رواية الضحېة
زينة المفاجأ للمكتب قائلة
ادم لازم اتكلم معاك
سألها بقلق
في ايه يا زينة
انا متقدملي عريس
ق
التها و هي تتوقع أن يثور يغضب يبوح لها بما تراه بعينيه و لم يبوح به لسانه حتى الآن
صمت عم الغرفة لدقائق قليلة جدا بعدها وقف ينظر للشارع من خلف زجاج مكتبه الشفاف
قائلا بهدوء
مبروك يا زينة
مبروك
ق
سألته بعدم تصديق
انت فرحان ان جايلي عريس
لم ينظر لها خائڤ نعم هو الذي لم يعرف الخۏف طريق لقلبه يوما خائڤ من النظر إليها بتلك اللحظة حتى لا يفضح أمره أمامها و ترى الحزن الذي يكسو ملامحه ليقول بصوت حاول قدر الإمكان ان يكون طبيعيا غير مبالي
اكيد فرحان ليكي ده انتي بنت خالي
بټعيطي ليه
اقتربت منه حتى أصبح وجهها أمام وجهه مباشرة قائلة بدموع و عتاب
هتسيبني اكون لحد غيرك يا آدم هتستحمل تشوفني مع غيرك
اشاح وجهه بعيدا عنها قائلا
ايه اللي بتقوليه ده يا زينة
دايما تقول كلام و عنيك تقول حاجة تانية بشوف في عينيك حب لسانك مش راضي يرحمني و يعترف بيه انت بتحب زينة زي ما زينة بتحبك
تحكم بذاته بصعوبة حتى لا يجذبها لاحضانه و يبوح لها بعشقه و غرامه بها ليتها تعلم انه
جذبته من ياقة قميصه قائلة پغضب و لازالت
دي مش اوهام دي حقيقة انت بتهرب منها
لو فيه حقيقة واحدة فهتكون.....اني بحبك !!!!
ارتسمت ابتسامة سعيدة على شفتيها سرعان ما اختفت عندما تابع هو و قد افيق من سحر اللحظة قائلا بجمود
بحبك زي حياة بالظبط
ها هي خيبة أمل أخرى تحصل عليها منه لتردد بسخرية مريرة
زي حياة
أعطاها ظهره قائلا بجدية
اومأت براسها عدة مرات كادت ان تغادر ليوقفها قوله الذي لامست فيه رجاء بأن ترفض
لو مش بتحبيه ارفضي لأنك كده بتظلميه معاكي و بتظلميه نفسك قبل كل ده
ابتسمت بسخرية قائلة
خطوبتي يوم جواز أدهم و هنا اوعى ما تحضرش يا ابيه هزعل منك اوي مش انا زي حياة بردو
مالك يا زينة !!
بكت اكثر لتجذبها حياة لداخل مكتبها الذي يجاور مكتب ادم.....قصت عليها زينة ما حدث لتواسيها الأخرى بحزن ثم قامت بتوصيلها لقصر الچارحي بعدها عادت للشركة لكي تتحدث مع ادم لكن لم تجده بالشركة فقد غادر
توقفت سيارته أمام مقاپر العائلة ترجل منها ثم دفع بيده ذلك الباب الأسود الحديدي مرددا بابتسامة بعد ان اعطى الحارس بعض الأموال بيده
السلام عليكم دار قوما مؤمنون انتم السابقون و نحن اللاحقون
لمس بيده ذلك الرخام الذي حفر عليه اسم والدته الراحلة ليلى سليم الچارحي
ثم رفع يده يقرأ الفاتحة عليها ثم اخذ يدعو لها و ما ان انتهى جلس ارضا أمام قپرها مخرجا من جيب سترته المصحف الشريف الصغير ثم اخذ يرتل بصوته العذب آيات القرآن الكريم و ما ان انتهى
ردد بخفوت _صدق الله العظيم
اعاد المصحف لمكانه ثم نظر لقبر والدته مرددا بابتسامة حزينة
وحشتيني يا امي
اخفض وجهه متابعا بأعين دمعة
الحياة
وحشة اوي من غيرك
صمت لدقائق ثم تابع بحزن
زينة هتتخطب......قلبي واجعني اوي حاسس بڼار جوايا كل ما اتخيلها مع واحد تاني
تنهد بحزن ثم تابع
انا بحبها اوي يا امي....بس خاېف....خاېف عليها مني و من الايام خاېف الايام تعيد نفسها تاني و اكون نسخة منه خاېف بعدين اخلف اولاد يعيشوا اللي عيشته خاېف اكون يوسف عمري تاني
عارف اني وجعتها باللي قولته بس ڠصب عني انا مش عايزها في يوم من الايام تكون هنا مكانك و اتقهر على خسارة حد تاني
تنهد بحزن ثم تابع بأعين لامعة بالدموع
بحبها و مش عايزها تبعد و في نفس الوقت خاېف عليها من القرب ده و اقول هي تستاهل واحد احسن مني....حد مفيش جواه خوف و عقد
كان مندمجا بالحديث مع والدته يشكو لها أوجاعه و لم يشعر بحياة التي تقف خلفه منذ دقائق قليلة أستمعت تخطته ثم وضعت باقة الزهور التي كانت تعشقها والدتها على قپرها و بأعين لامعة رفعت يدها تقرأ الفاتحة و ما ان انتهت
جلست أمامه قائلة بحزن لأجله
قابلت زينة و قالتلي اللي حصل دورت عليك كتير عشان اتكلم معاك تنهي المهزلة دي بس ملقتكش في الشركة و لا في البيت كلمت الحارس اللي بره
قالي انك هنا
صمت الاثنان للحظات لتتابع هي بحزن
متعملش في نفسك و فيها كده زينة بجد بتحبك هقولك نفس اللي قولته لأمير خۏفك اكبر دليل على حبك ليها و انك لا يمكن تأذيها يوسف العمري عمره ما حب ماما عشان تحطه تقيم ليك يوسف العمري مفيش حب في قلبه اصلا لكن انت بتحب زينة بجد و لو خۏفك اكبر متفترضش الۏحش حافظ على زينة بدل ما تضيع من ايدك و ساعتها تفضل ندمان طول عمرك
نفى برأسه مرددا بحزن
طب و فرق السن بينا
حياة بابتسامة ساخرة
ماكنوش تمن تسع سنين اللي انت عامل حسابهم دول الحب عمره كل كان بسن طالما التفاهم و الحب و الاحترام موجود بين الاتنين و قبل ده كله الكرامة يبقى مفيش حاجة تمنع
نظر لقبر والدته بشرود لتربت هي على يده قائلة بتشجيع
اهل العريس هيزورهم انهاردة بليل زينة وافقت على العريس.....في ايدك دلوقتي تحافظ على سعادتك و ع اللي بتحبها بلاش تضيع زينة من ايدك يا ادم روح وقف المهزلة دي
كان بحاجة لاحد ليطمئنه من قبل يخبره بتلك الكلمات المشجعة على اخد تلك الخطوة و ها هي شقيقته التي تصغره بأعوام كثيرة أعطته ذلك الأمان ببضع كلمات فقط نظر لها ببسمة صغيرة فخورة قائلا و هو يضع يده وحنتها قائلا
القمورة الصغيرة بتاعتنا كبرت امتى و بقت بتتكلم بحكمة كده و عقل
ضحكت قائلة بغرور واهي
انا طول عمري عاقلة و عندي مواهب كتير بس انتوا اللي مش حاسين بالنعمة اللي عايشة وسطيكم
ضحك الاثنان معا ليجذبها لاحضانه مرددا بحب
ربنا يخليكي لينا يا حياة تعرفي رغم اني بحب الجزم التانين اخواتك بس انتي ليكي معزة و حب اكبر في قلبي لانك شبهها كل ما اشوفك كأني شايف ماما قدامي واخدة نفس جمالها و روحها
ابتسمت بحب قائلة
واحنا كلنا بنحبك انت ابونا مش بس اخونا الكبير مش بيقولوا الاب هو اللي بيربي انت اللي كنت معانا السنين دي و اهتميت بكل واحد فينا
ابتسم بسعادة و هو ينظر لقبر والدته مرددا بداخله هفضل محافظ وعدي ليكي يوم ما حطيتك بأيدي هنا...هفضل سند لاخواتي و احميهم لحد ما اقابل وجه كريم و نتقابل انا و انتي وسوا
قالها ثم قرأ الفاتحة هو و حياة لوالدتهم ثم غادروا
في المساء يجلس الجميع بانتظار حضور عائلة الشاب الذي تقدم لخطبتها و الذي كان يعمل معيد بجامعتها لكنه لم يأتي و اكتفى بإرسال رسالة لهم بأنها تراجع عن قراره بالزواج منها تعجب الجميع من فعلته بل و غضبوا منها متوعدين له
في صباح اليوم التالي غادر أدهم على مضض برفقة هنا ليقوم الاثنان بشراء فستان الزفاف و بعض الأشياء اللازمة فالزفاف بعد الغد
بخطوات واثقة كانت يصعد الدرجات التي تصل لباب القصر الداخلي و هو يرفع نظرات الشمس الخاصة به عن عيناه فتحت الخادمة الباب و سمحت له بالدخول بعدما عرفت هويته مرت دقائق قليلة و سمع صوت سليم من خلفه يردد بسعادة
اهلا يا بدر يا بني اخبارك ايه و ابوك و جدك
أخبارهم ايه واحشني اوي
كلنا كويسين يا جدي و كلهم بيسلموا عليك بابا و جدي مقدروش يسافروا يحضروا فرح هنا و أدهم فأنا حيت بدالهم و لا انا منفعش بقى
قال الأخيرة بمرح ليضحك الاخر مرددا بحب
تنور يا حبيبي
ابتسم الاخر مرددا بتساؤل و هو يبحث بعيناه في المكان حوله
اومال هما فين عايز اسلم عليهم
تنهد سليم قائلا
هنا و أدهم مش هنا بيشتروا فستان الفرح و الشبكة و التجهيزات بقى انت عارف
اومأ له الأخير بصمت ليتابع سليم قائلا
جدك بيشتكي منك هو و ابوك
ضحك بدر قائلا
عشان موضوع الجواز طبعا
اومأ له سليم قائلا
مش ناوي بقى و لا ايه
بدر بضيق
غلبت افهمهم والله اني مش عاوز جوازة و السلام
اومال عاوز ايه !!!
بدو بتساؤل
قولي الأول بس لما حضرتك اتجوزت جدتي اتجوزها ليه يعني قولت بنت عمي و انا اولى بيها و لا كنت بتحبها
سليم بابتسامة
اكيد كنت بحبها
بدر بابتسامة
اهو انا بقى عاوز كده عاوز واحدة احبها ټخطف قلبي من اول نظرة
طب افرض ملقتهاش
ضحك بخفوت قائلا
هلقيها ان شاء الله ادعيلي بس يا سليم
ابتسم سليم داعيا له ليسأله الاخر
ادم فين بكلمه من ساعة ما وصلت من المطار تليفونه مقفول
تلاقيه في اجتماع و لا حاجة اليومين اللي فاته كانوا صعبين اوي خصوصا بعد حاډثة أمير
بدر پصدمة و قلق
أمير عمل حاډثة
اومأ له سليم ثم بدا يقص عليه تلك الحاډثة و كيف نجى أمير منها سأله بدر بقلق
طب القيه فين دلوقتي و بعدين ازاي حضرتك متقولناش حاجة زي كده
ربت سليم على قدمه قائلا بابتسامة
مكنتش عاوز اقلقكم هو كويس الحمد لله هتلاقيه في الشركة دلوقتي كمان
وقف بدر قائلا و هو يستعد للرحيل
طب ان......
لكن قطع حديثه حياة التي دخلت للغرفة قائلة بتعجل
جدو ال......
لكن توقفت هي الأخرى عن الحديث بعدما وقعت عيناها على من يجلس برفقة جدها قائلة باعتذار اسفة مكنتش اعرف ان عند حضرتك ضيوف
سليم بابتسامة
ده مش ضيف يا حبيبتي ده بدر ابن عمك عثمان حفيد اخويا الصغير عاصم
اومأت له بابتسامة و قد تعرفت عليه فهي دائما ما تسمع عنه لكنها لم يسبق و إن التقت به
بدر پصدمة و هو لا يستطيع أن يبعد عيناه التي أخذت تتأمل وجهها بافتتان
مين دي !!!
سليم بابتسامة
دي حياة يا بدر حفيدتي بنت ليلى اتقابلتوا مرة واحدة يوم ۏفاة ليلى...كنتوا لسه صغيرين
قال الأخيرة بحزن ليردد بدر و حياة بنفس الوقت بحزن
الله يرحمها
سليم بتساؤل
كنتي عايزة حاجة يا حياة
اومأت له و هي تعطيه الملف
كل اللي حضرتك طلبته اتنفذ و دي التذاكر و كمان حجزت في أوتيل ليهم تاني يوم الفرح علطول
ابتسم قائلا
تمام يا حبيبتي
نظرت لساعة يدها قائلة بتعجل
همشي انا بقى عشان في اجتماع في الشركة و لازم احضره و زينة هتمكل بدالي باقي التحضيرات
تدخل بالحديث قائلا
انتي رايحة الشركة
اومأت له ليتابع هو
اصل انا كنت رايح اشوف أمير واطمن عليه ممكن