الإثنين 30 ديسمبر 2024

رواية سليم 25

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الوصول له بأي شكل ولكنه كان يعرقلها بمعاملته الجافة والصارمة التى تغاضت عنها وراحت تبرر له من الضغط النفسي الذي يمر به.
بينما في سيارة زيدان كان يشعر بمراجل تغلي بها مشاعره من تصرفات يزن التي ستوقعه في هاوية الظلام فهو كان يجاهد نسيانها حتى لا يتعلق بها بعدما لمست جزء بسيط من قلبه باهتمامها به ولعقلانيته ولاستحالة تقاربهما بسبب الاشواك التي زرعتها عمته بطريقهما أصر على الابتعاد.
انتبه لحديث والدته الحانق
خلاص يا محمد هسكت اهو ومش هسأل ايه جابها.
مالكيش حق اصلا انك تضايقي يا منال دي بنت اختي وتيجي زي ما هي عايزة.
قالها پغضب فردت بعصبية
اختك..اختك..نفسي مرة تشوف أختك على حقيقتها روحلها وهي هتصارحك بكرهها ليك قبلنا فوق من الوهم ده.
وقبل ان يتحدث محمد منفجرا بها ظهر صوت زيدان الصارم
ايه يا جماعة احنا رايحين فرح في إيه مش مكتوبلنا نفرح شوية.
صمتا على مضض وخاصة محمد أجل حديثه المعاتب لوقت أخر لن يفسد تجمعهم الذي افتقد إليه كثيرا بعدما توغل الفراق في قلوبهم وأصاب الجفاء مشاعرهم والعناد تملك من عقولهم في فترة زهقت روحه بها متمنيا أن يجمع شمل عائلته من جديد.
استعدت ليال للحفل القائم بالأسفل لم يكن بتخيلها أن يبذل سيف مجهوده حتى يظهر بهذا الشكل ورغم اعتراضها لم تكن تتخيل أنها ستشعر براحة وسعادة غير عادية وهي تنتظر ليلة زفافها التي انهزمت من أجلها أفكارها وجود أهل الحارة حولها عوضها كثيرا عن أمورا كانت تعتقد أنها ستكون وحدها بها لم تطلب منهم العون ولكن كانت مساعدتهم نابعة من صميمهم ظهر معدنهم الاصلي التي كانت غافلة عنه في ظل محاولاتها المستميتة للخروج من تلك المنطقة التي أدركت فيما بعد أنها لن تقدر على التأقلم بمكان آخر غيرها وكأنها سمكة لا تستطيع العيش خارج مياهها.
ربتت فوق يدها وكأنها تهدأ من قلقها ومشاعرها الخجولة التي ثارت حينما استمعت لصوت سيف المقبل نحوها ببذلته السوداء وشعره المصفف بعناية زاد من وسامة ملامحه.
ارتعشت ابتسامتها حينما انطلقت الزغاريد ومرت بعينيها على نسوة الحارة وابتسامتهم المحلقة في سماء السعادة بينما كانت تجاهد مشاعرها وسيف ينظر لها بحب وراحة شعر بها بعد رحلة طويلة من الاجهاد خاضها في طريقه ليحصل على جائزته في النهاية.
وبهمس اخبرها
هي الناس دي مش هتمشي.
ضحكت بخفة وقالت
لا هيفضلوا معانا.
يعني مش هسلم عليكي قبل ما ننزل الفرح.
مطت شفتيها واخبرته بأسف مصطنع
للأسف هتستنى.
واستنى ليه ما ممكن اعمل كده.
اقترب في غفلة منها وقبل رأسها قبلة طويلة ثم بعدها همس بجانب أذنها
الحمد لله على نعمة زيك.
خفق قلبها بقوة ولجم لسانها حيث فقدت قدرتها على التعبير أمام واقع كلماته المبعثرة لمشاعرها شعرت بيده تمتلك يدها في قبضته ثم انطلق نحو الأسفل تزامنا مع انطلاق الطبول بموسيقي شعبية..تنذر الفرقة الموسيقية بمجيء العروسين.
وبعد ساعات من الحفل واجواء الفرح بفقرات متتالية لم تفصل وانهاك سيف بالرقص مع رجال الحارة وليال التي كانت تقف فقط تصفق بخجل مع فتيات الحارة بينما كانت تجلس شمس كالصنم حينما حاوطها سليم بيده كي لا تحرك كتفيها حتى على الموسيقي محاوطا إياها وكأنها ستهرب منه فخرج صوتها أخيرا يعترض
سليم عايزة اتنفس زي باقي الناس دي.
ما تتنفسي هو أنا مانعك.
قالها باستنكار فردت عليه بضيق
طب ابعد بجد أنا نفسي اقف مع فاطمه هناك اسلم على العروسة حتى.
لا.
رد بصرامة فحاولت مجددا
طب اخد معايا نهى.
لا.
قالت
بحنق
كده كتير اوي..
ولكن بترت حديثها بقولها المتفاجئ
الله محمود الليثي هيغني.
رمقها سليم باشمئزاز من فرحتها وراح يمرر بصره على عائلته فوجد يزن يصفق بحرارة لأنس الذي كان يقف فوق الكرسي يرقص بحركات مثل الشباب التي دفعت سيف يرقص بما يسمى المطوة في حركة چنونية انفلتت من عقلانية صديقه جعلت سليم مصډوما عكس سعادة عائلته به.
فركت نهى يدها وهي تحاول أن تتحدث مع زيدان فقالت بنبرة رقيقة وهي تنظر له بهيام
زيدان انت زعلان مني.
رد بوجوم وهو يصارع مشاعره فلم تستحق بروده هذا
لا.
طيب ليه بتعاملني كده
أنا عادي يا نهى بس مركز مع الفرح شوية ركزي انتي كمان واتبسطي.
قالها بحدة خرجت منه سهوا فلم يعد قادرا على أن يعايش ذلك الضغط بسلاسة أرهقته 
ابتعد ببصره عنها فقابل نظرات سليم الجامدة والمتسائلة حول علاقته بنهى لم يجد نفسه سوى وهو يتحدث مع نهى مرة أخرى بلطف كان منبعه عناد معه والذي جهل سببه من الأساس.

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات