رواية خالد 23
بهدوء
أنا من يوم ماسابتنى لين ..مادخلتش الشقة دى..سافرت علطول..ولما رجعت ..صممت مبعدش صورها عنى ..عشان طول ما أنا شايفها ..الڼار اللى فى قلبى من ناحيتها مبتبردش..بالعكس..بتقيد أكتر وأكتر..وبكرهها أكتر.
نظرت إليه فى لهفة قائلة
بجد يامؤيد..بجد بتكرهها.
إبتسم قائلا
أد حبى ليها كرهتها ياشاهى.
ليتراجع بظهره يستند إلى الأريكة خلفه بكسل..شابكا أصابع كفيه وواضعا إياهم خلف رأسه..قائلا
نظرت إلى الأمام قائلة بنبرات يملؤها البغض
بكرهها عشان أخدتك منى..حققت معاك حلمى..مش بس خدت إسمك لأ خدت كمان مشاعرك..مكرهتش حد قبلها..ولو كانت فضلت على ذمتك مش بعيد كنت قټلتها ..لحقت هي نفسها منى وباعتك بسرعة..من غير ماتتأكد حتى.
من غير ماتتأكد من إيه
نظرت إليه بإضطراب قائلة
ها..لا..مفيش..قصدى يعنى من غير ماتتأكد من إنكوا ممكن تخلفوا ..ولا الأمل مستحيل فعلا.
عقد مؤيد حاجبيه فقد كادت أن تفصح عن بعض الحقيقة ولكنها تداركت نفسها فى اللحظة الأخيرة..كاد أن يقول شيئا ولكن رنين هاتفها المتواصل قاطعه..لتنظر إلى شاشته وتصيب ملامحها الإضطراب وهي تشير لمؤيد بالصمت مجيبة هاتفها قائلة
إستمعت إلى محدثها وهي تعقد حاجبيها بشدة قبل أن تقول بسرعة
تمام..أنا جاية حالا ومش هتأخر.
ثم أغلقت هاتفها وهي تنهض بسرعة تبحث عن معطفها وحقيبتها ليقول مؤيد وهو يعقد حاجبيه
رايحة فين
نظرت إليه قائلة
خالد طالبنى أروحله حالا.
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو يقول
إنتى مش قلتى إنه مسافر
أومأت برأسها قائلة
رجع وفى المستشفى.
جراله حاجة
نظرت إليه فى ريبة قائلة
يهمك أوى
تمالك مؤيد نفسه كي لا يثير شكها وهو يقول بلا مبالاة
مش أوى يعنى..بس عايز أطمن بس..مهما حصل ما بينا..فإحنا كلنا مع بعض عيش وملح.
قالت بسخرية
لأ فيك الخير الصراحة..عموما مش هو ..دى أخته.
سقط قلب مؤيد بين قدميه..وكادت أن تفضحه ملامحه الجزعة ولكن نظرات شاهيناز المتفحصة لملامحه جعلته يتمالك نفسه بيد من فولاذ..ليقول بلا مبالاة مصطنعة
ظهر الإرتياح على ملامح شاهيناز وهي تقول
لأ مش لين..دى ليلة..والظاهر حالتها صعبة..هو مقالش مالها..بس صوت خالد بيقول كدة.
رغم الإرتياح الذى غمر قلبه لمعرفته بأن لين بخير ..إلا أن معرفته أيضا بأن ليلة بخطړ..مزقت قلبه..فهو يحمل لتلك الرقيقة كل الإحترام والحب والتقدير..لذا فقد سمح لحزنه أن يظهر عليه وهو يقول
ظهرت الغيرة على صوت شاهيناز وهي تقول
إن شاء الله..سلام يامؤيد..وتتعوض.
نظر إليها مبتسما وهو يقول
ياريت..وفى أقرب وقت.
ليمسك كفها يرفعه إلى فمه يلثمه بنعومة قائلا
هتوحشينى.
إبتسمت قائلة بنعومة
هتوحشنى أكتر.
لترفع نفسها وتقبل وجنته بنعومة ثم تقول
سلام ياحبيبى.
وإلتفتت مغادرة يتابعها بعينيه حتى إختفت عن الأنظار..ليغلق الباب وهو يمسح وجنته بإشمئزاز قائلا پغضب
حقېرة فعلا..للأسف كان فاضل شوية وتعترفى بكل حاجة..بس النصيب بقى..معلش..تتعوض زي ما قلتى..وساعتها..هودعك وداع يليق بيكى ياشاهى.
ليعقد حاجبيه فجأة يتساءل عن حالة لين الآن عندما علمت بمرض أختها..هو يدرك أن لين قوية وتستطيع تحمل كل شئ..ولكنه يدرك أيضا حبها لعائلتها الذى سيضعفها الآن بالتأكيد مرض أحدهم..ليشعر بالتخبط ..ېتمزق بين نارين..أن يكون الآن بجوارها يساندها فى محنتها ويمنحها القوة..أو يتجاهلها تماما..وهذا ما لا يستطيع أن يفعله ..أبدا.
ضم خالد لين إلى صدره لتنساب عبراتها بصمت..يدركه من اهتزازات جسدها الضعيفة..ليربت على ظهرها قائلا
كدة أنا هزعل منك على فكرة..إحنا مش قلنا متعيطيش..وإن ليلة هتتعالج و هتبقى كويسة ..مش قلنا إنها محتاجة دعمنا مش بكانا.
خرجت لين من حضنه..تنظر إليه قائلة
ڠصب عنى ياخالد..مش قادرة أتخيلها وهي بتتألم..مش قادرة أتخيل بكرة لو العملية .....
صمتت