رواية سليم 17
التي سحرته بحبها.
أخيرا استطاعت منال اسكات يزن بعد بكائه الطويل لحاجته لوالديه شعرت بالحزن لحفيدها الضائع من غيرهما فحملت الذنب عليها وراحت تجلد نفسها في صمت تلجأ للبكاء كوسيلة تخفف بها تعذيب ذاتها.
لو استطاعت مواجهة سليم وإخراج ما في جوفها بشجاعة لكانت انتهت من عڈاب ضميرها والذي لم يكف عن جلدها بسبب قرارات اتخذتها في غفلة منها عما سيحدث لها في المستقبل لم تفكر حينها بمشاعر ولدها وما سيمر به من تخزين لاوجاع كان من الصعب التخلي عنها كانت تظن أن الزمن له سطوة في نسيانها ولكن يبدو أن هناك أمورا من الصعب ډفنها في وادي النسيان.
خرج محمد أخيرا من قوقعته ولمحها على حالتها التي لن تتغير أبدا فقال بنبرته الهادئة
خلصي نفسك من اللي انتي فيه واتكلمي مع ابنك.
رفعت وجهها تطالعه وعيونها تسرد انكسارها
اتكلم معاه في إيه ولا إيه..مش كفاية اللي هو فيه.
أنا خاېفة منه.
صړخت به بنبرة مچروحة فصمتت للحظات تستجمع هدوئها من وسط بكائها
خاېفة من كلامه اللي عارفة أنه أكيد هيجرحني ويعرفني قد إيه كنت قاسېة معاه..هبررله وقتها بإيه يا محمد.
باللي عيشته يا منال..بس تتكلمي تجاهلك لمشاعره بيجرحه..وتجاهله ليكي بيموتك ابدأي انتي قبل فوات الآوان.
أما محمد فعاد لقوقعته رافضا التدخل في حياة سليم مرة أخرى تاركا له حرية التصرف فدائما ولده مجبرا عن التخلي والتنازل..دائما كانت حياته مشاعه لهم وبسبب تدخلهم هدمت على عقيبها فبعد تفكير طويل قرر أن يلتزم الهدوء تاركا له حرية التصرف وإن احتاج نصيحته سيجده خير الصديق والسند.
دخلت نهى من باب الشقة تحمل حقائب بلاستيكية ذات ماركت شهيرة للثياب فقررت فجأة أن تغير من نمط ملابسها كي تجذب أنظار زيدان لها وتلك كانت محاولاتها التي لا تعلم عددها في جذب اهتمامه..
توقفت منيرة أمامها تعارضها بوجوم
أنتي يابت ياللي قالبه بوزك عليا مش ناوية تتعدلي.
رمقتها نهى بضيق وخطت بخطواتها نحو غرفتها فأوقفتها منيرة بصړاخها
استدارت نهى لها تطالعها بتهكم طفيف بعينيها بعدما تأكدت أن والدتها تحاول معرفة ما يحدث بمنزل خالها عن طريقها ورغم أنها تعلم أن العلاقة بينها وهي زيدان متوترة إلا أنها مازالت تحاول فراحت تغيظ والدتها
وقفت وكلمتك اهو.. أكيد عايزة تعرفي عنهم كل حاجة..بس لمعلوماتك وفري تعبك علشان مش هقولك.
يعني انتي عارفة ومش راضية تقوليلي يا .
هزت نهى كتفيها ببرود
اعرف ولا معرفش..موضوعي أنا وزيدان ميخصكيش.
اقتربت منيرة منها في لمح البصر تنهال عليها بالضړب والسباب ومن بين انفعالاتها الغاضبة كانت تردف بشراسة
أنا سايبكي بمزاجي يابت..بمزاااجي فاهمة ده أنا ادوسك انتي وقلبك تحت رجلي فاهمة ولا لا.
حاولت نهى الدفاع عن نفسها ضد هجوم والدتها العڼيف ولكنها فشلت فانصاعت لها كي تنجو من تحت يدها
فاهمة يا ماما..فاهمة.
دفعتها منيرة بغيظ وقوة نحو غرفتها تهتف بحدة
غوري من وشي داهية تقرفك انتي وسي زفت بتاعك اللي همنعه عنك قريب.
دخلت نهى غرفتها سريعا تغلقها باحكام خوف من والدتها ولكن الخۏف الكامن في حروفها التي كانت توضح تلميحها بابعاد زيدان عنها كان أكبر بكثير من الاذى الجسدى التي تلقته..لن تسمح بذلك مهما بلغ الأمر وتعقدت الاحداث من حولها..زيدان لها في نهاية المطاف.
جلست شمس بجانبه وهو يسير في طرق اسكندرية لا يقف في مكان كي يتحدثا رغم هدوئه واستكانة أنفاسه الهائجة من قبل دقائق عديدة..
لم تفهم سبب صمته الطويل ولم يعجبها عما بدر منه بحقها وحق طه.. ولكن لن تناقشه في ذلك الأمر..لأن النقاش يعيني فتح دفتر قصتهما من جديد وهي قد أغلقته من قبل.
لو سمحت اقف هنا لازم انزل.
قالتها شمس بعنفوان امرأة ذاقت مرارة الخذلان.
لم يقابل ردها بشيء بل تجاهله تماما وكأنها مثلا تهذي وهذا لم يعجبها قط فعادت تكرر جملتها في حنق
بقولك اقف هنا..
لم يعيرها أي اهتمام..بل استمر في قيادته بوجه خالي من أي مشاعر وكأنه أصبح إنسان آليا فجأة.
ابتسمت بتهكم وهي تقول
يعني أنت مش هتقف طيب.
قالتها في توعد وبدأت في فتح مقبض الباب في هياج..جعله ينتفض محذرا إياها
اهدي احسنلك.
التفتت له وهي تصرخ بوجهه غير عائبة له
كفاية صيغة الټهديد دي أنا مبقتش اخاڤ منك يا سليم..مبقتش اخاڤ.
أوقف السيارة جانبا ولكنه أغلق الباب رافضا محاولاتها في الخروج..قائلا بهدوء استفزها
ماشي مټخافيش..ارجعي لبيتك وابنك.
بيتي! أنا معرفش إلا بيت واحد وهو شقة أبويا غير كده معرفش.
قالتها بنبرة تحمل قهرا فعاد وصحح لها بصرامة
بيتك يا شمس هانم...بيتنا.
أشارت نحوه بدموع كادت أن تتساقط من مقلتيها بحسرة
بيتنا اللي انت هديته بطلاقك ليا جاي عايز مني احنا مبقاش بينا حاجة سيبني في حالي.
هرجعك.
قال كلمته سريعا يستعيد بها من قلبت كيانه في ظل غيابها المفاجئ له وأحدثت زالزل قويا داخله كاشفا له كم التصدعات التي كانت تختفي خلف قشرته الضعيفة.
ابتسمت ساخرة تنظر لملامحه التي كانت تصرخ بالاشتياق لها ولكنه كان صامتا يخشى التفوه به فتشدقت بتهكم مرير
بجد هترجعني..ده على أساس ان هوافق.
يعني إيه.
سألها بخشونة فأجابت بكبرياء
يعني لا يا سليم..مش أنا اللي هتنازل تاني انسى شمس القديمة مش هرجعلك.
قالت حديثها وفتحت الباب بالزر في غفلة منه فكان عقله سابحا في بحر عيناها المظلم.
هبطت من السيارة وركضت في الطريق تدخل بين السيارات الواقفة في إشارة المرور..تختفي بعيدا عنه كي لا يحاول اللحاق بها.
التمعت عيناه بشراسة إلى أن اختفت نهائيا أشعل المقود مرة أخرى يمضي بطريقه خلفها وهو يقسم على عودتها له مستخدما كل أسالبيه في كسر عنادها الجديد والذي بالطبع لن يأخذ منه وقت لأنه أمرا جديدا عليها.
بعد مرور عدة ساعات..
استيقظت ليال بتعب حاولت التركيز في ظل التشويش الذي أصاب بصرها فور أن فتحت عيناها..شعرت بآلام رأسها فوضعت يدها على مكان الألم تحاول أن تتحسسه بترو..انتبهت إلى صوت سيف الذي صدح فجأة في الغرفة يقول في هدوء
حاسبي علشان الخياطة.
سيف!.
تفوهت بأسمه في همس تام ولكنه أصاب قلبه بسهام الحب الحاړقة فتأهبت حواسه بشغف إلى ما بعد اسمه..ماذا سيكون! هل سيكون كلمة تكشف هوية مشاعرها اتجاهه..أم سيكون..
إيه اللي جابك ورايا!.
حقا هذا ما ستتفوه به! فظة وستظل هكذا لم يدري ماذا يقول فاكتفى بنظرات الضيق التي أرسلها له ابتسمت باستهزاء
أكيد أنت هتقول أنا اللي غلطانة علشان دخلت الحرامي البيت.
حرامي!!.
كرر كلمته بلا توقف..حتى أنه راح يقول في تهكم واضح من قواها
وطبعا حضرتك رفضتي تصوتي علشان قد إيه قوية ومفيش منك اتنين في البلد..علشان لو كان فيه أصلا كانت خربت.
كان يتوقع