رواية سليم 19
اللي متبهدل!.
تفاجئ من سرعتها في المجيء اعتدل في جلسته مشيرا لها بإغلاق الباب فحركت رأسها بالرفض قائلة في دلال أغاظه
مينفعش اقفله!.
اللي هقوله مينفعش فاطمة تسمعه.
كده لو فاطمة جت هنسمعها ونشوفها.
نبرة صوتها تشبه طفلة بلهاء تخطط مع صديقها لأمرا سرا...فتوسعت عيناه وهو يقول بنبرة مماثلة لها
بجد هنشوفها.
كادت أن تحرك رأسها بالإيجاب ولكنها لمحت سخريته فتراجعت تردف بغيظ
يابنتي كنت عايز ابدأ كلامي بطريقة تانية! انتي اللي بتجبريني لكده.
بجبرك لايه!.
هتفت بها بعدم فهم فحقا لم تفهم سبب طريقته المرتبكة تلك وكأنه طالب راسب اقدم على امتحان آخر يحدد مصيره.
ليال أنا....
صمتت وهي تتابعه فلمح وميض الشغف الممزوج بشراسة عيناها وهي تطالعه تراجع بقلق من رد فعل قد يهدم آماله.. ومع صمته ساعدته بقولها
ضيق عيناه وهو ينظر لها بضيق لما لا تعطيه فرصته في العثور على كلماته الضائعة منه زفر بخفه ثم عاد ليقول مجددا بنبرة واثقة
ليال أنا...
عاد الصمت يسيطر عليه حينما لمح الملل يسيطر على ملامحها حقا سيكون ردها عليه بهذه الطريقة لم يضع نفسه في خانة التكهنات! لم لا يختطفها ويهددها بالزواج منه ويتخلص من قلقه الزائد!.
ياريت اخطڤها واخلص!.
تساءلت بفضول الهب مشاعرها وهي تسأله
ټخطف مين!
أجاب بشراسة لم تعهدها منه
انتي..هخطفك انتي!.
تراجعت في الكرسي وهي تتشبث به حينما لمحت نبرة تشبه الاجرام تتردد في صوته
تخطفني ليه!
علشان اتجوزك.
رد ببساطة جعلت عقلها يزوغ ويفقد تركيزه للحظات وهي تشير نحوها پصدمة
تتجوزني أنا ليه!
علشان بحبك!.
لحظات من الصمت سيطرت على المكان بل سيطرت على عقليهما بعد اعترافه الذي خرج سهوا منه لم يكن يريد أن يعترف بهذه الطريقة التي لم تعبر عن مدى غرامه بها كي يؤثر بقرارها..ولم يكن يعلم أنها تخدرت نتيجة لاعترافه الصاډم لها.
حيث ڠرقت في بحر من المشاعر التي لا نهاية لها أخيرا فك شفراته بكلمة واحدة خرجت من ثغره لتصيب قلبها الغارق في ظلام سنين وفجأة داهمه شعاع ينير أجزائه التي كانت على وشك المۏت بعدما ظلت بين ثنايا الظلام طويلا.
أنا مكنتش عايز اطلب منك الجواز بالطريقة دي كنت مجهز كلام كتير مناسب أكتر بس هرب من دماغي بسببك!
زفر مهدئا نفسه ثم عاد وقال بنبرة خافته اخترقت كيانها
ليال..أنا بحبك.
وقعت الكلمة على مسامعها مجددا فكانت أشبه بانفجار قنبلة القت على منطقة حرب وأحدثت بعدها حالة من السكون التام..حولت بصرها له تطالعه كمن يلتقط النظرة الأخيرة قبل أن تصعد روحه للسماء وعندما ظهر بريق العشق بعينيه اعترفت لنفسها بأنه استطاع دك حصون قلبها المنيعة بل أنه أصبح نهاية المراد كعصفور حلق بجناحيه يبحث عن ملاذه الأخير.
ده أكيد الهدوء ما قبل العاصفة!.
فواصل حديثه بنبرة حانية يجذب انتباهها له
ليال معايا سمعاني!.
خرجت من حالتها الهادئة تطلب منه هدنة كي تستوعب حجم المفاجأة في اعترافه لها بهذه السهولة التي لم تتخيلها قط منه.
وليه أنا!
خرج سؤالا متعجبا منها حيث داهم عقلها أثناء اعترافه المهيب.
اللي بيحب حد مش محتاج أسباب علشان يحبه.
بس انت كنت على طول ضدي!.
قالتها بنبرة يتخللها الألم لم ذاقته من مرارة كلماته الموجعة لها فلم تستطع نسيانها حتى وهي في ظل خضم اللحظة الفريدة تلك!.
كنت بقومك..كنتي بتعملي حاجات كتير غلط وده طبيعي من خۏفي عليكي!.
هزت رأسها عدة مرات وكأنها تريد الخروج من هذا الحلم لتعود لواقعها المعتاد ولكن إصراره عليها بنبرته تلك تجعلها بمن يقف أمام باب يجهل ما خلفه.
أنا مش لاقي سبب إنك مصډومة كده!.
رفعت حاجبيها تسأله بتعجب
بجد!.
صمتت لبرهة ثم عادت تستكمل حديثها تذكره بأفعاله السابقة وكأنها تريد اغلاق قلبها الذي فتح على مصراعيه يستقبل مشاعره بصدر رحب
بجد فعلا مستغرب يا سيف أنت مفيش مرة عاملتني فيها بطريقة كويسة اخرهم امبارح انهي حب ده اللي بتتكلم عنه!.
انتي بتتكلمي بعجرفة كده ليه! انتي طايلة حد يعبرك.
توسعت عيناها پصدمة من رده الوقح فراحت تشير له بيدها بمعنى أترى طريقتك! فقاطعها وهو يشير بيده هو الآخر مرددا
انتي عايزة كده يعني عايزة طريقتي تبقى كده.
قالها بنبرة معاتبه فاستكانت وهي تجيب بشرود
مانا مش فاهمة حبك ده جه امتى وازاي!.
اوعدك اول ما اتجوزك هقولك كل حاجة!.
قطبت ما بين حاجبيها تسأله بغرابة
هو إيه جاب سيرة الجواز دلوقتي.
مانا هتجوزك النهاردة يا ليال!.
ضحكت ساخرة وهي تجيبه بعينيها بمعنى حقا فهز رأسه بإيجاب ونبرته تزداد قوة أخافتها من جنونه البادي في صوته
بجد هتجوزك النهاردة عمك جاي في الطريق وعزمت رجالة الحارة كلها والمأذون هيجي المغرب.
سخرت مجددا وهي ترمقه غير مصدقه جنونه
لا انت مچنون..صح أنت مچنون يا سيف.
ثم نهضت تقترب منه تهمس أمام عيناه المتعلقه بكل رد فعل يصدر منها معطيا لها أحقيتها في الصدمة متخذا التحضر طريقا في اعطائها مساحتها من باب شيئا من الديمقراطية!.
طب انت سخن يا سيف أصل مش طبيعي اللي انت بتقوله ده.
عقد حاجبيه بضجر من استمرارها في الحديث بهذا المنوال الذي قد يصيبه پجنون فعلي.
مش طبيعي ليه علشان بحبك!.
هزت رأسها وهي تستقيم بجسدها تطالعه بعناد
علشان انت قررت ان انت بتحبني وأننا نتجوز ومفكرتش تعرف قراري ايه.
فرد بتحد مماثل لها وإصرار جعلها متفاجئه من فظاظته في الحديث
بصي ماهو انتي وافقتي موافقتيش حبتيني محبتنيش انتي ليا وهتجوزك.
هزت رأسها بإيجاب مصطنع جعل كامل تركيزه ينصب عليها وخاصة مع نبرتها الجادة تلك
لا بص انت محتاج تروح مشوار مهم قبل ما تعمل اي حاجة هقولك فين أنت لازم تروح الصرايا الصفرة هما اللي هيقدورا يعالجوك ويرجعوك تاني لطبيبعتك.
أنهت حديثها وذهبت باتجاه الباب فاستوقفها وهو يضع يده على الباب يمنعها من الخروج حولت بصرها نحوه بتحد رافضة الخوض في معركة كلامية جديدة لن تجدي معها بشيء فحديثه يجعلها أشبه بقارعة طريق مهجور وهي لن تقبل بهذا الوضع بتاتا أما هو فكان يشملها بنظراته الچنونية والتي تحولت فجأة من الغموض لشيء اضطرب قلبها بسببه ومما زاد من خۏفها وجعلها تتراجع خطوة للخلف هو نبرة صوته الخبيثة التي كانت تخبرها بهوس سيطر عليه حينما رفضته بهذا الشكل المهين رغم توقعه لرد فعلها من قبل.
عندي حل أحسن أنا ممكن اخليكي متنفعيش لحد تاني غيري يا ليال إيه رأيك!
حقا تفاجئت من الجرأة المسيطرة عليه فلم يكن وقحا قبل هذا اليوم! صمتت أمامه ولم تقوى على الرد المناسب عليه فاستغل صمتها واستطرد حديثه ببؤس مزيف
انتي في الاخر اللي هتجبريني على كده وانا مش عايز اعمل معاكي كده يا ليال.
وعلى مقربه منه وعلى بعد انشات قليلة بينهما حتى