رواية ادهم ج6
يكاد يبكي وهي تنظر له بصرامة بما معناه لو تقدر اعترض
ولكنها وجدت نفسها وجها لوجه مع رقية التي كانت تجلس في تلك الغرفة بالذات تسترجع ذكريات ابنائها وهم اطفال فهي غرفة العابهم وعندما صاروا شبابا جعلوها خاصة بالبلاي استيشن وعندما صاروا اطباء كانوا يدخلونها كل فترة ليسترجعوا فقط ذكرياتهم
_يا ست مها حرام عليكي جرتيني وراكي البيت كله ..ابوس ايدك هاتيه الدكتور احمد لو عرف انك اخدتيه تاني هيبهدلني
_طنط بالله عليكي متخلهاش تاخده مني ...انا عاوزاه
التفتت رقية للخادمة بجدية
_ايه اللي حصل هي اخدت ايه
الخادمة
_برطمان الشطة
فنظرت رقية لمها بتعجب فهتفت الاخيرة
_نفسي فيه الله مش كفاية انه منعني من الحاجات التانية اللي كنت عاوزاها
_اه قصدك الصابون اللي كنتي عاوزة تاكليه ولا معجون السنان
البرطمان قبل ان تفتحه ومها تصرخ ففتح الباب فجأة على مصراعيه ودخل ابراهيم واحمد وياسمين على الصراع الدائر هنا فاتجه احمد من فوره تجاه مها يحاول جذبها من خصرها وهي تتمسك اكثر بالبرطمان هاتفة فيه
_معلقة واحدة يا احمد.. كفاية المعجون خدته مني
_طب سبيه وهجيبلك شيكولاته
مها
_يع لالا سيبلي الشطة او المعجون عشان خاطري نفسي ادوقهم بقى الله
ضحكت رقية وهتفت ياسمين
_هاتلها مسحوق غسيل يا احمد يمكن ترضى تسيب الشطة
مها بتفكير
_تصدقي صح ..احمد هاتلي مسحوق عشان خاطري وحياتي هاخد معلقة واحدة بس
فانطلقت ضحكات الجميع واحمد يهتف پقهر
_اما انت بقى مش عاوزة مسحوق غسيل يا حبيبتي حااضر انا هجيبلك كلور كمان عشان تبلعي
وتابعت ياسمين ضاحكة
_واوعى تزحلقكك في الكلور والصابون
فخرج غاضبا وهو يتوعد لمها ان ليلتها لن تمر على خير في حين همس ابراهيم
_وحشتنا ضحكتك قوي يا رقية
فماټت ضحكتها ونظرت له بتوهان ثم تركتهم وخرجت لغرفتها فربتت ياسمين على كتف والدها هامسة
فأومأ براسه موافقا ثم خرج هو الاخر في حين تذكرت ياسمين منذ قليل عندما كانت تتجه ستفلح اكيد مع مها فرقية ابدا ليست شريرة هي مجرد ام تبحث عن السعادة لابنائها ولان المستوى الاجتماعي حرمها من سعادتها زمان كانت تريد الا يتعرض ابنائها لذلك مثلها وبعد حوار طويل اعجب فيه جدا احمد وابراهيم برأي يوسف وقناعاته الشخصية التي اذابت الجليد
_شيلي الاكل يا ماما انا ايديا الاتنين مقدرش امسك بيهم المعلقة ده غير اني ماليش نفس اصلا
فاطمة
_ازاي يعني تاخد كل العلاج ده من غير اكل ده انت تقع من طولك
فاسرعت هدى تمسك بالمعلقة هاتفة
_انا هأكلك يا بابا
اما في الخارج كانت سلمى تسبح في عالمها الخاص ليس ذكرياتها ولكن كل افكارها تدور
ولكنها انتبهت على ربتات هدى على يدها هاتفة بها
_ماما ...بسرعة ..قومي
سلمى بعدم فهم
_اقوم فين بس فهميني في ايه
هدى بحزن
فانصاعت سلمى لرغبة هدى وهي مازالت لا تفهم ما المطلوب منها ...
وعندما دلفا سويا وجدا ادهم تحت الحاح من فاطمة يحاول امساك المعلقة والاكل بها بعذاب واضح ولكنه كل مرة يفشل ويسقط الحساء على ملابسه حتى ترك المعلقة هاتفا
_الحمد لله شبعت
فاطمة بضيق
_انت مكلتش حاجة عشان تشبع
فشعرت سلمى بالذنب لانها السبب المباشر في وضعه ذاك سواء يده المچروحة من عبد الله او يده الاخرى التي توقفت عن العمل بسبب تلك الحقنة اللعېنة التي اراد بها ان يخرجها من عقدتها المسيطرة على عقلها ولكنها احتارت كيف تساعده فرفعت نظرها لوالدها الذي هتف من فوره
_سلمى ..ساعديه يابنتي عشان خاطري
هدى
_اه يا ماما عشان خاطري انا كمان
ادهم باحرج
_مالوش لزوم يا جماعة ..انا متشكر قوي يا مدام سلمى ..انا شبعت خلاص
فاطمة
_يابني حرام عليك نفسك انت مكلتش حاجة
فترددت سلمى قليلا ولكنها حسمت امرها اخيرا وجلست بجانب فاطمة على الفراش وتناولت الصينية من فاطمة وبدأت بملء المعلقة واتجهت بها اليه وعندما حاول الاعتراض هتفت بمكر
_هدى ..بابا معدش بيحبك يا هدى عشان كدة مش راضي ياكل الاكل اللي انت جهزتيه مع تيته فاطمة
فصعدت هدى بجانبه وهي تهمس بحزن
فهتف ادهم
_لا يا هدى والله بحبك يا حبيبتي
هدى
_خلاص وافق تاكل الاكل بتاعي ..يالا عشان خاطري
فابتسم ادهم بحرج ثم رفع نظره لسلمى التي سارعت بتوجيه المعلقه له ليتلقاها شاعرا ان الفراغ هو ما يحيط بهما فلقد اختفى كل شيء من حوله والان فقط عرف ادهم لمن النبضة الزائدة لقلبه والتي لا ينبضها الا في وجودها وحدها نمرته الشرسه والتي لن يتراجع الا ان
استمر الحال عدة دقائق حتى انتبه كلاهما فلم يكن حال سلمى باحسن منه على صوت رنين هاتف فاطمة والتي سرعان ما اجابت هاتفة بابتسامة
_السلام عليكم ازيك يا مدحت وازي نجلاء عاملين ايه يا حبيبي
مدحت
بقلق
_وعليكم السلام ..ماما ...نجلاء بتولد دلوقتي تعالي بسرعة
فانتفضت فاطمة واقفة پخوف
_يا حبيبتي يا بنتي ..انتوا في مستشفى ايه يابني
مدحت
_في مستشفى ... ارجوكي يا ماما حاولي متتاخريش
فاطمة
_لا يابني مسافة السكة وهكون عندكم
عبد العزيز عندما علم
_استني ياحاجة فاطمة هبعت معاكي السواق يوصلك لحد هناك
فاطمة
_مالوش لزوم يا حاج انا هروح مواصلات
عبد العزيز
_اسمعي الكلام هو تحت بيستناكي يالا بسرعة
ادهم
_ابقي طمنيني يا ماما اما توصلي عشان خاطري
فاطمة
_معلش يا ادهم على عيني يابني والله اني اسيبك في الحالة دي
ادهم
_لا يا ماما متقلقيش عليا انا كويس ..روحي