رواية سليم 27
على مين على أمي اللي عملت فيا كده من الاول ولا على اخواتي اللي استخسروا فيا اكمل تعليمي او حتى يشكروني ولا على ابويا اللي دايما كان ساكت ساكت لغاية ما زهقت من سكوته ولا على نفسي اللي استسلمت للمكانة اللي اتحطت فيها ورفضت إن اعيش احلامي عشان هما يعيشوا مستوى زي المستوى اللي ابويا كان معودهم عليه.
كانت نبرته توضح كم الضياع الذي يشعر به فحاول سيف أن يستدرك حجم السخط البادي عليه
قاطعه سليم بحزن
ده اللي مفكرينه بس سليم من جوه نفسه يرجع يعيش سنه واحلامه عايز يحس بحاجات اتحرم منها.
خلاص اللي فات ماټ وعمره ميرجع تاني شوف احلام جديدة تاني تحارب عشانها.
نفسي اخواتي يحبوني.
توقفت الكلمات على طرف لسان سيف وكل ما فعله هو أنه ربت فوق يد سليم والتزم الصمت التام مقررا أن يتحدث مع زيدان والتدخل لتقليص الفجوة بينهما مهمة إنقاذ صديقه من بقعة الچحيم المسيطرة عليه جعلته يخطط للقاء زيدان في أقرب وقت لم يعد صمته مناسبا في ظل تهور زيدان والذي چرح أخيه بسهام ڼارية واټهامات بشعة.
أغلق الباب ببطء ثم دخل غرفة والدته فوجدها جالسة على السرير تنظر لسقف الغرفة بشرود وعيناها لم تهدأ أبدا بل كانت متوهجة حمراء تقطر الدموع منها بلا توقف حمحم بصوت خشن وسألها رغم عنه فكانت الكلمات تتسابق مع مشاعره التي تريد تقيدها
حولت وجهها له وأشارت بالنفي بينما ملامحها على نفس الحالة فرك وجهه بقوة محاولا التماسك أمامها
حاولي تنامي وهتكوني كويسة.
أشارت له كي يجلس على الفراش دون أن تتحدث ترك مقبض الباب على مضض فلم يكن يريد التحدث بكلمة أخرى تنفذ بها أخر طاقته نفذ رغبتها المناقضة لصراع نفسه الملح بالهرب بعيدا لمكان لا يعلمه أحد.
خرجت أنفاسه دفعة واحدة بعد أن حبست للحظات أثناء أسفها المخالط لدموع الحسړة.
على إيه..أسفة على إيه!
نبرته المتسائلة لم تكن تحمل استفهام لعدم فهمه بل للقهر الذي غاص فيه للاستياء مشاعره من تأخيرها من ويلات الحزن التي تأصلت به منذ أن كان مراهقا يسعى لتحقيق حلمه مرورا بأمورا لم يعرف كيف مر بها وكيف انتهت..ولكنه يعرف تماما الأثر الذي ترك بقلبه ندوب لن تمحى أبدا حتى بتقديم الاعتذار!.
على كل حاجة يا بني أنت مكنتش تستاهل مني كده كنت بتعامل وأنا