الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رحمة كاملة

انت في الصفحة 51 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


الدموع التي تهبط منه 
فزع كلا من رشدي وهادي الذي كان اقربهم صړخ بفزع وهو يمسك كتف زكريا وينظر له 
زكريا مالك هو الواد ده عملك حاجة 
هنا وبدأ قناع زكريا الجليدي بالتصدع فانكمش وجهه پغضب وحزن وهو ينفجر في البكاء وقد سقطت رأسه على كتف هادي متحدثا بنحيب شديد وكأنه طفل يشكو لوالده 
قتلني يا هادي قتلني وكسرني حاسس اني مش قادر اتنفس والله ما قادر عمال ابتسم وانا مش قادر حاسس اني ھموت من الۏجع كل ما افتكر 

كان هادي مصډوم من حديث زكريا فهو كان يحدثهم كما يتحدث معهم عادة وبلا أي مقدمات اڼفجر في البكاء وهذا إن دل على شيء فيدل على أنه تحمل الكثير حقا وكان يكبت دموعه عن الهبوط والان اڼفجر مخزون وجعه دفعة واحدة مسببا طوفان مشاعره 
لم يشعر رشدي بنفسه وهو يجذب زكريا لاحضانه مربتا عليه بحنان يحاول تمالك دموعه 
عملك ايه يا زكريا والله اروح اضربهولك دلوقتي ومخليش في جسمه حتة سليمة قولي عملك ايه وانا اخدلك حقك منه بس متعيطش 
ضم زكريا نفسه وهو يدفن وجهه في جسد رشدي رافضا التحدث بكلمة واحدة فما فعله لم يكن بحقه هو بل كان بحق زوجته لكنه اكتفى فقط بقول 
مش هقدر احكي حاجة يا رشدي كل اللي اقدر اقوله إن هو كسر اغلى حاجة بملكها

 

يابنتي انطقي بقى تعبتيني معاك 
تنهدت فاطمة بتعب شديد وهي تشير برأسها بلا شيء 
يا شيماء بقالك ساعة بتزني فوق دماغي وقولتلك مفيش حاجة وانا معرفش ليه زكريا اتصل باجوازتكم 
لوت ماسة شفتيها بحنق 
ايوة فالحين بس انتم تقطعوا علينا أنت وجوزك ده الواد كان خلاص هينهي الزعل بحضن وب 

توقفت ماسة عن الحديث بسبب ضړبة شيماء لها بكتفها ونظرتها التحذيرية 
خلاص اسكتي هتفضحينا بعدين مش كفاية خلتيني اجرجر البت من بيتها بمنظرها اللي يعر ده 
نظرت فاطمة لنفسها بتعجب وهي ترى الاسدال الخاص بها لتنكمش ملامحها بحنق شديد وهي تعترض على حديث شيماء 
هو ايه اللي يعر ده الاسدال لسه جديد على فكرة 
هو زكريا شافك بالاسدال ده 
كان سؤال ماسة لهدف ما لم تلاحظه فاطمة وهي تمسك طرف الاسدال تحاول تذكر ما إذا كان زكريا رآها بهذا الاسدال ام لا وبعد تفكير طويل ابتسمت وهي تجيب 
لا مشفنيش بيه 
ابتسمت ماسة وهي تتنهد براحة لكن كل ذلك انقلب وهي تسمع باقي جملة فاطمة التي هشمت كل راحتها تلك 
بس شافني قبل كده بالاسدال القديم
كان معفن وعرة شوية على رأي شيماء
صمتت قليلا ثم أكملت وهي لا تستطيع امساك ضحكتها تتذكر ما حدث معها غير منتبه لماسة التي كاد قلبها يتوقف مما تسمعه من تلك البلهاء 
استني استني افتكرت في مرة شافني في الشارع وكنت لابسة جيبة قديمة اوي ليا وكانت واسعة جدا 
تحدثت شيماء پصدمة كبيرة 
تلاقي منظرك فيها وهي مهلهلة عليك كان زي الشحاتين
ودون أن تشعر فاطمة انطلقت ضحكة عالية منها وهي تهز رأسها نافية 
لا وقعت مني خالص في الشارع قدامه 
انهت كلمتها وهي تسقط على الفراش من الضحك تتذكر صړاخ زكريا وكلمته المميزة التي يقولها عند كل مصېبة وكل مرة كان يقابلها لتخرج منها الكلمة بصوت عالي تقلد زكريا 
منظره وهو بيقول رباه قتلني

دخل رشدي لمنزله وخلفه كلا من زكريا وهادي بعدما هدأ زكريا وتوقف عن نحيبه وعم صمت طويل بين الجميع قطعه صوت زكريا الرخيم وهو ينظر لرشدي يسأله إذا ما كان يملك أي معلومات عن ذلك المصطفى ورغم فضول رشدي لمعرفة ما الذي يربط مصطفى بزكريا إلا أنه هز رأسه بحيرة يخبره أنه سيحاول البحث له في حاسوبه لكن زكريا نهض وهو يأمره أن يأتي معه الان لفعل ذلك وبالفعل سحب زكريا كلا من رشدي وهادي خلفه وتوجهوا لشقة رشدي وها هم في طريقهم لغرفته لولا تلك الصړخة التي انطلقت من غرفة شيماء والتي كان محتواها الكلمة المفضلة لزكريا 
رفع زكريا حاجبه پصدمة وهو يستمع لصوت فاطمة تتحدث مثله ودون أن يشعر ارتسمت بسمة لطيفة على فمه وهو يهمس 
تلك المحتالة الصغيرة تسخر مني 
اقترب هادي من زكريا وهو يهمس له 
بما إنك هنا جنبنا مين اللي جوا وسرق العلامة المميزة بتاعتك 
ابتسم رشدي وهو يراقب حنق زكريا على هادي وعودته لزكريا رفيقهم حتى ولو بنسبة بسيطة ليتدخل في الحوار مضيفا بمشاكسة 
يعني إنت مش عارف يعني دي اكيد زكريا النسخة المؤنثة 
ضحك هادي بصخب وهو يراقب ملامح زكريا التي احمرت پغضب 
والله عال مش مكفيكم سخرية مني وهتشتغلوا على البنت المسكينة اللي جوا 
صمت زكريا وهو يستمع لصوت فاطمة وهي تقلده 
ابتعد عني يا احمق يا الله ما هذه المصائب التي تسقط على رأسي يالك من احمق 
فتح زكريا عينه پصدمة وهو يستمع للجملة الأخيرة من حديثها ليقول پصدمة مشيرا للباب 
هل قالت للتو يالك من احمق لم تؤنث احمق تلك الغبية ذات الرأس الفارغ لقد شوهت اللغة غيرت رأي هي تستحق كل السخرية تلك الحمقاء سأريها كيف 
توقف زكريا عن الحديث وهو يراقب انفجار قهقهات كلا من رشدي وهادي في الضحك وهادي يضيف من بين ضحكاته بصعوبة شديدة 
مش معقول بجد إنت شخص مش معقول ده هيدي مراته درس خصوصي 
صمت زكريا قليلا ليقول بتفكير 
حسنا لم افكر في هذا سابقا لكن بعد كل ما سمعته اعتقد انني سأفكر في الأمر مليا فتلك الکاړثة قد تصيبني بالقلب إن تحدثت امامي بهذا الشكل مجددا 
صمت ثم نظر للباب ليقول پغضب وكأنه يحدث فاطمة 
أي شخص هذا لا يعرف أن مؤنث أحمق حمقاء انا حتى في حياتي لم اناديها بحمقاء لتقلدني بهذا الشكل المسئ لي هي تحتاج حقا 
توقف زكريا عن الحديث وهو يشعر بهادي يجذبه صوب غرفة رشدي مرددا بحنق شديد 
كانت ليلة سودة يوم ما قلدتك كل ده عشان اتنيلت قلدتك احمد ربك أنها مطلعتكش ألدغ غيرك وهو بيتقلد اكتشف أنه عنده تسلخات وعامل البواسير خمس مرات 
لم يفهم زكريا شيء من حديث هادي لكن انفجار رشدي في
الضحك انبأه أن هناك ما حدث لهادي ويشبه ما حدث له 
كان الثلاثة يضحكون بصخب على أعتاب غرفة رشدي ولم يكد رشدي يفتح الباب إلا وكان والده يخرج من المطبخ المقابل لباب غرفته وهو يحمل طبق فاكهه كبير ويتراقص به ويدور وكأنه يؤدي استعراض ما وكعادته كان يدندن بكلمات اغنية اجنبية I love you when you call me senorit احبك عندما تناديني سنيوريتا 
كان الثلاثة شباب متسمرين أمام ذلك المشهد الفريد أو الشابان فرشدي بالفعل قد شاهد وحضر العديد والعديد من تلك العروض العالمية والتي يتفنن والده كل مرة بها 
اقترب هادي من رشدي يهمس ومازالت عينه معلقة بابراهيم الذي لم يسمح بكل ما حوله من أن يخرجه من غيمته الوردية 
لا مؤاخذة يا رشدي يا خويا بس هو ابوك ليه عايز حد يناديه سنيوريتا 
نظر رشدي لهادي بلا أي ملامح وهو يجيب 
لا ده استعراض عادي ما شوفتهوش بقى وهو بيرقص على اغنية مايكل جاكسون تقولش المرحوم كان خارج من تربته يرقص وراجع عالمي يا ابراهيم عالمي والله يا غالي 
تحدث زكريا وهو مازال ينظر لما يفعل ابراهيم ببلاهة 
طب نكح طيب ولا نعمل حاجة عشان يعرف اننا هنا 
أشار رشدي بيده لزكريا 
لا سيبه متخرجهوش من حالة الفن اللي هو فيها دي دلوقتي هتلاقيه وهو بيلف ويعمل حركة دينا الرقاصة وقف لوحده 
كبت زكريا ضحكاته وهو يستمع لكلمات رشدي الذي كان يبدو من ملامحه أنه بالفعل اعتاد كل ما يحدث وبالفعل بدأ ابراهيم يلف خصره كما تفعل الراقصات عادة وهو يبتسم ليفتح عينه واخيرا أثناء ذلك لكن فجأة توقف خصره عن الحركة في منتصفها وهو يرى بعينه ابنه ورفقته اصدقاء وعلى الجانب الآخر كانت تقف ماسة وشيماء ومعهم فاطمة والجميع يرمق ما يحدث ببلاهة عدا شيماء ورشدي اللذان اعتادا ما يحدث تقريبا 
اعتدل ابراهيم في وقفته كما المرة السابقة وحمل طبق الفاكهة مجددا والذي كان قد تركه في غمرة استعراضه ثم تحرك بخطواب هادئة تحمل من الهيبة ما ينافي ما كان يحدث منذ دقائق وهو يتجه صوب غرفته بعد أن ألقى تحية على الجميع وكأن شيئا لم يحدث 
مسائكم لذيذ يا شباب 
نظر الجميع لبعضهم البعض پصدمة كبيرة وكلا منهم ترتسم على وجهه ملامح بلاهة وعدم استيعاب لما حدث منذ قليل 
لينطلق سؤال رشدي بحنق شديد 
انا ھموت افهم ليه دايما يرقص رقص شرقي على أغنيات أجنبية يعني لو كان رقص رقصته دي على اغنيه يابنت السلطان مش كان هيكون احسن 
تحدث هادي وهو يكتم ضحكته بصعوبة 
يعني هي الأغنية بس اللي مزعلاكمش إن الحاج ابراهيم للتو عمل استعراض راقص قدامنا كلنا 
يا عم وهو انتم غربا يعني ده بيتك يا هادي خد راحتك يا حبيبي 
هنا واڼفجر الجميع في الضحك دون قدرتهم على السيطرة على قهقهاتهم العالية 
انتبه زكريا لفاطمة والتي كانت تمسك معدتها من الضحك ليبتسم باتساع وهو يردد 
علينا إذا بشكر الفنان الواعد لأعطائنا شرف رؤية تلك الضحكات الربيعية 
انتبه الجميع لحديث زكريا ليطلق هادي صفير عالي وهو يضرب كتف زكريا غامزا 

يا زيدي يا زيدي ملاحظ إن اخر فترة مودك بقى رومانسي زيادة حبتين 
خجلت فاطمة من نظرات الجميع لها لتهرب سريعا صوب باب الخروج وتبعها سريعا زكريا وهو يشير لرشدي 
هات اللاب بتاعك وحصلني على بيتي يا رشدي 
أنهى حديثه وهو يتبع فاطمة سريعا بينما نظر اتجه هادي سريعا صوب شيماء وهو يمسك يدها مرددا بينما يتجه للباب 
ثواني وهحصلكم على بيت زكريا يا رشدي اسبقني انت 
لكن قبل أن يخطو هادي خطوة واحدة لشيماء كان رشدي يمسكه من ثيابه من الخلف وهو يهمس بحنق شديد من بين أسنانه 
رايح فين كده يا عسل 
نظر له هادي بتعجب مصطنع وهو يجيبه 
هخلص حاجة على السريع واحصلكم متخافش مش هتأخر عليكم
يا خويا ما تتأخر ولا متجيش خالص إنت واخد البنت ورايح فين 
نظر هادي لرشدي بعدم فهم مصطنع قبل أن ينتبه ليده التي تمسك يد شيماء ليبعدها بسرعة وهو يشهق پصدمة 
ايه ده بسم الله الرحمن الرحيم ايه اللي جاب دي هنا 
رفع رشدي حاجبه بسخرية كبيرة وكأنه يقول له حقا تحدث هادي رافضا نظرات الاتهام في عين رفيقه 

 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 84 صفحات