رواية مريم من 36-40
مصدقة !!
سمر بإبتسامة عريضة
الخطة مشيت أحسن ما رسمتها يا ماما زينب . مقدرش عليا المرة دي.
زينب بسرور
الحمدلله . جدعة عقبال مانخلص منه علي خير . طيب خشي واقفة كده ليه !
هطلع بقي عشان فادي صحي و بيزن كل خمس دقايق في التليفون .. و أكملت و هي تربت علي ظهر ملك النائمة علي ذراعها
و كمان عشان أنيم الأبلة دي في سريرها أحسن تبرد . بتنام كتير أوي البت دي بس الحمدلله إنها نامت لما نزلنا و مانامتش و إحنا معاه.
سمر بإبتسامة
حاضر يا ماما زينب.
و صعدت إلي شقتها ... لتجد فادي كعادته جالسا أمام التلفاز يتابع إحدي المبارايات المعادة ..
مساء الخير يا فادي ! .. قالتها سمر بنيرة خفيفة و هي تمشي بحرص حتي لا توقظ ملك
فادي بشئ من الإنزعاج
إتأخرتي كده ليه يا سمر ده أنا في إجازة يعني و المفروض إرتاح اليومين دول قبل ما أنزل الشغل تاني.
إيه إللي حصل بس يا فادي
فادي بضيق
جعان ياستي.
يا حبيبي . طيب ما دبرتش حالك ليه لحد ما أوصل
التلاجة فاضية.
سمر بخجل
أه معلش نسيت . طيب خلاص أنا هحط ملك في سريرها و هانزل أجيب فطار و شوية حاجات كده.
فادي و هو يقوم من مكانه بتكاسل
لأ خليكي إنتي . أنا معايا فلوس أخدت دفعة أولي من المرتب . قوليلي إنتي بس إحنا محتاجين إيه و أنا هجيب كل حاجة.
و توجهت نحو غرفتها إلا أنها تعثرت و هي تمشي و قد أصابها دوار مفاجئ .. كادت تسقط لكنها أمسكت بظهر الكرسي بسرعة كي لا تسقط ملك بسببها ..
سمر ! .. صاح فادي پذعر و إنطلق صوب أخته كالسهم
قام بإسنادها و هو يقول بقلق ممزوج بالخۏف
سمر . مالك إنتي كويسة
شعرت سمر بوخزة حادة أسفل معدتها و بغثيان ېهدد تماسكها ..
أنا كويسة يا فادي ! .. كان صوتها ثقيلا بطيئا و إنتابها الإستغراب و القلق من هذا .. تساءلت ماذا يحدث معها
فادي بنفس نبرة الخۏف
إيه إللي حصلك فجأة ده إنتي كنتي هتقعي من طولك !
في هذه المرة خرج صوتها أوضح قليلا
ماتقلقش يا فادي أنا كويسة.
أجيب دكتور
سمر بإسراع
لأ . مالوش لزوم . أنا هبقي كويسة لما تجيب الفطار و ناكل سوا هبقي كويسة.
و هو إنتي نزلتي منغير ما تاكلي ينفع كده يا سمر !
سمر بلطف
معلش . ربنا سترها أهو و أنا مافياش حاجة .. ثم قالت و هي تضع ملك بين يديه
أمسك ملك عشان ماتقعش مني . حطها في سريرها و أنا هفضل قاعدة هنا لحد ما تنزل و تيجي.
فادي و هو يشملها بنظرة فاحصة
ماشي . و خلي الموبايل جمبك لو حسيتي بأي حاجة كلميني.
سمر بإبتسامة متكلفة
و بعد ذهاب فادي ... بقت سمر وحدها تراقب مدي تطور حالتها متمنية ألا يكون الشئ البديهي الأول الذي فكرت فيه ...
في سيارة عثمان البحيري ... يقود بإتجاه القصر
زاد من السرعة متجاوزا عدة إشارات لم يتوقف أبدا و كانت عيناه المتقدتان تحدقان إلي الأمام ..
و لكنه في الواقع لم يكن ينظر إلي الطريق بكل هذا التركيز بل كان ينظر إلي وجهها الذي يلوح أمام ناظريه أبيا تركه لحاله
و فجأة يدخل عثمان في صراع نفسه ..
نفسه
إهدا شوية علي نفسك مالك عصبي كده ليه
عثمان
لا عصبي و لا حاجة أنا تمام.
نفسه
لا يا راجل ! ده إنت من ساعة ما نزلت من الشقة و إنت قايد ڼار . معقولة واحدة تعمل فيك كده.
عثمان پغضب
لا عاشت و لا كانت . لسا ماتخلقتش و بعدين دي تحت جزمتي لو عوزتها في أي وقت هلاقيها.
نفسه
إنت لحد دلوقتي معاملتك ليها غير أي معاملة لواحدة قبلها . و في كل مرة معاها بتحس إنها أول مرة . مش قادر تستغني عنها يا عثمان .. إنت بتحبها !
عثمان پغضب أشد و قد خرج صوته صادحا بعد أن كان مجرد همهمة داخل عقله
لأ . مابحبهآاش . مش ممكن أنا أحب واحدة زي دي.
نفسه
و مالها دي إنت عارف كويس أوي إنها أحسن من كل إللي عرفتهم في حياتك . إنت إللي أذيتها إنت إللي إستغليت ضعفها إنت إللي خليتها كده . إنت السبب.
عثمان
أنا ماجبرتهاش . هي إللي بمزاجها جت لحد عندي.
نفسه
بعد ما ساومتها علي حياة أختها الطفلة الصغيرة !
عثمان مغمغما پعنف
إسكت . أنا مش غلطان في أي حاجة و بعد إللي حصل إنهاردة ده هخليها تشوف الوش تاني.
نفسه بعناد
بتحبها.
عثمان بإصرار
مش بحبها . و هثبتلك !
يصل عثمان أخيرا إلي بيته ... يترك سيارته للبستاتي يصفها بالكراچ بينما يمضي هو إلي الداخل
يدق هاتفهه و هو بمنتصف الدرج ليخرجه و يقطب مستغربا ..
والده يتصل !
38
حداد !
في قصر آلبحيري ... أخيرا يبدأ صالح تدريبات السير
يتعكز علي عصى معدنية من جهة و تسنده صفية من الجهة الأخري ..
تعمدت خلق جو مرح أثناء هذا الحدث السار المبهج فدمدمت مازحة و هي تضحك
تآاتاه خطي العتبة تآاتاه حبة حبة . برآااڤووووو يا صلوحي شآاطر !
صالح بتذمر
إيه يا صافي التفهاهة دي إنتي إتهبلتي يا حبيبتي !
صفية بضحك
لأ يا حبيبي أنا لسا عاقلة بس مبسووطة مبسوطة أوووي.
يا رب مبسوطة دايما يا حبيبتي . بس إيه إللي بسطك أوي كده
إنت مش حاسس بنفسك و لا إيه إنت إبتديت تمشي يا صالح إبتديت تمشي.
و راحت تتقافز بمكانها ليباعد صالح بين شفتاه في دهشة و يقول
لا حول و لا قوة إلا بالله ! لا ده إنتي مش بس إتهبلتي ده إنتي إستعيلتي علي كبر كمان.
صفية و هي تعقد حاجبيها بإستياء
بقي كده يا صالح طيب إيه رأيك بقي هاسيبك تقع دلوقتي و هخرج و مش هسأل فيك.
صالح بتراجع
لا لا لا إنتي صدقتي يا حبيبتي ده أنا بهزر معاكي . أنا قصدي بس نقلل معاملة الأطفال دي شوية أظن إني شحط يعني علي تاتا خطي العتبة دي !
صفية بسخرية
إنت شحط أه بس عيل في نفسك يا حبيبي و من زمان و إنت عارف ده إنت لسا لحد دلوقتي بتتقمص زي الأطفال.
صالح و هو يحمحم بحرج ممزوج بالإنزعاج
إيه الغلط و الإحراج ده بقي !
و هنا جاءت هالة و قد إقتحمت الغرفة فجأة حيث دفعت الباب و ولجت و هي تركض ..
هالة پذعر
إنتوا عرفتوا إللي حصل .. و كانت أنفاسها تتلاحق بصورة عڼيفة
صدمة ... تلك هي الكلمة الوحيدة التي من الممكن وصف حالة عثمان البحيري بها الآن .. أو بالأحرى منذ جاءته المكالمة السوداء منذ ساعتين بالضبط
في هذا الوقت كان صديقه مراد معه فقد رافقه بالطائرة الخاصة إحدي الممتلكات الثمينة لعثمان وحده
إنتهيا من إجراءات المطار بأسرع ما يمكن ثم توجها فورا إلي مستشفي القاهرة التخصصي حيث تم نقل والده هناك ..
لم يخبر عثمان أحدا بالأمر أبقي عليه سرا و إختار مراد فقط ليذهب معه حتي عمه