الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية خالد 31

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

باردا فلم يستطع وخرج مهتزا رغما عنه وهو يقول
المفاتيح.
مدت يدها إليه بهم ليأخذهم بهدوء..ثم يلتفت مغادرا ولكنه ما لبث أن توقف وهو يستدير إليها قائلا
مش هتيجى معايا أوصلك
هزت رأسها نفيا قائلة بصوت مخڼوق بالعبرات
ملوش لزوم..أنا حابة أقعد شوية ..وكدة كدة كانت سها جايالى آخر النهار ..هستناها.
هز رأسه بهدوء ثم غادر بخطوات سريعة..لتترك لين دموعها تتساقط بغزارة على وجنتيها..تشعر بالألم لفقدانه ربما للأبد..فقد أغلق كل السبل فى وجهها حين أخبرها أنها تشحذ الحب منه وأنه يكرهها..حقا كم هو مؤلم ذلك الشعور الذى ينتابها الآن..وهي تسمع صوت إنطلاق السيارة تعلن رحيل مؤيد عن حياتها تلك المرة للأبد..ولكن مع ضيق تنفسها ..أدركت أن هذا الألم الذى تشعر به فى صدرها ليس ألم نفسي بل هو ألم حقيقي..إهتزت وكادت تسقط..ولكنها تحاملت على نفسها لتصل إلى حقيبتها وتأخذ منها دواءها..ولكنها ما إن غادرت الحجرة حتى سقطت أرضا ولم تعد قدماها قادرتان على حملها لتدرك أنها الآن فى طريقها لفقدان حياتها ..لم يؤلمها أن ترحل عن تلك الدنيا فبعد رحيل مؤيد لا يوجد سبب لتعيش من أجله ولكن ما آلمها أنها حين حانت لحظة مۏتها
نظرت جورية إلى هذا الخاتم الفضي ذو الفص الأزرق اللامع والذى يشبه فى لونه لون عيون صاحبه..ټلعن غبائها الذى جعلها تترك خاتمه على الكومود فى زيارتها الأخيرة للكوخ الذى جددته بنفسها بعد الحريق..ليعود كالسابق تماما..ذلك الخاتم خاصته والذى أهداه إياها ليلة رحيلة منذ ما يقارب من أربعة سنوات..إنتفضت على صوت خالد وهو يقول
الخاتم بتاعى بيعمل إيه هنا ياجورى..جاوبينى ..ردى علية.
إنهارت جورية كلية وعيونها تغشاها الدموع..لتجلس على السرير خلفها..تطرق برأسها ..وهي تقول من بين دموعها المتساقطة
إنت اللى إديتهولى ليلة ما سافرت من أكتر من ٣ سنين..وقلتلى إنك بالخاتم ده بتربطنى بيك طول العمر..وإنى أحتفظ بيه لغاية ما ترجع وألبسهولك وإنت بتلبسنى دبلتك.
رفعت إليه عيناها تنظر إلى تلك الصدمة على ملامحه لتومئ برأسها قائلة بمرارة
أيوة إنت فهد..خطيبى وحبيبى..قابلتك من سنين..فى مستشفى الوادى..كنت عامل حاډثة و فاقد الذاكرة..سميتك فهد وجبتك هنا المزرعة..وإشتغلت فيها..وواحدة بواحدة قربنا من بعض بس عمرنا ما حكينا لبعض عن مشاعرنا لغاية قبل ما تسافر بيومين ..الكوخ اتحرق وانت أنقذتنى وساعتها إعترفتلى بحبك وطلبت إيدى من جدى..بس كان لازم عشان نتجوز تجيب ورق يثبت هويتك..سافرت مصر لظابط عرفته هنا فى الوادى ومن ساعتها مرجعتش..عشت على أطلال حبك..وبعدين بدأت أألف روايات وأحط عليها صورتك..وجوة الروايات دى كانت هناك حاجات من مواقف ياما حصلت بينا..لغاية ما قابلتك من تانى..وإنت عارف الباقى.
تأملها للحظات يدرك أن كلماتها تفسر له كل مامر به معها..ذكرياته معها والتى تتراءى له من وقت لآخر..مشاعره تجاهها منذ اللحظة الأولى للقاءهما من جديد والتى تجددت تلقائيا عندما تقرب منها..كل ما رآه فى عينيها وإحتار دوما فى تفسيره فقد تباينت مشاعرها ما بين عشق وشوق..عتاب وخوف..ألم دفين لم يفهم سببا له سوى الآن..وهو يشعر بألمها فى صدره..يهتز جسدها باكيا فيزلزل أركان قلبه حزنا..تتناهى إليه شهقاتها فيجد نفسه متقدما منها على الفور جاثيا على ركبتيه أمامها..ممسكا يديها لترفع عيونها إليه..عيون رغم حزنهما وتلك العبرات العالقة برموشها..إلا أنهما سحرتاه ليتأملهما قائلا بحنان
وليه خبيتى علية ليه مصارحتنيش
قالت بصوت متهدج
عشان خفت..خفت تفتكر مشاعرك ناحيتى..وتأثر على حياتك وعيلتك.
إبتسم قائلا
أولا جوازى كان مڼهار من الأول..وكدة كدة مكنتش هكمل فيه..سواء حبيتك أو لأ..خصوصا بعد اللى عرفته ..ثانيا ..من غير ما إفتكر كل اللى كان بينا فأنا وقعت فى حبك من

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات