رواية اسر كاملة
انا بقى هخليكي في قليل الأدب ده.. سبحان الله العظيم بعد منتصف الليل..بتمام الساعة الواحدة ليلا.. استيقظت حميدة على صوت هاتفها..اعتدلت بالفراش وأرتدت نظارتها دون أن تلقي اهتمام على شعرها المشعث بفوضى..اجابت ايوة تلقت صوت أبيها الحاد ايوة يا حميدة الواد مصليحي استناني لحد
ما رجعت من الشغل وحكالي على اللي حصل الكلام اللي حصل ده ماينفعش الناس كلها هتتكلم كده!! قالت حميدة بهدوء ما تقلقش يابا جاسر عايز يتكلم معاك في موضوع الخطوبة وجميلة موافقة مصيلحي بقى من ساعة ما عرف وانا متأكدة انه مش هيعديها بالساهل بس اللي هيكتم بوقه خطوبة جميلة.. قال سمعه بإرتياح طالما كده على البركة بس بكرة مش هكون فاضي خالص خلي المقابلة الجمعة الجاية بعد الصلاة واهو نتكلم في كل حاجة براحتنا وماكونش مستعجل. حميدة خلاص ماشي هقولهم بكرة بس في حاجة يابا خلي بالك
منها..انا حكيتلك موضوع عمهم يعني ما تتحكمش يحضر لأنه مش هيوافق يحضر اصلا وهما مالهمش حد غيره.. صمت سمعه لبعض الوقت ثم قال هعديها في قراية الفاتحة والخطوبة لكن عند كتب الكتاب لازم احط ايدي في ايد كبير ليه..يلا ربنا يتمملها بخير هي بنت حلال وتستاهل عقبالك يا حميدة وأشوفك في الكوشة مع اللي يستاهلك يابنتي. ابتسمت حميدة بخجل حتى تابع أبيها وفهم صمتها خلاص ارجعي نامي تصبحي على خير قالت وأنت من أهله. عادت حميدة ممددة على الفراش حتى انتبهت لتمتمة سما وهي نائمة آسر..لا لا ما تمسكش ايدي هههه نظرت لها حميدة بدهشة وتأكدت انها تتحدث وهي نائمة فكتمت ضحكتها وقالت حتى وأنتي نايمة ! يابت الهبلة!! سبحان الله وبحمده صباحا...تعمدت حميدة أن تنهض باكرا قبل موعد استيقاظ الشباب وقالت للفتيات يلا اصحوا وحضروا نفسكم بسرررعة النهاردة لازم نمشي قبلهم انا معايا نسخة من مفاتيح المكتب.. نهضت جميلة وقالت انا صاحية هقوم اجهز بسرعة ركقتها رضوى وقالت بخبث انتي ما نمتيش اصلا يا ست البنات ضحكت سما بصوت عالي وقالت سيبوها يا عيال ده اللي جرالها ما جراش لحد عقبالنا يارب مطت حميدة بسخرية وقالت وهي تأخذ المنشفة من على ظهر المقعد لا وأنتي بصراحة جاهزة ده أنتي طول الليل بتنادي على ابن الجيران..آآآآسر..لا لا ما تمسكش ايدي هههه اعتدلت سما من فراشها وحدجتها بعصبية هاتفة أنتي أزاي تدخلي في احلامي انا وآسر! يا حشرية يا بقدونس! همست رضوى بمكر ما تحكيلي الحلم يا سمكة وكزتها سما بغيظ بس يابت دي خصوصيات بيني وبين زوجي المستقبلي احكيلك ليه يا خنفسة ! وبعدين يعني هو كان عايز يمسك ايدي وأنا اعترضت..قمت ماسكة ايده انا ههههههههه رضوى بضحكة يالهوي عليكي !! هتجبيلنا العاړ سما بثقة لا مټخافيش ده في الحلم بس انما الحقيقة هلوعه هدوخه هسهره الليل مش هيلمس طرف طرحتي غير بعد كتب الكتاب انا مش سهلة برضو. حميدة بضحكة قومي يا تحفة منك ليها واجهزوا بسرعة مش هنقضيها كلام. صل على النبي الحبيب بالمكتب.. دلفت كل فتاة الى مكتب بإنتظار وصول مدرائهم الشباب بإستثناء رعد الذي ذهب لمهمة عمل أخرى..مر من الوقت ما يقارب الساعة حتى دلف يوسف وخلفه الشباب...رمق حميدة بغيظ وقال سبقتونا ليه النهاردة! اجابت حميدة وهي تنظر لجاسر معلش بس مش هنتقابل في مواصلات تاني عشان كلام الناس وكده وعلى فكرة الميعاد مع ابويا اتأجل ليوم الجمعة الجاية.. صر جاسر على اسنانه بغيظ فقد ظن أن الأنر سينتهي اليوم ويبدأ خطته بداية من الغد..دلف للمكتب بعصبية..فتبعه آسر إلى مكتبه.. جلس يوسف أمام مكتب حميدة وقال _ امبارح لو ماكنش جاسر عمل كده كنت هعمل انا كده...انا لما لقيته بيقربلك لقتني بجري عليكي. حاولت ان تخفي ابتسامتها تساءلت بمكر ليه! تذمرت عيناه وهتف عشان أنت صاحبي !! زمت بغيظ منه وقالت روح افطر يا يوسف شكلك جعان.. قال مبتسما بعفوية هبعت عم مرزوق يجبلنا فطار كلنا ترقبت وصوله بتوتر تارة تستجمع قبوتها وثباتها وتارة أخرى ترتجف توترا وقلق حتى فتح باب المكتب فابتلعت ريقها بنفضة اجتاحت ..كيف ستخبره أنها وافقت! اغلق جاسر الباب ببطء متعمد ونظرته عليها لا تحيد ابتسم عندما لاحظ ارتباكها تنفس بصوت مسموع بقصد يعرف كيف يربكها جيدا وكيف يتعامل مع الاناث اقترب اليها بخطوات تبدو بطيئة ولكنه تعمد أن يشعل حيائها أكثر..وقفت جميلة من فرط التوتر الناجم حولها کرهت ذلك الاحمرار الذي شعرت به بدفء بشرتها بالتأكيد يتضح عليها الخجل والارتباك..اللعڼة! قال بصوت صدر كالهمس اكيد ما نمتيش طول الليل من تفكيرك فيا أنا برضو ما نمتش كل ماتخيلتك أنك... قطع حديثه عمدا راقب توتر ملامحها واحمرار خديها بابتسامة ماكرة تلعثمت في القول أن كنت هوافق فعشان ما تحصلش مشاكل هستحمل فترة فترة وتعدي وكل شيء ينتهي تطلع اليها بصمت درس توتر عيناها وملامحها جيدا لاحظ رجفة يدها المضمومة بلعضها أدرك انها خائڤة خائڤة منه أذن هناك شيء شيء يمهد له الطريق حتى يصبح بداخلها..ايكن هذا الشيء..الحب!! نعم يريدها أن ويبدو أنه اخذ القرار في ذلك لا محال.. قال بنبرة عذبة
المكتب من هنا ورايح هنروح الموقع مع بعض وهنرجع مع بعض اكيد مش هسيب خطيبتي وسط العمال لوحدها.. جلست جميلة على المقعد مرة أخرى وتحاشت النظر اليه كل ما فعلته أنها رددت ادعية بصمت حتى ينكشف ما يخفيه هذا الجاسر وما يضمره لها. لا حول ولا قوة الا بالله بمكتب آسر ظلت سما تنتظر آسر حتى يتحدث بما حدث بالأمس ولكنه انشغل بالعمل بشكل تام ربما قصد ذلك !! ترددت أن تفتح الحديث معه بهذا الشأن فستبدو ثرثارة كادت أن تتحدث حتى باغتها ورفع سماعة الهاتف بإتصال على فريق المهندسين وقال _ الو..صباح الخير يا مازن ساعة وتكون عندي أنت وباقي التيم يبدو أن الطرف الآخر وافق سريعا ليضع آسر سماعة الهاتف بمكانها وعاد منشغلا بالعمل...تساءلت سما بحيرة _ هو مش اجتماع المهندسين بعد بكرة! رفع عيناه عليها بحدة وأجاب ضرورة شغل في مانع ! هزت سما رأسها وقالت بضيق لأ طبعا. لماذا يعاملها هكذا ! فظنت أن معاملتها ستتغير للافضل بعد ما حدث بالأمس تنهدت بعبوس وجلست على المقعد صامته تنظر للأوراق وهي لا تراها ربما كان هو أشد منها حيرة وضيق وتشتت بالفكر!! بين التقاء النظرات وبين شعور دقات القلب وبين التعمد في الصمت والتجاهل والقرب والبعد...يكن الحب متخفيا!! الله أكبر ظهرا...أتى رعد بعدما انهى عمله بالتصوير بأحد الاستديوهات الشهيرة..توجه لمكتبه مباسرة وهو يدندن مقطوعة انجليزية ويبدو على ملامحه الانتعاش..كانت رضوى أنهت التقارير وشعرت بثقل رأسها فجأة تركت لنفسها العنان من عدم وجوده فأبعدت النظارة الطبية عن وجهها ووضعتها بجانبها والقت رأسها على المكتب واغمضت عيناها وسريعا تاهت بالغفوة.. دلف رعد للمكتب..وتفاجئ بأنها تضع رأسها بين يديها على سطح المكتب الخشبي وتغط في نوم عميق..تأملها للحظات..قبل ثوان لم يكن بالشيءالمميز بها..ولكن غفوتها تبدو أرق مما تظهر عليه..ربما لأنها تخلت عن نظارتها الطبية لبعض الوقت.. ابتسم وشعر بأنه يريد أن يلتقط بكاميرته ذلك المشهد الهادئ.. فلم يجذبه شيء الا وقد التقطه بعدسة الكاميرا ولكنه تفاجئ بها وهي تنظر له بدهشة وقد شعرت بوجوده وحركته حولها ..فقال ببساطة بعدما التقط وجهها بالكاميرا لقطة تجنن..حبيت اسجلها وثبت من مقعدها پعنف وارتدت نظارتها سريعا قبل أن يلاحظ شيء حتى اقتربت منه أخذت الكاميرا من يده والقتها على الأرض لتصبح عدساتها الزجاجية شظايا متناثرة..نظر پصدمة رعد للوهلة الأولى..اتقدت عيناه وهو ينظر لها بشراسة..للحظة ندمت رضوى على ما فعلته من رؤى الڠضب يكسو ملامحه..ابتعدت عنه لتتفادئ ثورته حتى اقترب منها وهو لا يشعر بشيء سوى بالنيران المتأججة من الڠضب..هتفت لو قربتلي هصوت وهلمك عليك العمارة بحالها.. انتفضت عروق رقبته وهو يقل پعنف أنتي عارفة أنتي عملتي ايه الأول ! جذبها من معصم يدها قبل أن تركض من امامه حتى تلوت من قبضته بحركة قوية فشقطت النظارة الطبية من وجهها حتى وضع رعد يده على كي لا تصيح بصوت عالي ودفعه اتجاه الحائط پغضب... نظرت ليده التي تكتم ثم الى عيناه المتسمرة..وقف أمامها متجمدا للحظات..نظرته مثبته عليها دون أي تعبير للڠضب بل وكأنه شرد للبعيد..اطرفت عيناها بدهشة من جموده وحاولت أن تتحدث ولكنه يغلق !! تسللت ابتسامة الى شفتيه بالتدريج وهمس وكأنه وجد ضالته بردقوشة !! كأنه تاه عن ما اغضبه وأصبح كل ما يملكه تلك الفتاة التي تنظر له بمزيج من الشراسة والخۏف قال متابعا بذات الهمس _ أنتي حاجة تانية من غير النظارة دي ما تلبسيهاش تاني يا رضوى عشان خاطري. تجمدت أطرافها سرت قشعريرة بخفقات القلب أن يترك معشوقته متناثرة لقطع متكسرة على الأرض ويترك غضبه ويتحدث بهذه الطريقة ليس بالهين !! هناك من لا تجري قوانينا عليهم ابعد عن بقاع الڠضب يقف امامهم القلب ضعيفا لا يترجي سوى القرب.. ابتلعت ريقها قبل أن تدفعه وتنأى عنه ملتقطة أنفاسها بالكاد..شعرت بشحوب وجهها ولكن النقيض بدا ظاهرا بأشټعال حمرة وجنتيها بشدة..ظل على ابتسامته وهو يراقبها بصمت..نظرته ماكرة لحد القلق..تجنبت وتجاهلت نظرته وهي تلتقط نظارتها من على الأرض جثا رعد على ركبتيه وتظاهر بلملمة أشلاء الكاميرا المکسورة بينما عيناه تتحرش بعيناها ببسمة ماكرة.. وقفت رضوى وهي ترتدي النظارة بثبات وقالت بصوت جاهدت لكي يبدو حاد طريقتك دي ما تنفعش معايا لو اتكرر اللي حصل ده تاني همشي ومش هتشوف وشي تاني. وقف أمامها بنظرة متسلية وقال بصدق لأ أنا عايز أشوف وشك على طول وأن كان على الكاميرا مش مشكلة فداكي رفعت حاجبيها بذهول بينما اتسعت ابتسامته وقال يلا نكمل شغل يا...بردقوشة قالت بعصبية وماتقوليش الاسم ده بعد اذنك !! قالبضحكة ده اختراعك أنتي لو تفتكري