رواية سهام الجزء الاخير
ده عشان تفهموا بعض اكتر وتشيلوا الخلافات اللي بينكم
ألقت ناديه العبارات بمقصد فهى تعلم انها تتحاشا الاختلاط بشقيقها وكأنها غصبت على تلك الزيجه ولا تعلم السبب وشقيقها صامت يتقبل الامر بهدوء وكأنه يعلم السبب وراء ذلك
عقد القران كانت فكرتها أيضا ومع دعم مهاب وسلوي وافق والدها
واردفت وهي تدفعها برفق
تعلقت عين ياقوت بشقيقتها التي ابتسمت على حديث ناديه بل ووافقتها
تمتمت داخلها حانقه
ماشي يا ياسمين حسابك معايا في البيت
وسارت بخطي مرتبكه نحو سيارته ليغادر السياره مقتربا منها وأماء برأسه لشقيقته وشقيقتها التي تراه كبطل من أبطال الروايات
بتهربي مني يا ياقوت
يتبع بأذن الله
الفصل التاسع والعشرون
جالت عيناه نحو خلجات وجهها الخجل توترها قضم شفتاها وعيناها التي تدور هنا وهناك بعيدا عنه..
أبتسم وهو يرى عيناها التي تهرب منه كلما تلاقت عيناهم خلسه
وبعدين يا ياقوت.. مش معقول هنفضل قاعدين كده
طالعته بصمت ثم اشاحت وجهها بعيدا عنه... ترك مقعده ثم جلس بالمقعد الذي يجاورها ووضع يده على خدها حتى يجذب انتباهها نحوه
تنهدت بصوت مسموع وهي تتحاشا النظر اليه فأبتسم من عنادها
يابنت الناس احنا مش هنفضل كده
أراد استفزازها حتي يجعلها تخرج له كل ما يكن داخلها.. فترقرت الدموع في عينيها وهي تطالع نظراته التي تخترقها.. نفضت كفه الموضوع على خدها ونهضت تهرول من المطعم الذي اتي بها اليه وقد كان مطعما منعزلا لا يتوافد له إلا من أراد الهدوء بعيدا عن ضجيج المدينه
هتف بأسمها بعد أن هرول خلفها.. لم تلتف اليه ولم تجيب علي ندائه.. كانت ستخطو الطريق دون أن تنتبه للسياره القادمه ولكن يده قبضت على ذراعها ثم جذبها نحوه صارخا
أنتي مجنونه
بكت بحرقه وآلم وۏجع كان مخزونه لسنوات... بكت وهي تشعر بالبروده رغم حراره الشمس الدافئه... جزء داخلها أراد الصړاخ ولكن صوتها كان يأبى الخروج اليه وهو يشعر بأرتجاف جسدها ليهمس لها
ابتعدت عنه عندما أدركت وضعهما ورفعت كفوفها نحو وجنتاها تمسح دموعها بقوه... ضحك وهو يرى فعلتها
أنتي بتعاقبي نفسك
ومد كفيه يمسح عنها دموعها.. فتعلقت عيناها به
انت اتجوزتني عشان ضميرك مش كده
تجمدت كفوفه على وجنتيها وهو يسمعها...عقله كان متفق معها ان زواجه منها كانت فعله الضمير
واردفت ساخره
طردتني من شركتك عشان مجرد ورق مكنش ليا ذنب... صفقتك كسبتها اما انا الموظفه الغلبانه مش مهم تطرد ويجي بدالها عشره
مكسب صفقته وتجاوز الخساره لم تعلم بهم الا من ناديه اليوم حينا دار الحديث حول تلك الحاډثه
ناديه بحنكتها اخبرتها بلطافه امرأه ان تلك الحاډثه اثمرت بحبهم ولكن عن أي حب تتحدث فرغم ضعفها وقله حيلتها الا انها ابعد ان تكون ساذجه
طال تحدقه بها وابتعد عنها يزفر أنفاسه وعيناه تدور بالمكان
ومفسرتيش جوازي منك بسبب اللي عملته في مكتبي
تخضبت وجنتاها حرجا من ذكرى
ذلك اليوم وتعمق بالنظر إليها
ف ياقوت القطه الوديعه لا تعرف الي من قادها قدرها
تمتم داخله
هتتعبي معايا يا ياقوت... انتي ابسط من انك تدخلي عالم واحد زي وهتف منهيا ذلك النقاش بجموده
مردتيش ليه.. عموما يا ياقوت جوازي منك ملهوش تفسير... تقدري تقولي قدرنا كان واحد
وقفت أمامه حائره لا تفهم كلامه.. فبنظرها كان رجلا غامضا وفي قانونه هو رجلا أودعت عليه الحياه ظلامها
لطافته معها لم تكن الا انه أراد أن يفتح صفحه جديده معها ثم يعود إلى حصونه وقلبه الذي أغلق عليه منذ أعوام طويله
الحب في قانونه ضعفا والضعف لا مجال له في طريقه
وهو لن يجعل امرأه مالكه لقلبه تملكه بأبتسامه منها وتسقطه من لدغتها
انت ليه كده... ليه محدش فاهمك... انت طيب ولا شرير.. ظالم ولا رحيم.. قلبك طيب ولا معندكش قلب
ابتسامه حطت فوق شفتيه اخفاها سريعا
انا كل دول يا ياقوت... واتمنى تكوني طلعتي كرهك كله عليا النهارده
ومال نحوها يلثم خدها برفق.. فأغمضت عيناها متمتمه
ابعد لو سامحت
ضحك وهو يبتعد الامر
انا بوستك خلاص.. فتحي عيونك
ومد كفه يمسح على خدها الاخر اما هي كانت لا تعلم حالها معه
توترت وارتبكت وادركت انها معه حمقاء غبيه... حتى اعصارها كان اعصار هادئ ابتلعه هو بسهوله
....
وقف شريف يطرق علي باب الشقه متلهفا لرؤية من اشتاق اليها
تنهد وهو ينتظر ان يتلقى الاجابه ولكن لا أحد أجاب عليه
سمع خطوات على الدرج وطرقعت حذاء..تعلقت عيناه بسيدة كبيره في السن تحمل بعض أكياس الخضار وتلتقط أنفاسها بصعوبه
انت عايز مين يابني
تنحنح شريف حرجا وابتعد عن باب الشقه مقتربا منها يسألها
مدام ماجده
طالعته المرأه تفحصه ثم تمتمت تلوي شفتيها ممتعضه
خرجت هي وجوزها
تركته المرأه لتصعد نحو شقتها ليسرع خلفها
ياحجه ممكن لحظه
ابتسمت بعد أن دعاها بهذا الاسم
يسمع منك ربنا يابني
ابتسم شريف وهو يرى مثالا لأمرأه بسيطه
هتيجي امتى طيب
تنهدت المرأة وهي تنظر نحو باب الشقه
والله يابني انا ست في حالي ماليش دخل بالجيران ولا بسأل رايح فين ولا جاي منين... الواحد برضوه بيفهم ولا ايه
ضحك على لطافتها فتمتمت
مش تشيل عني ولا انتوا يا شباب اليومين دول متفهموش في الذوق
حمل شريف الأكياس سريعا منها
اسف.. هاتي عنك
ربتت على كتفه بتودد
شكلك ابن ناس.. انت قريبهم
ابتسم شريف وهو يعلم انه كي يحصل على الاجابه لا بد أن يقدم لها بياناته الشخصيه
اه قريب ليهم من بعيد
تنهدت المرأه وهي ترمقه مفكره
مادام قريبهم يابني وباين عليك معاك فلوس.. ما تاخد اختها المسكينه اه تكسب ثواب بدل رميتها ياحبه عيني فوق السطوح
واشارت اليه كي يميل نحوها
بيني وبينك لسا امبارح كنت قافشه الواد سيد طالع يتسحب على السلالم بليل..وبيتلفت حواليه وهو واد بتاع مزاج
وابتعدت عنه تلوي شفتيها ممتعضه
الواحد خاېف على البت.. انت فاهمني يابني
تجمدت ملامح شريف وهو يسمعها واظلمت عيناه ڠصبا
صحيح يابني انت بتشتغل ايه
لينظر نحوها وقد كان عقله غائبا مع تلك التي تركها لهؤلاء الذئاب
ظابط
تلبشت المرأة قليلا ثم صعدت الدرج أمامه
تعالا اخدك اوضتها يابني... ما انتوا قرايب برضوه
حركت يداها بين محتويات العلب لتلتقط واحده تلو الأخرى ثم تفتح لتشم رائحه ما تحتويه..ابتسمت بسعاده بعدما وجدت علبه الشاي
لتضع معلقه داخلها وتسحب من محتواه بأيدي مرتعشه نحو الكوب الذي حضرته من قبل.. بحثت عن علبه السكر التي وضعتها جانبا في بادئ الأمر ومن دون قصد سقطت العلبه لتتهشم
ارتجف جسدها وهي تسمع صوت التهشم فوضعت يداها فوق اذنيها تبكي من فزعتها
فالظلام موحش ولا يعرف النعمه الا من فقدها... بدء صوت المياه يتعالا بفقعاته على الموقد...فأتجهت نحو الموقد لتغلقه وألتقطت البراد الموضوع فوقه وقد نست سخونته.. وسقط البراد هو الآخر منها فأنسابت بعض القطرات فوق قدميها
آلمها عجزها وهي تشعر بالعجز ولا شئ تستطيع فعله وحدها
كأس شاي أرادت ان تتناوله وعجزت... هتفت بحاجه الى شقيقتها
ياماجده تعالي
طرقات خافته دقت علي باب غرفتها.. فركضت بلهفه وهي تظن انها شقيقتها.. فتحت الباب ودموعها على وجهها الذي قد ذبل وضاعت بهجته
كويس انك جيتي ياماجده...انتي اتأخرتي عليا ليه
نظرت لها السيده عدلات صاحبه المنرل بأشفاق ثم نظرت لشريف الواقف خلفها وقد لمعت عيناه بالآلم والشوق
مها
تردد الاسم في اذنيها فأبتعدت وهي ترتجف
ماجده فين.. ماجده انتي فين
اغمض عيناه وهو يراها خائفه منه
يامها ياحببتي... حضرت الظابط جاي ياخدك من هنا
هتفت بها السيده عدلات
لا ابعدي عني.. ده وحش
اقترب منها فقدرته على التحمل ضاعت وهو ينظر إلى الغرفه التي ألقتها بها شقيقتها
مها انا شريف... سامحيني ياحببتي
دمعت عيناها وهي تسمعه
سبتني ليه.. سبتني عشان انا عاميه صح
اغمض عيناه بقوه... وهو يحتقر نفسه عندما قرر تركها
واللي بيسيب حد بيرجعله.. اوعدك عمري ما هسيبك تاني
وتعلقت عيناه بالفوضي الملقاه فوق ارضيه الغرفه وقبل ان يهتف بشئ جاءت ماجده وبجانبها سالم الذي احتدت عيناه عند رؤيه شريف
رجعت لي تاني ياحضرت الظابط
جز علي أسنانه بقوه وهو يلتف نحوه بأبتسامه واسعه
جاي اخد الامانه اللي حفظتي عليها يامدام ماجده
قالها شريف ساخرا لترمقه ماجده غاضبه
امانه ايه
ياحضرت الظابط حاكم الواحد مبقاش فاهم غرضك ايه
تعلقت عين شريف بهم.. فثبتت ماجده عيناها عليه وهي تنتظر الرد الذي ترغبه
غرضي اني اتجوز مها
ونظر للمكان بأحتقار.. لتنظر ماجده نحو شقيقتها التي انزوت في احد أركان الغرفه تضم يداها نحو جسدها تخشي زوج شقيقتها
نظر حمزه نحو شريف وهو يلقي ذلك الخبر عليهم جميعا بعدما طلب ان يجتمعوا لأمر هام
تعلقت عين ندي به تسأله
جاي تقولنا انك بكره هتتجوز ياشريف... طب كويس مقولتلناش قبلها بساعه ليه
تجهم وجهه وهو يسمع سخريتها واشاح عيناه يطالع حمزة الصامت... أما شهاب كان هادئ مبتسما لتلك القرارت التي أصبحت تتخذ في ذلك البيت وجميعها للزواج
رأيك ايه ياحمزه
اعتاد شريف على نطق اسمه دون ألقاب منذ أن تحول من زوج ام لشقيق وصديق
اقول ايه ياشريف... ديه حياتك وانت حر فيها
احتدت عين ندي بالغيظ ونظرت لهم
لا بقى هو في ايه.. اي حد يدخل بيتنا ويعيش معانا والله اعلم اللي هتيجي كمان جايه منين... مش كفايه نصيبه واحده يبقى نصبتين
اتسعت عين شهاب عما فاضت به زوجته المجنونه كما شهقت هي خجلا فلم تكن تقصد الحديث ولكنها مازالت لا تتقبل زواج حمزه.. طالعت حمزه الذي تجمدت ملامحه في صمت
انا اسفه ياحمزه مكنتش اقصد
تلجلجت ندي بخجل وهي تنطق كلماتها ليسحب شهاب يد زوجته صاعدا بها لأعلي يوبخها على حديثها وهي تخبره انها لم تقصد
ولكن الكلمه اصاپة سهمها كما أرادت
طالع شريف حمزه معتذرا عنها فمهما كان هي خالته ويعرف ذلات لسانها وطيشها
متزعلش منها
تقدم منه حمزه يربت على كتفه
شوف الساعه وهنيجي معاك... وهنجهز الفيلا بكره للاحتفال المفاجئ ده
عانقه شريف بتقدير و ود
كنت عارف انك هتتقبل قراري مهما كان.. انت مش جوز امي الله يرحمها وبس انت اخويا الكبير اللي بحبه وبحترمه واسف على عدم تقبلي لوجود مراتك بينا... لكن اعذرني البيت في ريحة امي وضحكتها وصوتها وقلبي لسا مش مصدق انها مش مبقتش موجوده وسطنا
اغمض حمزة عيناه وهو يتفهم أمره
فاهمك ياشريف متخافش... ده بيت امك وبأسمها لتفتكروا اني راجل خاېن للذكرى.. امك كانت ست عظيمه
عاود شريف احتضانه وهو فخور انهم مازالوا عائله واحده مترابطه ثم ابتعد عنه يتذكر شقيقته
مين هيبلغ مريم... انا خاېف