رواية خالد 30
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
مش معانا..بس لازم تعرفى إن كلنا فى يوم من الأيام هنروح لربنا احنا كمان..هي دى الدنيا ياريم..كلنا ھنموت..وهنتجمع تانى فى الجنة وعشان تكونى مع مامى وبابى فى الجنة لازم تكونى بنوتة طيوبة وتسمعى الكلام..اوعدينى ياريم..اوعدينى إنك هتكونى بنت بابى الشاطرة اللى هتسمع الكلام.
قالت ريم بصوت ضعيف
أوعدك يابابى.
مد خالد يديه يمسح دموع ريم وهو يقول بحنان
عقدت ريم حاجبيها قائلة
مسافر فين يابابى
إبتسم قائلا
هسافر أجيب مس جورية تعيش معانا ياريمو..إيه رأيك
شعت عيون ريم بالسعادة وهي تقول
ياريت يابابى ياريت.
إبتسم ليقبلها فى جبهتها مجددا ثم يقول
طب نامى بقى وإسمعى كلام عماتك وأنا مسافر..عشان أرجع بسرعة ومتأخرش..إتفقنا
بابى.
إلتفت إليها بتساؤل لتستطرد قائلة
متنساش تدعى لمامى بالرحمة..وتقول الله يرحمك يامامة ريم ..مس سوزان قالت لنا نقول كدة لما مامة نودى ماټت..وقالت إن الدعاء ليهم بالرحمة حاجة حلوة وبتسعدهم وتعرفهم إن إحنا كمان بنحبهم.
ربنا يرحمها ياريم..ربنا يرحمها.
إبتسمت ريم قبل أن تغمض عينيها ويدرك خالد أنها نامت على الفور من إنتظام أنفاسها..ليبتسم بحنان وهو يهز رأسه يمنة ويسارا قبل أن يغادر الحجرة مغلقا بابها......فى هدوء.
قالت سها بإبتسامة
كدة تمام أوى..أنا مش عارفة أشكرك إزاي يانبيل.
قال نبيل بمزاح
حد يشكر جوزه ياهبلة
بس متقولش هبلة.
قال نبيل بسرعة
خلاص ياستى متزعليش..حقك علية..وبعدين بتشكرينى على إيهده أنا المستفيد الأول من تجميعهم مع بعض وتصفية أي خلاف ما بينهم..ما إنتى مأجلة فرحنا لغاية مايرجعوا لبعض..وأنا نفسى يجمعنى بيكى بيت..يالهووووى..أنا خلاص ياسها مبقتش قادر.
إحمر وجهها خجلا وهي تقول
قال نبيل
ما أنا صابر أهو..هو أنا إتكلمت
ضحكت سها برقة..ليتنهد نبيل قائلا
ضحكتك حلوة أوى ياسها.
إحمر وجه سها خجلا وهي تنظر إلى وجه لين الحائر لتقول بإرتباك
طيب أنا ..يعنى..هقفل معاك دلوقتى..وهبقى أكلمك بعدين..سلام.
إبتسم قائلا
سلام.
أغلقت الهاتف..لتقول لها لين بلهفة
ها ..إيه الأخبار
العربية هتيجى تاخد مؤيد الساعة عشرة الصبح..متقلقيش ..كل حاجة زي ما طلبتيها بالظبط.
تنهدت لين بإرتياح وهي تتراجع فى مقعدها تلمع عيناها بقوة قائلة بإبتسامة
كدة حلو أوى..باقى ساعات ونبتدى اللعب بجد..وياأنا ياإنت يامؤيد ياحسينى.
كانت جورية تجلس فى الحديقة ..تمسك دفتر رسوماتها..ترسم على تلك الورقة ملامح خالد..وهو يودعها فى المطار فى آخر لقاء جمعهما..نظرت إلى تلك الصورة بحنين إلى مالك فؤادها الذى تجسد الصورة ملامحه وكأنها حية..ليست فقط كملامح ولكن كتعبير وشعور أيضا..لتمد يدها وتقطع تلك الصورة من الدفتر..تمسكها بين يديها..تلاحظ نظرته إليها والتى حملت الكثير من المشاعر..تبا.. كم تجعلها تلك النظرة تتوق إليه..وتشعل قلبها قلقا عليه أيضا..خاصة وأن ليلة لا ترد على مكالماتها منذ أيام..وكذلك فراس..تخشى بكل ذرة فى كيانها أن يكون مكروها قد أصاب خالد أو أصاب أخته ليلة وهي بعيدة عنهما لا تدرى ماذا يحدث لهما..تمتمت پألم
وحشتنى أوى..وڠصب عنى مش قادرة أجيلك..خاېفة ..معرفش ليه
لتمد يدها تمسح بسبابتها على ملامحه بالصورة قائلة بعشق
ياريت كان المكان غير المكان والزمان غير الزمان..مكنتش هبعد عنك أبدا ياخالد..لكن دلوقتى ڠصب عنى لازم أبعد وڠصب عنى هقطع صورتك بإيدى وأمحيك من حياتى كمان.
كادت أن تقطع الصورة إلى نصفين..حين إستوقفتها يد رجولية وضعت على يدها..وصاحبها يقول بصوت حنون
وأهون عليكى برده
إنتفضت جورية تنظر إلى الخلف پصدمة لتنهض ببطئ وهي تراه يقف أمامها ..يطالعها بشوق..بعشق
ظهر فى ملامحه..لتتأمله بدورها فى شوق..مالبثت أن نفضته عنها وهي تتمالك نفسها قائلة
خالد.
إبتسم قائلا
قلب
خالد.
تلفتت حولها بسرعة ترى إن كان أحد غيرهما فى المكان أو كان جدها بالقرب منهما..وعندما تأكدت من خلو المكان من الناس..نظرت إليه بسرعة قائلة
إنت لازم تمشى بسرعة من هنا..أنا مش عايزة جدى يشوفك هنا.
جلس خالد على الكرسي أمامها قائلا بإبتسامة كبيرة
بس أنا عايزه يشوفنا..أنا أصلا جاي مخصوص عشانه.
عقدت جورية حاجبيها بحيرة قائلة
قصدك إيه..أنا مش فاهمة حاجة
إبتسم وهو يتراجع فى مقعده يضم كلتا يديه خلف رأسه مغمضا عينيه قائلا بإسترخاء
قصدى واضح ياجورى..أنا جاي النهاردة لجدك مخصوص..
ليفتح عينيه وهو يهز حاجبيه صعودا وهبوطا..مستطردا بإبتسامة واسعة
عشان أطلب إيدك منه ياحبيبتى.
لتتسع عينا جورية فى.... صدمة.
قال مؤيد بحزن
يعنى برده مصمم متسافرش معايا يانبيل
قال نبيل
إنت عارف يامؤيد ..حياتى كلها بقت هنا..شغلى ..وسها..مبقاش ينفع أسافر تانى ياصاحبى.
اومأ مؤيد برأسه قائلا
ربنا يوفقك يانبيل..عموما ابقى طمنى عليك واعزمنى على الفرح..أكيد هاجى.
قال نبيل بإبتسامة
وفرحى مش هيكون فرح من غيرك يامؤيد..أكيد هستناك ياصاحبى..بس إنت ليه محسسنى إنى مش هشوفك قبل ما تسافر ..ماأنا هجيلك اسكندرية بس لما أشوف والد سها عايزنى ليه.
قال مؤيد
عادى يانبيل ..أهو بودعك إحتياطى جايز متعرفش تجيلى إسكندرية.
قال نبيل
لأ جايلك متقلقش..هتوحشنى ياصاحبى.
إحتضنه نبيل فضمھ مؤيد بدوره قبل أن يبتعد عنه مؤيد و يصعد إلى السيارة..ملوحا له بإبتسامة لتبتعد السيارة بسرعة.
أطرق مؤيد برأسه حزنا..يعلم أنه يبتعد عن كل أحبته وكل من إهتم لأمرهم..فى البداية لين ثم ريم..والآن نبيل..ليتساءل فى صمت ..هل قراره بالهروب من الماضى هو قرارا صائباأم أنه يحتاج إلى إعادة حساباته من جديد..ربما عليه العودة و التريث فى هذا القرار ..أو ربما عليه المضي قدما فيما إنتوى أن يفعله..زفر بحنق..فالآن لا يدرى ماذا يفعلرفع رأسه ينظر من نافذة السيارة..ليعقد حاجبيه بشدة عندما إتضح له أن هذا الطريق لا يؤدى إلى الإسكندرية ..مطلقا ..ليقول للسائق بحدة
إنت واخدنى على فين
توقف السائق بالسيارة على جنب ثم أزال قبعته.. ليتهادى شعرها الأحمر الڼاري خلف ظهرها وهي تلتفت إليه قائلة بإبتسامة
على الجنة ياحبيبى.
إتسعت عينا مؤيد فى صدمة وقبل أن يستوعب تلك الصدمة..وجدها توجه علبة إلى وجهه لينطلق منها رذاذا..جعل الدنيا تلف من حوله..ليتفوه بإسمها فى ضعف..قبل أن تسود الدنيا من حوله تماما..لتتأمله هي بإبتسامة حانية قبل أن تنطلق بسرعة إلى وجهتها.