رواية خالد 27
حتى لا يبحث أكثر عن الحقيقة ..أما الآن فلا داع لذلك..ستخبره الحقيقة كاملة ما إن تراه مجددا..وستدع القدر يكتب النهاية لقصتها.
أفاقت من شرودها على صوت خالتها وهي تقول بحنان
بتفكرى فى إيه ياجورى
نظرت جورية إلى وجه خالتها الذى يظهر حنينها إلى جدها وحزنها منه من تلك العيون التى حاولت جاهدة أن تخفى عبراتها ولكن إنتفاخهما كان خير دليل على بكاءها..لتقول بحنان يمتزج بالحزن
نظرت إليه خالتها تدرك جيدا من تتحدث عنه جورية لتقول بصوت رغما عنها إمتلأ بالحزن
حتى لو واحشنى..مبقاش ينفع خلاص ياجورى..جدك قفلها فى وشى..عزيز محسش بية عمر بحاله ياجورى..أنا إتعذبت كتير وأنا جنبه..كان عندى أمل يحس بية ولما فقدت الأمل وخلاص السنين دى كلها عدت..قلت أهو كفاية أكون جنبه..يونسنى وأونسه..لكن فى الآخر يحولنى لحالة إنسانية بيعطف عليها..ويقولهالى فى وشى كدة..آسفة..ساعتها أدوس على قلبى أدام كرامتى..
بس إنتى عارفة إن الكلام ده مش صحيح..وعارفة إنه قاله فى لحظة ڠضب..إنتى متأكدة زي ما أنا متأكدة إن جدى بيعزك أوى ..أدى بالظبط ويمكن أكتر بس هو كدة على أد ما قلبه طيب بس فى غضبه بيخبط فى الكلام ومش بعيد يكون دلوقتى ندمان.
زفرت جليلة قائلة
ندمان ولا مش ندمان..قلتلك ياجورى مبقاش ينفع خلاص..اللى قاله جدك مش ممكن هقدر أنساه ولا....
ده رقم جدى.
ظهر الحزن فى عيون جليلة قائلة
ردى عليه ..ده مهما كان جدك..وأنا هقوم أسقى الزرع.
قالت جورية
إستنى بس...
قاطعتها جليلة قائلة بحزم
قلت هسقى الزرع ياجورى.
لتغادر بينما هزت جورية كتفيها بقلة حيلة قبل أن ترد على الهاتف..وما إن إستمعت إلى محدثها..حتى صړخت بجزع قائلة
إقترب خالد من لين التى تجلس فى الكافيتريا ..شاردة ..أمامها فنجال من القهوة الباردة..تتذكر آخر موقف كان بينها وبين مؤيد..وكلماته عن القهوة..لتبتسم فى مرارة..ثم تزيح الفنجال جانبا..لتنتفض على صوت أخيها وهو يقول بحنان
أنا قلت برده إنك مش هتشربيها.
نظرت إلى خالد الذى جلس أمامها قائلا
طلبتلك فنجال قهوة تانى معايا.
مش آن الأوان يالين..تفتحيلى قلبك وتقوليلى اللى جواكى..مش آن الأوان تعرفينى إيه اللى بيحصل فى حياتك بجد..مش الكلام اللى بتحاولى تقنعينى بيه من يوم ما رجعت..عشان بجد أحلى ميزة فى إخواتى..إنهم مبيعرفوش يكدبوا.
نظرت إلى عيون خالد الحانية تكاد أن تخبره بمكنون قلبها..ولكن ماذا تقولوكل ما ستقوله سيجعل أخاها غاضبا منها لإخفائها الحقيقة عنه كل تلك السنوات..بل وماذا سيكون رد فعله أيضا عندما يعلم أن من فرق بينها وبين مؤيد هي زوجته شاهينازبل ماذا سيفعل عندما يعلم بحقيقتها البشعةهي لا تستطيع المخاطرة بإخباره الآن..ربما عند عودتهما إلى القاهرة..وقتها..ستخبره بكل الحقيقة وتخرج مكنون صدرها الذى ېمزق قلبها تمزيقا..
لو بتفكرى تخبى علية تانى..فأحب أقولك إنى عرفت كل حاجة.
رفعت رأسها بسرعة تنظر إليه فى حيرة..ليومئ برأسه قائلا
أيوة عرفت..عرفت ليه سيبتى مؤيد..ومين اللى كان السبب فى اللى حصل..وعرفت كمان إيه اللى عمله مؤيد معاكى لما خطڤك ..أقولك عرفت إيه كمان
كانت لين تنظر إليه بدهشة من كلماته ..ليستطرد بصرامة
عرفت اللى هيخلينى أول ما أنزل مصر هطلق الأفعى اللى آويتها فى بيتى وأول ما غدرت غدرت بية وبإخواتى....هطلق شاهيناز يالين.
لتتسع عينا لين فى صدمة رغما