الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية صدفتي الجزء الاول

انت في الصفحة 36 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

شعور غريب من الراحة يسيطر عليها فلم تعد بطنها تؤلمها ولم تعد هناك نيران بها 
فتحت عينيها پصدمة عندما وجدت ان رأسها مدفون بعنق راجح الذي كان يحتضنها
شعرت بكامل جسدها يهتز پعنف عندما وجدت انه كان يحيطها بجسده الضخم كما لو كان يخشي ان تختفي
نزعت برفق ذراعه التي كانت تحيطها قبل ان تنهض بهدوء من جانبه و تخرج من الغرفة و تتجه الي غرفة الاستقبال التي ارتمت جالسة علي اريكتها بجسد مرتجف شاعرة بالڠضب يعصف بداخلها فور تذكرها ما فعله بها و تسببه بألمها فقد ارغمها علي شرب ذلك الحساء رغم علمه انه قد ېؤذيها  
نعم هى اخطأت عندما وضعت تلك الشطة بالطعام  
لكنها كانت تعلم بانهم ما ان يتناولوا
ملعقة واحدة منه سوف يتركونه اي انها لم تقصد ان ټأذي احد علي عكسه تماما فهو بالتأكيد يكرهها كثيرا حتي يفعل بها هذا   
اتت صور مشوشة برأسها له وهو يساعدها بتناول شئ ما لكنها هزت رأسها مقنعة نفسها بانها تتخيل هذا فبعد خروجها من الحمام بليلة أمس ارتمت فوق الفراش تنتحب من شدة الالم و شاهدته و هو يغادر الغرفة بكل برود كما لو كان ألمها شئ لا يعنيه لتظل بعدها تبكى حتى سقطت بالنوم و الألم بمعدتها يمزقها     
لن تنسى له فعلته تلك ابدا طوال حياتعها   
في وقت لاحق    
انتفض راجح مستيقظا فور ان شعر بالفراش فارغا بجانبه   
اخذت عينيه تدور بالغرفة بحثا عن صدفة نهض بتعثر متجها نحو الحمام متوقعا ان يجدها هناك مريضة لكنه وجده فارغا   
مما جعله خرج من الغرفة الي البهو ليجد ضوء غرفة الاستقبال مفتوحا و فور ان دلف الي الغرفة وقعت عينيه علي تلك الجالسة بهدوء علي الاريكة تنظر الى الفراغ الذى امامها بشرود  
اتجه نحوها مغمغما بصوت اجش من اثر النوم جاعلا اياه هادئا قدر استطاعته عكس القلق الذي يشتعل بداخله
قعدة كده ليه    انتي كويسة !
اجابته صدفة بهدوء بينما تنهض علي قدميها
الحمد لله   
لتكمل و هي تتجاوزه في طريقها للخارج
هروح احضرلك الفطار عقبال ما تاخد دش و تغير هدومك    
امسك بذراعها مديرا اياها نحوه مغمغما بهدوء 
لا متحضريش حاجة مش مهم هبقي افطر في الوكاله   
حررت يدها برفق منه قائلة و هي تتجه نحو الخارج
الفطار جاهز يدوب هحطه علي السفرة   
ثم خرجت من الغرفة بكل هدوء
وقف راجح مكانه يتطلع الي اثرها باعين شاردة مندهشا من انها لم تصرخ بوجهه علي ما تسبب به لها حتي انها لم تلومه فقد اكتفت ان تتعامل معه ببرود  
زفر بضيق فاركا وجهه بعصبية قبل ان يتحرك و يدلف الي غرفة النوم حتي يتجهز للذهاب الي عمله    
بعد مرور اقل من 5 دقائق    
دلفت صدفة الي غرفة النوم وقفت تتطلع بقلق نحو باب الحمام حتي تطمئن ان راجح لايزال يستحم و ما ان سمعت صوت المياة الجارية بالداخل اتجهت مسرعة نحو خازنة ملابسها مخرجة حقيبة صغيرة سوداء كانت تخبئها اسفل ملابسها فتحتها و اخرجت منها عبوة صغيرة تحتوي علي ما يسمي بودرة العفريت و هي مسحوق ابيض اذا لمس جلد الانسان يسبب له الحكة الشديدة فقد قامت بشراءها من العطار قبل زواجها من ضمن اشياء كثيرة قامت بشراءها كنوع من السلاح لكى تحمي نفسها كما كانت تعتقد وقتها من راجح  
حيث كانت قبل زواجها لا تعلم ما ينتظرها او ما هي مقبله عليه   
اتجهت نحو ملابس راجح التي اخرجها بوقت سابق لكي يرتديه و يذهب للعمل بها و التي كانت موضوعة بعناية فوق احدي المقاعد امسكت بقميصه الذي سيرتديه و اغرقته بتلك البودرة و ابتسامة واسعة تعلو وجهها   
لكن اختفت ابتسامتها تلك مطلقة شهقة منخفضة عندما توقف فجأة صوت المياه بالحمام لتعلم بان راجح سيكون هنا بأى لحظة لذا اسرعت بفتح درج الطاولة التي بجانب الفراش و خبئت عبوة البودرة بداخلها قبل ان تركض خارجة من الغرفة
عائدة الي المطبخ مره اخري متصنعة بانشغالها باعداد الإفطار له بكل برائة كما
لو كانت لم تكن السبب في حدوث المصېبة التى ستحدث بعد قليل    
نهاية الفصل
انتهي راجح من ارتداء ملابسه ثم اتجه الي الطاولة التي بجانب الفراش يفتح درجها حتي يأخذ محفظته و الاموال التي يحتفظ بها داخل الدرج لكن لفت انتباهه تلك العبوة الصغيرة الملقية بزواية الدرج لكنه لم يهتم بها كثيرا معتقدا انها شئ من اشياء صدفة التى تملئ بها كل مكان بالشقة  
تناول المال الذى كان يجمعه من اجل سداد الجمعية التي دخل بها مؤخرا حتي يستطيع الزواج بامواله الخاصة دون ان يضطر الي اخذ المال من والده   
اخء يعده لكنه وجده ناقصا خمسمائة جنية   شك انه قد قام بعدهم بشكل خاطئ   لذا قام بعدهم اكثر من مرة ليجدهم بكل مرة بالفعل ناقصين تلك الخمسمائة جنية قطب حاجبيه محاولا التذكر اذا اخذ منهم شئ لكنه هز رأسه فهو قد وضعهم منذ يومين بيده حيث كان مرتاحا انه اكمل قسط الجمعية فأين قد ذهبت تلك الجنية   
وردت بعقله ذكرى الألف الجنية التي سرقتها منه صدفة من قبل بذاك اليوم الذي اتهمته به انه قام بالتحرش بها امام والده    
فيمكن ايضا هي من قامت بسړقة تلك ال ٥ جنية   
لكنه هز رأسه بقوة رافضا تلك الفكرة فيمكن انه قام بصرفها دون ان يلاحظ   لذا سيقوم بوضع تلك ال جنيه من مرتبه و يكمل المبلغ بعد يومين عندما يقبض مرتبه الشهرى لذا سوف يقوم بالاتصال بصاحب الجمعية و يطلب منه ان ينتظر يومين حتي يسدد له المبلغ بالكامل  
لوي فمه بسخرية فور تخيله ما سيحدث اذا علم الناس ان راجح الراوي لا يمتلك بجيبه خمسمائة جنيه سيظنونه مچنونا فالجميع يعتقد بانه يملك اموالا كثيرة لا طائل لها    
فهو من يدير الوكالة و جميع المتاجر التابعة لهم و المسئول عن كل العمل  
لا يعلمون انه لا يملك سوا مرتبه الشهري الذي لا يتعدا الثلاث الاف جنية    الذي يقبضه من الحسابات مثله مثل اي موظف اخر بالوكالة   
كما ان الجميع يتحدث عن ان كل تلك الافرع و المتاجر تعد ملكه فهو من قام بتكبير و توسيع عمل والده و جعله على ما هو عليه الان   
فقد كان بالسابعة عشر عندما بدأ بالعمل بمتجر والده الصغير المتواضع لبيع الاجهزة الكهربائية المستعملة و بعد فترة ما ان اصبح راجح بالغا ترك له والده المتجر يديره بمعرفته و في اقل من سنة حول راجح بزكاءه و مهارته   المتجر الصغير الي اكبر متجر لبيع افخم الادوات المنزلية الحديثة المحلية الصنع و المستوردة  
ظل يعمل و يجتهد حتي جعل لمتجره سبعة افرع منتشرة بانحاء جمهورية مصر    
و رغم كل هذا لا يملك سوا سيارته و شقته هذه حيث قام بشرائهم بماله الخاص    
لكن الناس لا تعلم كل هذا هما يرون المظاهر فقط   
خرج من افكاره تلك ينظر الي الاموال التي بيده محاولا ان يتذكر اين انفق ذلك المبلغ لكنه زفر بعجز واضعا المال بجيبه قبل ان يلتف و يخرج من الغرفة    
ظلت صدفة جالسة بجانب راجح تراقبه باهتمام و ترقب و هو يتناول إفطاره بينما تنتظر ان
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 50 صفحات