رواية سهام من الخامس عشر للسادس وعشرون
محتاجه يامهرة
فتمتمت بنبرة خاڤتة
بتحاول تقنعني
فضحك وهو مستمع بتلك اللحظه متعجبا من سكونها الذي يعلم أنه هينتهي بلداعة لسانها
اكيد بحاول اقنعك بالعقل يامهرة انا معنديش مشكله انك تحققي طموحك في المحاماه تعملي دراسات بالعكس هشجعك
فوجدها ترفع عيناها نحو غير مصدقه
بجد
فتمتم بمرح
وتابع بحنان وهو يمسد علي ظهرها
نجاحك من نجاحي انا ديكتاتور اه زي اي راجل شرقي في حاجات معينه بس في حاجات تانيه لاء
لتتسأل وهي غائبة معه في تلك اللحظه الي الآن تظن انها تحلم فهل هذا حقا جاسم الشرقاوي الرجل الذي عاشرته من خلال عملها معه
زي ايه
فطالعها مستفهما وعيناه مركزه علي عينيها التي تلمع بوميض عجيب
فعادت تستكين بوداعة بين ذراعيه مما اثار دهشته
ايه اللي حاجات اللي هتقف معايا فيها ومش هتكون ديكتاتور
فأبتسم وهو يضع بذقنه علي قمة رأسها
زي أحلامك يامهرة طموحك رأيك مدام صح مش مجرد عند وتمرد
فأتسعت ابتسامته أكثر وقد شعرت انها تريد ات تغفو
فسمعها وهي تتثاوب
مهرة انتي هتنامي
أنت ازاي حضنتني
فأنفجر ضاحكا
ده علي اساس ان حضڼي مكنش عجبك
لترتبك من حديثه ونظراته تلوم نفسها علي ضعفها وأشاحت عيناها بعيدا عنه عائدة إلي نفس السؤال
هشتغل في المكتب بتاعي وهسيب محل البقالة لشيكا
فرفع حاجبيه بتعجب
مين شيكا ده
شيكا جارنا في المنطقه هبقي أعرفك عليه
شعر باليأس منها وتنهد بضيق متذكرا حسين
مدام عايزه تشتغلي تعالي امسكي الشئون القانونية عندي
لتهتف بصياح
شغل تاني معاك لاء انت راجل ديكتاتور في شغلك
وكأن اليوم هو يوم الضحك فأشار علي نفسه
انا ديكتاتور يامهرة
فحركت كتفيها بلامبالاة
فتهكم وهو يتذكر مكتبها الذي يعد حجرة ضيقها صغيره ويعلم أن موكلينها في القضايا ما هم الا اهل منطقتها البسطاء
مكتبك اللي شبه جحر الفار ده عمل حر
وحرك رأسه بيأس لتتجمد عيناها بضيق من سخريته
بتتريق عليا علي العموم نفذ وعدك ومتقفش قدام أحلامي وطموحاتي
لينظر في ساعته غير مصدقا ان حديثهم طال لتلك الدرجه فتنهد بتعب وهو يكتم صوت رنين الهاتف
اه شوفي لأول مره بسببك هتأخر علي إجتماع
ومسح وجهه بأرهاق من مجادلتها والسير مع طريقة تفكيرها وطالعها بهدوء
مدام رافضه الشغل معايا ادربي مع أستاذ فؤاد في المكتب بتاعه وبعدها هفتحلك مكتب كبير في اي مكان تشاوري عليه
اغراه اقتراحها حتي ان عيناها قد لمعت بسعاده ولكن تذكرت هدفها السامي من مهنتها هي لا تريد المال ولا الشهرة هي تريد ان تساعد الناس ومن كانت تحي وسطهم تقف بجانب المظلوم الضائع حقه وسط عالم ملئ بالحيتان وإذا ذهبت لعالم جاسم لن تحقق كل ماحلمت به
انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد بس هفتح مكتبي اللي تريقة عليه وسميته حجر الفار
وضغطت علي عباراتها الاخيره وهي تحدق به بتمرد
ليزفر جاسم أنفاسه متنهدا بقوه
وانا موافق يامهرة وواثق فيكي
لم تفهم معني عباراته الأخيره رغم ان مغزاها كان واضح وهو حبها لحسين الذي مازال مقيما مع والديه ولم يسافر بعد
وأتسعت عيناه ثم ضحك وهو يسمعها تهتف بحماس
والله انت راجل عسل وهبدء اغير وجهت نظري عنك
ليرحل جاسم من أمامها قبل ان ينفذ مخزون صبره منها
الصبر يارب
لتحدق في خطاه متمته
انا قولت حاجه غلط
وألتفت نحو المائدة التي تحتوي علي فطار صحي ولذيذ كانت تظنه انه في المسلسلات فقط وتذوقت المربي هاتفة
المربي بتاعتهم طعمها غريب اكيد مستورده
كانت ريم تحمل الكثير من الملفات وتسير بها نحو أحد الأقسام
لا تعلم لما مديرتها غليظة معها في التعامل منذ ان انضمت للقسم الخاص بالمحاسبه والمعاملات المالية بالشركة زملائها يتعجبون من هيئتها البسيطه ومن دخولها للعمل في شركة ضخمة دون ان تكون مؤهله فهي من وجهة نظرهم لا تستحق هذا العمل وكأن الأرزاق توزع علي مؤهلاتك او هيئتك
وسقط منها ملف لتنحي لتجلبه ولحظها العثر سقطوا باقية الملفات لتلتقطهم سريعا ونظرات بعض الموظفين تخترقها واكمل حظها اليوم
ان يمر كل من جاسم وياسر من جانبها فهذا الدور
ليقف جاسم ينظر لها بجمود فترتبك من نظراته وانصرف ليطالعها ياسر ببرود
بتمشي في الشركه اما تخبطي في حد او توقعي حاجه
وتقدم نحو جاسم الذي سأله عن هويتها واي قسم كي ينذر مديرها لتنتبه فيما بعد
مش عارف بصراحه بس تقريبا الملفات كانت محاسبات مالية ممكن تكون موظفه جديده في الحسابات
فوقف جاسم أمام المصعد وهو يحرك رأسه بتفهم
اتجهت إليه في وقت استراحة العمل لتجده جالس بأسترخاء يضحك علي حديث مشيرة التي ما ان انفتح باب الغرفة ابتسمت بمكر
المدام باين عليها بتحبك اوي يابشمهندس
ليبتسم كريم لزوجته التي وقفت تحدق بهم بجمود وارخت ملامحها سريعا حتي لا تفسر مشيرة انها تخشاها فمن نصايح مهرة لها التي لا تعلم من اين تأتي بالنصائح تلك ان لا تجعل