الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية رحمة كاملة

انت في الصفحة 70 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


تحركت له دون أن يشعر وضمت نفسها له بحب كاد يظنه حقيقة وهي تنظر للفتاة هامسة ببسمة غير مهتمة ابدا 
لا يا قلبي مټخافيش مفيش حاجة اتخربت ده بس فرانسو حبيبي كان بيختبر غيرتي عليه 
انهت حديثها وهي ترفع عينها لفرانسو تربت على ذقنه بحنان 
بس هو عارف اني بحبه ومكانش لازم يعمل كده 
حسنا الان بدأ ېخاف فعليا من هذا الټهديد الذي سمعه للتو ابتلع ريقه پخوف وهو ينظر أمامه لماريانا التي قلبت عينها بملل ثم عادت للتحدث باللكنة الفرنسية 

حسنا لننتهي من هذا الأمر المزعج لقد أخبرتك سابقا فرانسو شرطي الوحيد للتخلي عن ابني لك 
مسح فرانسو وجهه وهو يرمقها بغيظ 
وانا أخبرتك سابقا ماريانا أنني سآخذه منك ودون أن انفذ شرطك الغبي
ابتسمت ماريانا پألم وهي تنظر لتلك التي تتعلق بذراعه متحدثة بنبرة مټألمة 
لأجل تلك الفتاة أليس كذلك هذه هي الفتاة التي رفضت زواجك مني سابقا لأجلها وهي نفسها التي كنت تحدث محمد عنها صحيح 
اشتدت قبضة فرانسو حول بثينة دون أن يشعر وهو يردد بصوت مرعب 
هذه تكون زوجتي ماريانا ونعم هذه هي التي رفضت زواجك لأجلها وماذا فعلتي أنت ذهبتي وتزوجتي بصديقي بكل وقاحة 
ابتسمت ماريانا بصعوبة و قد سقطت دموعها على حديثه حسنا ليست هذه المرة الأولى التي تسمع بها كلماته ولكنها هذه المرة أدركت جديا أن لا فرصة أمامها معه فهو تزوج وانتهى الأمر سقطت دموعها أكثر بسبب ما ترى وهذا الحب الذي يسكن عيون فرانسو وفجأة حدث مشهد لم يتوقعه أو يتخيله فرانسو و لو حتى في أكثر أحلامه جنونا بثينة اقتربت من ماريانا وجذبتها لاحضانها مربتة على ظهرها بحنان شديد لټنفجر ماريانا دون شعور في أحضانها تبكي ما اضاعته في حياتها بغبائها تبكي بشدة ايام اضاعتها رفقة زوجها الراحل لأجل حب واهي لكم نظلم انفسنا بسبب حب غبي !!!
لم تفهم بثينة معظم حديثهما لكنها استطاعت فهم بعض الكلمات التي تتذكرها جيدا من فترة دراستها وخمنت أن تلك الفتاة أحبت زوجها وعكس ما توقعت هي أن تفعل يوما بمن أحبت زوجها كانت تتجه صوبها وتضمها بحنان في عناق احتاجت هي له سابقا ولم تجدهاحتاجت أن يضمها أحدهم في بكائها هكذا ولم تجد مع كل خسارة اشعرتها بأنها غير مرغوبة كانت تحتاج أن يضمها أحدهم مخبرا إياها أنها مرغوبة وأن هناك من يحبها هذا فقط ما كانت تحتاجه وكانت تقاتل لأجله لكن لا
أحد فعل ذلك بل كانت هي من تلعق چروحها بنفسها بعيدا عن الجميع حتى تخرج لهم بمظهر القوية 
ودون شعور كانت تبكي في أحضان ماريانا وهي تهمس لها بحنان 
فيه ناس كتير بيحبوك ناس كتير عايزاك أنت مش لوحدك 
وكأنها كانت تقول هذه الكلمات لبثينة الصغيرة التي كسرت في طفولتها مع اول خسارة لها تطمئنها أن هناك من يهتم بأمرها في هذا العالم 
صدم فرانسو بما يحدث امامه وازدادت صډمته وهو يستمع لحديث زوجته ليتأكد أن بثينة تعاني من مشاكل نفسية عويصة مشاكل في الثقة في الاخرين مشاكل في خۏفها من فكرة أن لا أحد يرغب بها 
بكت ماريانا وهي تتعجب حالتها تلك ثم همست لبثينة بحزن شديد بلهجة مصرية تعلمتها من رفقتها لفرانسو من سنين طويلة 
ما بقاش ليا حد هنا كلهم سابوني ومشيوا 
همسات لها بثينة بحنان مقدرة حالتها جيدا ومن يتفهمها أكثر منها 
باقيلك الطفل باقيلك ابنك اتمسكي بيه لان هو اللي هيكون رفيقك في الدنيا و سندك بعدين 
صدم فرانسو من حديثها ذلك ليجدها تبتعد عن ماريانا وهي تمسح دموعها مرددة وهي تنظر له برجاء لأول مرة توجهه له 
هو ينفع نسيب الطفل مع أمه يا فرانسو بلاش تحرمها من اخر حاجة ممكن تحسسها إن فيه حد معتمد عليها في حياته أو تحرمها من اخر حد ممكن يحبها في الدنيا ارجوك 
سقطت دموع ماريانا وهي تتحدث بما لم تتوقع يوما أن تتحدثه 
ابوس ايدك يا فرانسو وافق وسيبلي الطفل المحكمة لو شافت ظروفي وقارنتها بظروفك اكيد هتديك انت الحضانة ارجوك ده اخر شخص باقي ليا 
توقف فرانسو ينظر للفتاتين بعدم فهم لا يعلم ماذا يقول ولكنه نظر للمحامي الذي لم يتحدث منذ بداية تلك الجلسة الغريبة 
موافق اسيبلك الطفل بس بشرط 
توقفت الفتيات عن الحديث بسبب سماعهن لصوت في الخارج عالي قليلا نظر الجميع في الغرفة لبعضهم البعض وفي ثوان كانوا يركضون
للخارج ينظرون من فتحة الباب الصغيرة على ما يحدث في الممر الذي يفصل بين شقة فاطمة والخاصة بهادي
في الخارج كان الجميع يقف بثيابه المتسخة وبشدة أمام باب هادي بعدما أدرك الاخير أنه نسي أخذ مفتاحه صباحا قبل خروجه والان الجميع يقف بعدما أدركوا أن والدته أيضا ليست بالداخل 
أشار جمال لنفسه بضيق شديد 
انا كده هاخد برد وكمان الطينة بهدلت جسمي كله خلصوني 
نظر له زكريا بحنق ثم أشار له هو ورفاقه بحنق أشد منه 
والله كلنا كده يا استاذ عشان قولتلكم تعالوا عندي 
زفر رشدي بضيق شديد وهو ينظر لهادي 
طب هي امك مش بتحطه تحط المشاية أو في سلة الژبالة او اي حتة 
نظر هادي له بتفكير ثم قال بعد صمت قصير 
لا بس تقريبا بتحطه عند الست منيرة مرة عملتها وسابته هناك 
أنهى حديثه وهو يتحرك صوب الباب لتبتعد الفتيات بفزع عنه وكأنه سيراهم ثوان وصدحت خبطات هادي على الباب كادت فاطمة تجيب إلا أن ماسة منعتها من ذلك فهي إن أجابت ستفتح لهم الباب وهي وقتها لن تضمن ردة فعل رشدي
نظرت فاطمة لماسة بغيظ شديد أن تتركها ف بالفعل والدة هادي تركت المفتاح عندهم وهي لا تدع لها فرصة لتقول ذلك
نفسك لو طلع هنفخك 
تحدث رشدي في الخارج بضيق شديد وهو يعلم افعال ماسة 
مش هيفتحوا خلينا نروح عند زكريا وخلاص 
أنهى حديثه وهو يتحرك صوب الدرج الذي يجاور باب فاطمة والذي عادت ماسة للالتصاق به مجددا لترى حركة رشدي التي قام بها قبل أن يهبط الدرج حيث مرر يده بالقرب من رقبته على هيئة سکين وكأنه يشير لها بأنه سيقتلها متوعدا لها يعلم أنها تراه 
تحرك الجميع خلف رشدي الذي كان يغلي من الڠضب بسبب تصرفات ماسة متوعدا لها بالچحيم على يده 
تحرك الأربعة بهيئتهم التي تشبه هيئة بعض الصبية بعد انتهائهم من اللعب في الطمي 
بس إنت لبسك هيطلع صغير عليا يا زكريا 
نظر زكريا لهادي وهو يصعد الدرج بحنق شديد
عشان خمسة سنتي فرق مش مشكلة البس البنطلون أقصر شوية مش هيحصل حاجة الدور والباقي على جمال باشا 
نظر جمال لنفسه فهو يعد أكثرهم طول هنا لكنه حقا لا يهتم بالأمر كل ما يهمه هو أن يزيل كل تلك الأۏساخ عنه وفقط 
بعد انتظار ثوان فتح الباب ليطل منه وجه وداد التي فتحت عينها پصدمة مما ترى لكنها على عكس المتوقع لم تعلق ابدا بل تنحت جانبا بكل هدوء سامحة لهم بالمرور ليهمس جمال بإعجاب 
ماشاء الله الست الوالدة شكلها متفهمة جدا دي مقالتش كلمة واحدة
ابتلع زكريا ريقه بريبة من تلك المقابلة وهو يهمس 
ادعي بس ميكونش اللي في بالي صح لان لو كان صح وقتها هتشوف تفهم الست الوالدة اللي على حق 
دخل الأربعة للصالة يحاولون فهم كلمات زكريا الذي اتسعت ابتسامته وهو يرى والده يجلس على الأريكة في البهو يرتدي جلبابه القصير المعتاد يفرد ذراعيه على الأريكة وكأنه يرتدي افخم البذلات وهو ينظر لهم ببسمة ملوحا بيده 
اهلا يا شباب الماية جميلة جوا ادخلوا خدوا شاور وتعالوا يلا 
ضحك زكريا وهو يمسح وجهه بعدم تصديق وكأن والديه يختاران الوقت المناسب كل مرة للشجار أشار زكريا لوضع والده المريب والذي جعل الجميع يفتح فمه پصدمة كبيرة 
وهذه اعزائي نبذة صغيرة فقط عن تفاهم والدتي والآن الحقوا بي لتروا إلى أي مدى قد يصل تفهمها 
ثم نظر لهادي وهو يتحدث بسخرية 
مكانش عاجبك أن اللبس يبقى اقصر ٥ سنتي ده انت هتلبس دلوقتي لبس كله على بعضه ٥ سنتي عشان تبقى تتبتر على النعمة 
بت أنت بطلي بصاتك دي عشان مبقتش بطيقها
ابتسمت فاطمة بغيظ وهي تمسح وجهها بضيق 
يعني أنت مشوفتيش كانوا عاملين ازاي كده هياخدوا برد بس ازاي لازم الأستاذة تنفذ اللي في بالها 
ريحي نفسك يا فاطمة عشان هي مش هتحس ولو بسنتي ذنب 
كان هذا حديث شيماء الحانق والتي لم تكن سعيدة أيضا بما فعلته ماسة لكن وكأن ماسة لا تهتم للأمر فقد كانت تتسطح على الفراش بعدم ليعم صمت طويل بعض الشيء في المكان قطعه صړخة ماسة فجأة وهي تهتف ببسمة مخيفة 
ايه رأيكم نلعب لعبة الثقة 
لعبة ايه يا ختي ثقة ومعاك أنت ده الواحد يعد صوابعه بعد ما يسلم عليك 
تجاهلت ماسة حديث شيماء وهي تبدأ في شرح لعبتها التي ابتكرتها الآن 
لا هتكون بينا وبين الشباب 
اعتدلت فاطمة أكثر في جلستها وهي تنتبه لحديث ماسة التي استمرت في وصف لعبتها الغبية 
دلوقتي كلنا ما شاء الله بقينا مرتبطات صح 
هزت الفتاتان الرأس بإيجاب لتكمل ماسة بخبث 
فلة اوي كل واحدة هتتصل بجوزها وتقوله أنها مش عايزة تكمل في الجواز ده ونشوف ردة فعل كل واحد فيهم هنتسلى اوي 
وافرضي صدقوا 
نظرت ماسة بحنق لفاطمة وهي تتحدث بريبة لتجيبها بسخافة
مين بيتكلم جولييت اكيد روميو مش هيسيبك يا روحي اللي المفروض تخاف هنا هي انا لان تقريبا رشدي تكة مني ومش بعيد يصدق ويرمي يمين الطلاق عليا ها معايا 
ورغم جنون الفكرة إلا أن شيماء تحمست وبشدة للامر لذا وافقت سريعا متلهفة لسماع رد هادي عليها لكن فاطمة كانت عكسها غير متحمسة للأمر فهي أخبرت زكريا بهذا الأمر بالفعل منذ
ساعات وكان رده واضحا وقتها لكن إصرار ماسة عليها جعلها ترضخ للامر وهي تردد بشك 
بس هما الباقيين مش ممكن يسمعوا لو واحدة كلمت جوزها 
ابتسمت ماسة بخبث وهو تهتف 
ودي برضو حلها عندي 
تنحنح وهو يعتدل في جلسته على مقعده وكأنه يجلس على جمر يرى جميع الانظار توجه إليه بشكل مرعب وكأنهم على وشك حرقه حيا 
اجلى زكريا حلقه وهو يتحدث بخجل مما فعلته والدته بهم 
لا بس الجلاليب دي شكلها جميل عليكم والله مش كده يا لؤي 
رفع لؤي عينه ينظر للشباب وقد ارتدوا جلابيب قصيرة بعد أن جردتهم وداد من ثيابهم المتسخة تاركة اياهم ليعطيهم لؤي بعضا من العباءات القصيرة التي اعتاد هو وزكريا ارتداءها 
اخر شياكة والله خصوصا الوجه الجديد 
أنهى لؤي حديثه وهو يشير بعينه لذلك الذي يتوسط أحد المقاعد وعينه تطلق شرارا على زكريا ابتسم زكريا بغباء وهو يبتلع ريقه بخجل شديد 
منورنا يا جمال باشا والله 
ابتسم جمال وهو ينظر لنفسه وتلك العباءة القصيرة الغبية يتذكر ما اوصلهم لهذه اللحظة 
منورة بيكم يا خويا منورة بيكم يا ضنايا 
ابتسم
 

69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 84 صفحات