الأربعاء 08 يناير 2025

رواية خالد 30

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

هو أنسب قرار ممكن تاخده.
ربت مؤيد على كتف خالد قائلا
معتقدش..أشوفك بخير ياخالد..هروح أودع ريم وأمشى علطول.
قال خالد بدهشة
إنت هتسافر باريس النهاردة
إبتسم مؤيد بهدوء وهو يقول 
لأ..لسة هلغى كل حاجة فى إسكندرية الأول..فهسافر بكرة إسكندرية أخلص كل حاجة وبعدين هسافر على باريس علطول.
إبتسم خالد قائلا
ربنا يوفقك يامؤيد.
إبتسم مؤيد إبتسامة باهتة ثم تركه مغادرا بخطوات سريعة ..لينظر خالد فى إثره قبل أن يتنهد ويذهب فى الطريق المعاكس ليستنشق بعض الهواء ..فقط يريد بعض الهواء ..يشعر بالإختناق لما آلت إليه الأمور ..يود لو إختلفت تلك الأمور قليلا..ولكنه القدر..وهو نفسه ذلك القدر الذى سيحمله فى الغد إلى محبوبته ليريح قلبه المعذب فى بعدها ويفضى لها بمكنون صدره..
بينما تابعت عيون تحمل العشق والإصرار مؤيد وهو يودع طفلته بعيون غشيتها الدموع..لتهز رأسها تنوى تغيير خططه كلية بعد أن إستمعت لحديثه مع أخيها لتقول بهمس وإصرار
مش ممكن هكرر غلطة زمان وأسيبك تمشى من غير ما أصارحك باللى جوايا يامؤيد..وساعتها القرار هيكون فى إيدك ياتقتلنى پسكينة بعدك.. ياترحمنى وتسيبنى أعيش.
قال خالد لليلة عندما رآها تغلق هاتفها وهي تزفر بعمق 
لسة بتتصل بيكى
قالت ليلة بحنق
أيوة ولسة مبردش عليها زي ما قلتلى وعلى فكرة ده هيقلقها ومش بعيد يجيبها القاهرة.
قال خالد بغموض
مش هتلحق.
إتسعت عينا ليلة بفرح قائلا
هتسافرلها ...صح
إبتسم قائلا
بكرة الصبح علطول..مش هوصيكى على ريم..خدى بالك منها إنتى ولين..
إتسعت إبتسامتها قائلة
فى عينينا ياخالد..متنساش توصل سلامى ليها ومترجعش من غيرها.
إتسعت إبتسامته وهو يقول بعزم
هيحصل ياليلة..هيحصل.
إقترب خالد من طفلته النائمة بهدوء..نعم طفلته ..يدرك أن الأبوة ليست بالجينات ولكنها بالشعور..لقد ولدت على يديه..وكان بجوارها أثناء نشأتها..يوم بيوم وسنة بسنة..حتى عندما أفاق من غيبوبته فى تلك المستشفى ..ورغم تخبطه من إدراكه بمرور عام كامل لا يدرى كيف مر وهل كان فى الغيبوبة طوال ذلك العام أم كيف مر عليه دون أن يدرى أو يعلم أحد فى المستشفى عنه شيئا ..إلا أنه ترك تخبطه وأفكاره على جنب وهو يسرع إلى المنزل..يفتقد بشدة رؤية طفلته الحبيبة ريم..تلك التى لم تفارق صورتها خياله طوال الطريق ولم يشعر بالراحة أبدا حتى ضمھا بين حضنه..يشبع توقه إليها..
عاد من رحلة الذكريات إلى أرض الواقع وهو يتأمل ملامح ريم الجميلة..يرى الآن تشابه ذقنها مع ذقن أباها..أما باقى ملامحها فتشبه أمها بشدة..تنهد قائلا بحزن
إنتى بنتى ياريم..مهما حصل هتفضلى بنتى ياحبيبتى.
ثم دثرها بحنان ومال مقبلا جبهتها برقة ليعتدل ويراها تنظر إليه بعيونها الدخانية الجميلة بنظرة حزينة دامعة..جلس على الفور بقربها قائلا
مالك ياقلب بابى فيكى إيه
إعتدلت جالسة وهي تقول له بصوت متهدج
إنت مقلتش الحقيقة يابابى ..خبيت علية ..صح
نظر إلى عمق عينيها فى وجل قائلا
خبيت عليكى إيه ياحبيبتى
قالت ريم بحزن
قلتلى مامى سافرت..بس مامى مسافرتش..صح
لم يستطع أن ېكذب عليها مجددا ..خاصة وهي ترمقه بتلك النظرة ليومئ برأسه فى هدوء..لتستطرد ريم قائلة
مامى ماټت وراحت عند ربنا زي ماسمعت دادة فريدة وهي بتقول لدادة سناء ..مامى ماټت زي مامة نودى صاحبتى..صح يابابى
أومأ برأسه مجددا لتنهمر الدموع من عينيها قائلة
يعنى أنا مش هشوفها تانى يابابى..ومش هلعب معاهامش هتقولى تانى ياأميرتى الحلوة
ضمھا خالد بين ذراعيه بسرعة..يربت عل رأسها بحنان وهو يقول بحزن
مامى فى مكان أحسن ياحبيبتى وأنا هنا..مش هسيبك..هكون ليكى مامى وبابى..هلعب معاكى وهقولك كمان ياأميرتى الحلوة.
ثم أخرجها من حضنه ناظرا إلى عينيها بثبات وهو يقول
مش أنا بس..آنطى ليلة وآنطى لين وآنطى جورية كمان..كلنا جنبك ومعاكى ومش هنسيبك أبدا.
ليصمت لثانية يتأكد من إستيعاب
طفلته لكلماته قبل أن يستطرد قائلا
أنا عارف إنك زعلانة ياريم..عشان مامى

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات