رواية سليم 29
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
أنت بتستغل إن ايدي مکسورة!.
عاد يزن بظهره للخلف وهو يصفق لنفسه بحرارة
- دي النقطة كام يا زيدان بس سمعني عشان بحب اسمع خسارتك منك.
أغلق زيدان الشطرنج مردفا بغيظ
- قوم أنا غلطان إن قولتلك تقعد معايا أساسا.
رفع يزن جانب شفتيه بامتعاض
- وانت جاي تحس بغلطك دلوقتي ضيعت عليا ملايكة الرحمة الله يسامحك.
- اقطع دراعي إن ما كنت عارف اسمهم اصلا.
- أنا! ده أنا انسى أي حاجة الا اسمهم.
كرر زيدان خلفه بتهكم
- اسمهم...ايه يابني قلبك ده مرجيحة!.
حرك يزن يده بانسيابه لليمين ثم يعود بها لليسار
- رايحة جاية..جاية رايحة تنزل قطاقيط تطلع صواريخ.
توسعت أعين زيدان پصدمة منه ولوهله أحس أنه أخيه يعاني من الادمان المفرط للنساء لم يرى بحياته أحد مثله دخل سليم فجأة للغرفة فانتفض يزن وعاد لوقاره قائلا
رفع زيدان أحد حاجبيه ورمقه بټهديد مما جعل يزن ينتفض خارجا تابعه سليم بعدم فهم
- ماله ده شاف عفريت!.
- لا ده كان بيلم كرامته اللي كانت هتتبعتر دلوقتي.
- امممم وأنت عامل إيه كويس.
قالها سليم وهو يجلس فوق الكرسي المجاور للفراش كانت نبرته خالية من المشاعر فرد زيدان بنبرة تناقض تماما لنبرته فكانت ممزوجة بالحيرة والشقاء لأمرا أراد تحقيقه
حمحم وهو يسأله بصوت يخفي فيه القلق
- تعبان..محتاح تروح لدكتور.
وبصراحة لأول مرة تملكت منه استطاع التخلي أخيرا عن لجام لسانه بعد صراع طويل مع ذاته
- لا كنت محتاح اشوفك بس أنا تمام دلوقتي.
اندهش سليم منه فعبر عن ذهوله بسؤالا كان يتخلله شيء من القسۏة
- ليه مصر تقرب مني!
ابتلع لعابه وهو يجيب بعد تفكير قصير استغرقه في الصمت الذي لأول مرة كرهه سليم
مازالت القسۏة تعتلي صوته ولكنه كان يحتمي بها من علاقة كان يهابها
- عندك يزن...بلاش أنا.
حاول زيدان الضغط على نفسه بعد رفض سليم له ورد بإصرار أعجب سليم قليلا
- بس أنت غيره.
اعتلى ثغره بسمة ساخرة حاقدة عليه حيث قرر مصالحته بعد فوات الآوان
أجابه بيقين زعزع حصونه الوهمية بل تعرت نفسه أمام أخيه الملتاع لأنهاء ذلك الخلاف
- طول عمري عارفها بس أنت يا ترى عارف قيمة وجودي في حياتك ولا أنا زي الهوا!.
تحفز جسد زيدان وهو ينتظر إجابته التي كانت بمثابة القشة التي من الممكن أن تقصم ظهره
- امممم فعلا...
صمت للحظة تنهد بها ثم قال بصدق نابع منه
ارتاح صدره أخيرا من لوعته وابتسم وهو يقول باعتذار استحقه
- حقك عليا يا سليم مكنش قصدي ازعلك يوم مۏت بابا.
- طب واللي قبل كده!
رد بشراسة لعدم اقتناعه أنه أخطأ بحقه قبل ذلك الوقت هو مجرد فقط تلبسه العناد في كل مرة كان يواجهه
- أنت اللي كنت بتغلط فيا على فكرة.
نهض سليم وهو يربت بقوة فوق كتف زيدان قائلا بصلابة
- قالولي انك مبتعرفش تنام بسببي خلاص سامحتك.
ضحك زيدان بصفاء وهو يفتح ذراعيه
- طب فين الحضن الاخوي.
تركه سليم كالمشرد يفتح ذراعيه في الهواء ووقف على أعتاب الباب مردفا باشمئزاز
- متطلبش مني تاني حاجات تافهه.
رمش زيدان عدة مرات غير مستوعبا رده وقبل أن يغادر سليم ألقى بكلماته التي كانت تحمل تحذيرا خاڤتا وفي الأصل كان رجاءا من أخيه كي لا يجرحه مجددا
فقلبه لن يتحمل ندوب أخرى.
- زيدان حاول متجيش تاني على علاقتي بيك عشان المرة دي مش هسامحك.
غادر فورا واستمع بعدها لصوت زيدان المرتفع
- ده ټهديد ولا إيه!.
- اعتبره كده سلام.
رد ببرود جعل زيدان يضحك براحة بال بعدما أخيرا بدأت الفجوة بينهما تتقلص شيئا فشيء.
قراءة ممتعة
قد يكون الفصل القادم هو الأخير..ومن بعدها تبدأ الخاتمة