفت كي يغادر ولكنها أوقفته بدموع مصطنعه أجادت في التمثيل بها
ليه يا حبيبي بتقول كده ده أنا بحبكوا واتمنى...
رمقها بطرف عينه بكره قائلا
تتمنى نتفرق بس ده مش هيحصل ارتاحي أحسن ليكي ولينا.
غادر زيدان قبل أن يستمع لباقي حديثها المتلون بالبكاء المقهور حتى أنها كادت تقسم أنها لم تفعل شيء..وفور مغادرته نهائيا بصقت على الارض باشمئزاز
داهية تاخدكوا...مش تفرقكوا بس عكرت مزاجي.
اما زيدان فوصل أمام سيارته مطلقا لنفسه العنان للتنفس بعدما حبست أنفاسه رهن وجوده بالأعلى فكم يكره تواجده مع عمته وعائلتها بمكان واحد لم يعتاد على الكذب في مشاعره..لم يكن يوما منافقا..ووجوده معهم من قبل لأجل والده فقط..ولكن إن مس الامر سليم ويزن سيقف أمامها بالمرصاد.
اخرج هاتفه كي يتصل بوالدته يطمئن على صحتها فوجد رسالة من أنس يخبره بها أنها على المشارف الزواج من فتاة في منطقة شعبية عائلتها تعمل بالجزارة حيث اخطأ يزن وتمادى معها في الحديث ولم يكن يعرف أن ذلك مجرد فخ له.
استقل زيدان سيارته واتجه صوب اسكندرية في اقصى سرعة لديه محاولا الاتصال بسليم ولكن هاتفه كان مغلقا.
وصل سليم بعد عناء منه إلى المنطقة التي وصفها يزن برسالة نصية..اوقف السيارة وتابع حديثه لشمس يأمرها
اياكي تخرجي من هنا!.
فتحت الباب وهي تنظر له بتحد بات يكرهه وهبطت بعنفوان امرأة لن تهزم وتخضع من جديد له وخاصة ان ليس بينهما رابط كي تنصاع لأوامره...هبط سريعا خلفها جاذبا سلاحھ من الدرج الصغير بالسيارة واضعا إياه خلف ظهره..ثم انطلق بجانبه يحميها من نظرات لم تعجبه لمجموعه من الشباب واقفين على جانبي الطريق.
قبض فوق يد شمس بتملك فنفضت يده بعيدا في خفه ترمقه في استنكار وبصوت خاڤت أخبرته
مالكش الحق انك تمسكها احنا مطلقين.
أنهت حديثها بابتسامة واسعة تثير إغاظته رفع حاجبيه معا لشخصيتها التي تبدلت في ظرف أيام قليلة وكأنها تنتظر الشرارة لاشعال الفتيل والانطلاق نحو تمرد لا نهاية له.
وفي لمح البصر ظهر أمامهما رجلا يحمل سلاحا كبيرا لديه ملامح رجولية خشنة وكبيرة مفتول العضلات بطريقة مٹيرة للاشمئزاز..تراجعت شمس پخوف وأصبحت خلف سليم بعد أن كانت تتقدمه بثقة تامه.
ارفع ايدك..وهات اللي معاك من غير شوشرة.
رفع سليم يده لأعلى وبالفعل سلمه متعلقاته عدا سلاحھ واستغل تمسك شمس به من الخلف..همست له شمس بدهشة
سليم انت سلمت عادي كده فين الاكشن.
وانتي معايا ازاي!.
قالها بغيظ وهو يركز ببصره على الرجل الذي كان يعبث بمتعلقاته فقالت هي بسخرية
حجج فارغة.
اعطاه الرجل متعلقاته مرة أخرى وأشار إليه نحو طريق طويل آخره منزل المعلم قدري..وهو أب الفتاة التي سيتقدم يزن بالزواج بها.
سارت شمس خلفه بخطوات حذره والقلق يسود صدر سليم خوفا عليها وعلى أخيه فزفر بحنق وهو يصعد السلم المتهالك معانقا ليد شمس كي لا تتعثر وتسقط أرضا ويصيبها مكروه..
وصل سليم أمام شقة كبيرة فاندلعت الزغاريد ترحب به..اندهش وهو يراقب الجمع الكبير من الرجال والنساء..وتلقائيا عانق أصابعها بيده وسمحت هي بعدما شعرت باضطراب داهم معدتها نتيجة لتوترها.
اخو العريس وصل يا جماعة.
اندلعت الزغاريد مجددا..وبدأت الرجال يرحبوا به بحفاوة..فصاح أحدهم بسعادة بالغة
يا أهلا نورت