الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ادهم ج6

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

يكاد يبكي وهي تنظر له بصرامة بما معناه لو تقدر اعترض 
ولكنها وجدت نفسها وجها لوجه مع رقية التي كانت تجلس في تلك الغرفة بالذات تسترجع ذكريات ابنائها وهم اطفال فهي غرفة العابهم وعندما صاروا شبابا جعلوها خاصة بالبلاي استيشن وعندما صاروا اطباء كانوا يدخلونها كل فترة ليسترجعوا فقط ذكرياتهم 
_يا ست مها حرام عليكي جرتيني وراكي البيت كله ..ابوس ايدك هاتيه الدكتور احمد لو عرف انك اخدتيه تاني هيبهدلني 
مها وهي تقفز خلف رقية لتحتمي بها 
_طنط بالله عليكي متخلهاش تاخده مني ...انا عاوزاه 
التفتت رقية للخادمة بجدية 
_ايه اللي حصل هي اخدت ايه 
الخادمة 
_برطمان الشطة 
فنظرت رقية لمها بتعجب فهتفت الاخيرة 
_نفسي فيه الله مش كفاية انه منعني من الحاجات التانية اللي كنت عاوزاها 
الخادمة بسخرية 
_اه قصدك الصابون اللي كنتي عاوزة تاكليه ولا معجون السنان 
 البرطمان قبل ان تفتحه ومها تصرخ ففتح الباب فجأة على مصراعيه ودخل ابراهيم واحمد وياسمين على الصراع الدائر هنا فاتجه احمد من فوره تجاه مها يحاول جذبها من خصرها وهي تتمسك اكثر بالبرطمان هاتفة فيه 
_معلقة واحدة يا احمد.. كفاية المعجون خدته مني 
احمد كمن يحادث طفلة 
_طب سبيه وهجيبلك شيكولاته 
مها 
_يع لالا سيبلي الشطة او المعجون عشان خاطري نفسي ادوقهم بقى الله 
ضحكت رقية وهتفت ياسمين 
_هاتلها مسحوق غسيل يا احمد يمكن ترضى تسيب الشطة 
مها بتفكير 
_تصدقي صح ..احمد هاتلي مسحوق عشان خاطري وحياتي هاخد معلقة واحدة بس
فانطلقت ضحكات الجميع واحمد يهتف پقهر 
_عوض عليا عوض الصابرين يارب 
_اما انت بقى مش عاوزة مسحوق غسيل يا حبيبتي حااضر انا هجيبلك كلور كمان عشان تبلعي  
وتابعت ياسمين ضاحكة 
_واوعى تزحلقكك في الكلور والصابون 
فخرج غاضبا وهو يتوعد لمها ان ليلتها لن تمر على خير في حين همس ابراهيم 
_وحشتنا ضحكتك قوي يا رقية 
فماټت ضحكتها ونظرت له بتوهان ثم تركتهم وخرجت لغرفتها فربتت ياسمين على كتف والدها هامسة 
_معلش يابابا كل شيء في اوله صعب ...عشان خاطري متزعلش 
فأومأ براسه موافقا ثم خرج هو الاخر في حين تذكرت ياسمين منذ قليل عندما كانت تتجه  ستفلح اكيد مع مها فرقية ابدا ليست شريرة هي مجرد ام تبحث عن السعادة لابنائها ولان المستوى الاجتماعي حرمها من سعادتها زمان كانت تريد الا يتعرض ابنائها لذلك مثلها وبعد حوار طويل اعجب فيه جدا احمد وابراهيم برأي يوسف وقناعاته الشخصية التي اذابت الجليد 
نظر عبد العزيز الى فاطمة نظرة فهمتها جيدا وسارعت بتنفيذها فوضعت صينية الطعام الخاص بأدهم والذي امتعضت ملامحه بمجرد ان راه وادعت ان نسبة سكرها اليوم مرتفعة
_شيلي الاكل يا ماما انا ايديا الاتنين مقدرش امسك بيهم المعلقة ده غير اني ماليش نفس اصلا 
فاطمة 
_ازاي يعني تاخد كل العلاج ده من غير اكل ده انت تقع من طولك 
فاسرعت هدى تمسك بالمعلقة هاتفة 
_انا هأكلك يا بابا 
اما في الخارج كانت سلمى تسبح في عالمها الخاص ليس ذكرياتها ولكن كل افكارها تدور 
ولكنها انتبهت على ربتات هدى على يدها هاتفة بها 
_ماما ...بسرعة ..قومي 
سلمى بعدم فهم 
_اقوم فين بس فهميني في ايه 
هدى بحزن 
فانصاعت سلمى لرغبة هدى وهي مازالت لا تفهم ما المطلوب منها ...
وعندما دلفا سويا وجدا ادهم تحت الحاح من فاطمة يحاول امساك المعلقة والاكل بها بعذاب واضح ولكنه كل مرة يفشل ويسقط الحساء على ملابسه حتى ترك المعلقة هاتفا 
_الحمد لله شبعت 
فاطمة بضيق 
_انت مكلتش حاجة عشان تشبع 
فشعرت سلمى بالذنب لانها السبب المباشر في وضعه ذاك سواء يده المچروحة من عبد الله او يده الاخرى التي توقفت عن العمل بسبب تلك الحقنة اللعېنة التي اراد بها ان يخرجها من عقدتها المسيطرة على عقلها ولكنها احتارت كيف تساعده فرفعت نظرها لوالدها الذي هتف من فوره 
_سلمى ..ساعديه يابنتي عشان خاطري 
هدى 
_اه يا ماما عشان خاطري انا كمان 
ادهم باحرج 
_مالوش لزوم يا جماعة ..انا متشكر قوي يا مدام سلمى ..انا شبعت خلاص 
فاطمة 
_يابني حرام عليك نفسك انت مكلتش حاجة 
فترددت سلمى قليلا ولكنها حسمت امرها اخيرا وجلست بجانب فاطمة على الفراش وتناولت الصينية من فاطمة وبدأت بملء المعلقة واتجهت بها اليه وعندما حاول الاعتراض هتفت بمكر 
_هدى ..بابا معدش بيحبك يا هدى عشان كدة مش راضي ياكل الاكل اللي انت جهزتيه مع تيته فاطمة 
فصعدت هدى بجانبه وهي تهمس بحزن 
فهتف ادهم 
_لا يا هدى والله بحبك يا حبيبتي 
هدى 
_خلاص وافق تاكل الاكل بتاعي ..يالا عشان خاطري 
فابتسم ادهم بحرج ثم رفع نظره لسلمى التي سارعت بتوجيه المعلقه له ليتلقاها شاعرا ان الفراغ هو ما يحيط بهما فلقد اختفى كل شيء من حوله والان فقط عرف ادهم لمن النبضة الزائدة لقلبه والتي لا ينبضها الا في وجودها وحدها نمرته الشرسه والتي لن يتراجع الا ان 
استمر الحال عدة دقائق حتى انتبه كلاهما فلم يكن حال سلمى باحسن منه على صوت رنين هاتف فاطمة والتي سرعان ما اجابت هاتفة بابتسامة 
_السلام عليكم ازيك يا مدحت وازي نجلاء عاملين ايه يا حبيبي 
مدحت
بقلق 
_وعليكم السلام ..ماما ...نجلاء بتولد دلوقتي تعالي بسرعة 
فانتفضت فاطمة واقفة پخوف 
_يا حبيبتي يا بنتي ..انتوا في مستشفى ايه يابني 
مدحت 
_في مستشفى ... ارجوكي يا ماما حاولي متتاخريش 
فاطمة 
_لا يابني مسافة السكة وهكون عندكم 
عبد العزيز عندما علم 
_استني ياحاجة فاطمة هبعت معاكي السواق يوصلك لحد هناك 
فاطمة 
_مالوش لزوم يا حاج انا هروح مواصلات 
عبد العزيز 
_اسمعي الكلام هو تحت بيستناكي يالا بسرعة 
ادهم 
_ابقي طمنيني يا ماما اما توصلي عشان خاطري 
فاطمة 
_معلش يا ادهم على عيني يابني والله اني اسيبك في الحالة دي 
ادهم 
_لا يا ماما متقلقيش عليا انا كويس ..روحي

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات