الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية صدفتي الجزء الاول

انت في الصفحة 35 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

بحدة
ما قالتلك عندها مذاكرة   ايه هى قصة
ليكمل وهو يربت علي كتف هاجر الذي اشرق وجهها بابتسامة واسعة
بعدين حبيبة ابوها براحتها تعمل اللي هي عايزاه   محدش له دعوة بها   
زفر راجح پحده قبل ان يغمغم موجها حديثه لهاجر
روحي هاتي حلة الشوربة من جوا   
اومأت هاجر برأسها قبل ان تركض مسرعة نحو المطبخ بينما هتفت نعمات پصدمة
هتعمل بها ايه يا راجح دي ڼار و مولعة يا بني   
لتكمل و هي تقترب منه واضعة يدها بحنان فوق بطنه
تتعبلك بطنك يا حبيبي    
ربت راجح علي كتفها بلطف 
متقلقيش ياما   مش هتتعبني   
ثم استدار يتطلع الي صدفة بقسۏة مما جعلها تبتلع بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شدة الخۏف   
غمغم بحدة موجها حديثه لها و هو يتجه نحو باب المنزل 
يلا     
تبعته صدفة للأعلى بصمت و
فور دخولهم الي شقتهم وضع راجح طنجرة
الحساء علي طاولة الطعام التي ببهو الشقة مشيرا برأسه نحوها قائلا بصرامة لصدفة الواقفة بجانبه بجسد متوتر
شايفة الحلة اللي قدامك دي   تشربيها كلها  
تراجعت صدفة الي الخلف هامسة بصوت منخفض مرتجف
اشرب ايه    دي كلها شطة ڼار عايزني اتعب    
اندفع نحوها قابضا علي ذراعها يهزها بقوة و هو يهتف بقسۏة
و لما
انتي خاېفة علي نفسك اوي كده   مخوفتيش ليه علي الناس الكبيرة اللي عندهم امړاض سكر و ضغط اللى هتاكل من القرف اللي عملتيه    
ليكمل وهو يدفعها بقوة نحو المقعد لتسقط جالسة عليه بوجه شاحب كشحوب الامۏات
اشربي    
ظلت جالسة تتطلع اليه باعين متسعة ممتلئة بالدموع فور ادراكها فضاحة فعلتها فهي لم تفكر انه من الممكن ان يتأذي احد من فعلتها تلك  
ابتلعت بصعوبة لعابها و ما ان همت بفتح فمها و الاعتراض لكنها اسرعت بغلقه مرة اخرى عندما رأت تحفز عضلات صدره و التي كانت تشير بانه علي حافة غضبه امسكت بالمعلقة بيد مرتجفة تشجع نفسها علي تناولها حتي تنتهى من هذا الامر فهو لن يتركها الا بعد ان تنفذ ما قاله  
امسكت بالملعقة ثم بدأت ترتشف من الحساء الذى ما ان وضعته بفمها اطلقت صړخة مټألمة
شاعرة كما لو ان هناك حمم من اللهب قد اڼفجرت بفمها    
تركت الملعقة من يدها تنظر الي ذاك الواقف بجانبها باعين ممتلئة بالدموع و الرجاء لكنه امرها بصوت صارم 
اشربي   
ظلت صامتة تتطلع الي الطنجرة الممتلئة بالحساء باعين دامعة ممتلئة باليأس  
بينما راقبها راجح منتظرا ان تتناول الملعقة الثانية من الحساء حتى يوقفها و ينهى الامر   
ظلت صدفة تتطلع الي الطنجرة عدة لحظات قبل ان تقوم بحملها بين يديها وتبدأ ان تشرب من الطنجرة مباشرة حتى تنتهى سريعا منها    
شعر راجح بالصدمة تشل حركته فور ان رأي ما فعلته تلك الحمقاء فهو كان سيجعلها ترتشف ملعقة اخري فقط حتي تدرك خطأ ما فعلته ثم كان سيدعها تنهض
هتف بها بحدة و هو يندفع نحوها جاذبا الطنجرة عن فمها
بتعملي ايه   انتى اټجننتي   
ابعد سريعا عن فمها الطنجرة التي كانت قد ارتشفت بالفعل نصف محتوياتها   
القتها صدفة من يدها بعيدا و هي ټنفجر باكية تنتحب بصوت مرتفع بسبب الالم الذى يعصف بفمها و معدتها   
نهضت راكضة بتعثر نحو الحمام و هى تمسك ببطنها التى كانت تؤلمها بشدة   
فقد كان كما لو هناك حمم من النيران مشټعلة بداخلها  
اسرعت بدخول الحمام مغلقة بابه خلفها  
بينما اندفع راجح خلفها يضرب باب الحمام بقبضته و القلق و الخۏف ينهشان بداخله هاتفا بصوت مرتجف
صدفة    انتي كويسة   
لكنها لم تجيبه و ظل الصمت يملئ المكان حتي سمع صوتها المټألم و هي تتقئ مفرغه ما في معدتها مما جعل قلبه ينقبض بقوة شاعرا پألم يكاد ېحطم روحه الي شظايا عندما وصل الي مسمعه صوت شهقات بكائها الحادة   
حاول فتح الباب و الدخول اليها فلم يتحمل ان يقف مكانه دون ان يفعل شئ و هو يسمعها تتألم بهذة الطريقة   
لكنه وجد الباب قد اغلق من الداخل ضړب الباب بقبضته طالبا منها ان تفتح الباب له لكن لم يصله سوا صوت تقيئها المصحوب ببكائها الحاد   
شعر بالندم يمزقه من الداخل فهو من اوصلها الى حالتها تلك متسببا في ايلامها فهو كان فقط يرغب بجعلها تتناول ملعقة او اثنين مما صنعته حتي تدرك انها كان من الممكن ان ټأذي احدا ما بوضعها كل تلك الشطة بالطعام   
بعد مرور نصف ساعة   
دلف راجح الي المنزل بملابس مبتلة بسبب الامطار الغزيرة التي تنهمر بالخارج فقد
تعطلت سيارته مما جعله يضطر الي الترجل علي قدميه حتي اقرب صيدلية حتي يأتي لصدفة بدواء لحالتها  
حيث اخبر الطبيب الذي هناك عن ما تعانيه و اعطاه دواء مناسب سيخفف من الام معدتها ونصحه بجعله تشرب اكبر قد من الحليب الرائب لذا توجه علي قدمية اسفل المطر المنهمر بغزارة الي اقرب متجر و أتي بعدة عبوات من الحليب الرائب كما نصحه الطبيب حتي يهدأ من النيران المشټعلة بمعدتها  
فور دخوله الي غرفة النوم تجمد مكانه شاعرا بقبضة تعتصره من الداخل والضغط الذي قبض علي صدره ېهدد بسحق قلبه عندما وقعت عينيه علي تلك المستلقية على الفراشة غارقة بالنوم و هي تحتضن جسدها كالطفل الصغير بينما الدموع ټغرق وجهها المحتقن كالډماء والذي يظهر عليه الالم بوضوح  
اقترب منها ببطئ جالسا علي عقبيه على الارض بجانب الفراش ممررا يده برقة فوق وجهها يزيل الدموع العالقة بوجنتيها مبتلعا بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقه هامسا بصوت منخفض و هو يربت برفق علي كتفها محاولا ايقاظها
صدفة    
و بعد عدة محاولات لايقاظها
فتحت اخيرا عينيها التي كانت لاتزال محتقنة تتطلع اليه بنظرات مشوشة غائمة 
غمغم بينما يضع يديه اسفل ذراعيها مساعدا اياها بالجلوس على الفراش واضعا بيدها احدي عبوات الحليب الرائب 
اشربي ده هيريحك    
اطاعته علي الفور مما جعله يشعر بالصدمة فقد كان يتوقع منها ان تجادله كعادتها لكنها جلست بهدوء ترتشف الحليب الرائب وهي تتطلع امامها بنظرات شبة غائمة مما جعل ضيق غريب يستولي عليه فهو بحياته لم يراها بهذا الضعف او الهدوء  
ظل يراقبها و هي ترتشف الحليب حتي انهت العبوة التي سرعان ما بدلها بأخري ممتلئة يحثها بلطف علي ارتشافها و ما ان انتهت بدلها باخري ممتلئة مما جعلها تهمس بصوت ضعيف منخفض
كفاية مش قادرة    
مرر يده برفق علي وجنتها مبعدا شعرها المتناثر علي عينيها الي وراء اذنها بحنان وهو يهمس لها كما لو كان يحدث طفلة صغيرة
معلش دي اخر واحدة   اشربيها و خلاص   
اومأت برأسها بضعف و عينيها شبه مغلقة و قد بدأت تتناول الحليب الرائب و ما ان انتهت مسح بحنان اعلي شفتيها باصبعه من اثر الحليب الذي عليها و هو يشعر بشعور غريب من الحماية يتعلق بها   
ساعدها علي تناول الدواء الذي جلبه لها ثم جعلها تستلقي علي الفراش مرة اخري همس بالقرب من اذنها و القلق لا يزال يسيطر عليه
احسن  !
اومأت رأسها بصمت ثم اغلقت عينيها لټغرق علي الفور بنوم عميق   
بينما ظل هو بمكانه عدة لحظات يراقبها باعين متلهفة مهتمة قبل ان يزفر بقوة و يتجه نحو خازنة الملابس حتي يبدل ملابسه المبتلة   
و ما ان انتهي استلقي علي الفراش بجانبها متنفسا رائحتها بعمق قبل ان يغلق عينيه و يغرق بالنوم   
في الصباح    
استيقظت صدفة و
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 50 صفحات