رواية ندي الفصول من 1-10
محلات البقالة ووقفت تهتف بابتسامة خاڤتة من الإرهاق
_ ازيك يا أم سلامة
رفعت السيدة نظرها إلى مهرة وطالعتها بعين ثاقبة ثم وقفت وقالت بهدوء
_ نحمدو .. أخبار الحجة فوزية إيه
مهرة بإيجاز وهي تخرج حقيبتها الصغيرة
_ كويسة الحمدلله .. اديني كيلو رز يا أم سلامة
تحركت السيدة خطوتين في محلها الصغير
_ ألا صحيح يابت يامهرة اللي عملتيه مع صابر الأعور ده !
رمقتها مهرة بابتسامة صفراء ومثلجة بينما الأخرى استكملت بخبث أشد
غلط أنا اقطع لسان كل واحد يقول كلمة وحشة عنك
اختفت ابتسامتها وتحولت نظراتها المثلجة إلى نيران متوهجة وتشنجت عضلات وجهها حتى أصبح وجهها اللطيف مرعبا وخرج صوتها شبه عاليا بانفعال هادر
رفعت السيدة ذراعيها لأعلى وصړخت باعلى صوتها صائحة باستهزاء وڠضب
_ بقى أنا خرفانة يابنت حليمة الشحاتة .. لكن هقول إيه ماهو صحيح تربية والدور والباقي على الحجة فوزية اللي معرفتش تربي بنت ابنها
_ خلاص يامهرة
صړخت مهرة باعلى صوتها محدثة أم سلامة وهي تحاول التملص منها
_ طاب إيه رأيك أنا هوريكي التربية اللي على حق
_ عارفة لو سيرة أمي جات على لسانك ال ده تاني هكون قطعهولك أصل إنتي ست عايبة وبجحة ومفيس راجل عرف يحكمك
هرولت سيدات المنطقة كلهم وابعدوا مهرة عنها وهم يصرخوا بها بأن تتوقف بينما ام سلامة فصفقت بيديها بأسلوب منحدر وهي تهتف ضاحكة
صاحت بها سيدة متقدمة في العمر
_ جرا إيه يا أم سلامة .. كفاية خلاص ميصحش اللي بيتعمليه ده
ثم أمسكت بذراع مهرة تجذبها معها عنوة إلى خارج الحشد الذي تجمع على أثر المشاجرة العڼيفة بينما مهرة فكانت عبارة عن قنبلة موقوتة والسيدة التي تمسك بها هامسة في خفوت ولطف محاولة تهدئتها
_ خلاص يابنتي اهدي وسيبك من كلام بدرية ما إنتي عارفة هي كدا بتحب تنكش في اللي رايح وجاي وتتخانق مع أي حد
مهرة بحړقة
_ إنتي مسمعتهاش بتقولي إيه ياحجة أمينة !
_ سمعتها يابنتي بس انتي غلطانة مكنش ينفع تردي عليها أصلا وكنتي سبتيها ومشيتي
_ يعني تغلط فيا وفي أهلي واسكتلها !!
هرول إحد الأطفال خلفها وهو يحمل أكياسها ويقول بحب بريء
_ خدي يامهرة الكياس بتاعتك ومتزعليش نفسك دي ست شعنونة
هتفت أمينة بحزم وهي تجاهد في إخفاء ابتسامتها
_ هات الكياس دي وامشي ياولا بلاش لسان طويل
جذبت منه الأكياس واعطتها لمهرة وهي تقول بحنو وعذوبة
_ خدي يلا يامهرة وروحي لجدتك يابنتي وفكي وشك كدا عشان فوزية متحسش بحاجة لأحسن ممكن يجرالها حاجة لو عرفت باللي حصل
مهرة بابتسامة جميلة وهادئة
_ حاضر ياحجة أمينة اطمني أكيد مش هقولها .. وشكرا بجد
_ إنتي زي بنتي يامهرة متقوليش كدا
اقتربت منها مهرة وعانقتها بود ثم التقطت الأكياس منها وسارت متجهة نحو منزلها وهي تشد على محابس دموعها فما سمعته كان ثقيل جدا رغم أنها أظهرت القوة أمام الجميع .
داخل مقر شركة أل الشافعي تحديدا بمكتب عدنان ......
يجلس على الأريكة الصغيرة المتوسطة في منتصف الغرفة وأمامه على منضدة قصيرة مجموعة من الملفات والأوراق الخاصة بالعمل منشغلا بها ومنكبا عليها منذ أن جاء .. يرتدي نظارته الطبية الخاصة بالقراءة ويمسك بيده قلم فخم يعمل به في تركيز انفتح الباب بهدوء بسيط وحرص من السكرتيرة الخاصة به التي كانت تحمل كوب قهوة له واقتربت منه دون أن تتفوه ببنت شفة بعدما أخذت التعليمات بعدم مقاطعته بتاتا أثناء العمل حتى لا تنل من بطشه نصيبا انحنت جزعة للأمام ووضعت الكوب بجواره على المنضدة ثم انتصبت في وقفتها وهمت بالاستدارة والرحيل لولا صوته الغليظ وهو يسأل دون أن يرفع نظره عن