الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية مريم من. 57-62 الاخيرة

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

57 
_هروب ! _
بعد برهة من الزمن ...
جاءت المسؤولة عن المكان و تحدثت بصوت رسمي رقيق 
إتفضلوا معايا الأماكن جهزت خلاص !
صفية بحماسة 
أوك جايين .. و لكن سمر لم تقوم و ظلت علي شرودها فلكزتها صفية بخفة في كتفها و قالت 
سمر . إيه سرحانة في إيه !
أفاقت سمر من شرودها و نظرت لها قائلة 
هه ! لأ و لا حاجة

مش سرحانة في حاجة.
صفية بإبتسامة 
طيب يلا عشان أماكنا جهزت.
سمر بإستغراب 
أماكن إيه 
أماكنا يا سمر . أومال هنعمل Hairstyle و Make_Up فين غير جوا إحنا في Beauty Center يا حبيبتي !
لأ لأ آسفة مش عايزة .. قالتها سمر برفض قاطع
صفية بدهشة 
مش عايزة إيه بس يا سمر قومي معانا لازم تعملي إللي إحنا هنعمله و لا إنتي جاية معانا ضيف شرف 
أجابتها سمر مبتسمة 
بالظبط كده . أنا ماحبتش أزعلكوا عشان ألحيتوا عليا و كمان حبيت أمشي ملك شوية لكن أكتر من كده مش هقدر أعمل حاجة.
صفية بقنوط 
ليه كده بس 
سمر بلطف 
معلش . خليني علي راحتي من فضلك.
تنهدت صفية بإستسلام و قالت 
أوك . إللي إنتي عايزاه . بس هتقعدي تستنينا فين 
سمر و هي تمسح علي شعر ملك بحنان 
هاخد لوكا أشربها حاجة تحت في الكاڤيتيريا.
أوك يا حبيبتي . طيب حيث كده بقي إتفضلي دي .. و فتحت حقيبتها و أعطتها نفس البطاقة التي أخذتها من عثمان
سمر بإستفهام 
إيه دي !
دي ياستي ال بتاعة جوزك . إدهالي عشان لو إحتاجتي حاجة تاخديها و تسحبي منها المبلغ إللي إنتي عايزاه.
سمر بإباء 
لأ شكرا مش عايزاها رجعيها في شنطتك لو سمحتي.
صفية بتبرم 
الله بقي ! كل حاجة مش عايزة طيب أقول إيه أنا لعثمان 
سمر بهدوء 
ماتقوليش حاجة خالص و بعدين أنا مش بعرف أستخدم البتاعة دي
و إن كان علي الفلوس أنا معايا فلوس ماتقلقيش.
صفية بعدم رضا 
عثمان مش هيعجبه الكلام ده أبدا يا سمر . بس إللي يريحك .. هتاخدي تانيا معاكي 
و كأنها لم تحسب حساب في خطتها لتلك الشقراء الجالسة بجانبها ..
نظرت لها شزرا و قالت 
طبعا هتيجي معايا.
أومأت صفية 
تمام . عموما بردو إحنا مش هنتأخر هنا
مسافة ما أخلص أنا و هالة هتلاقينا قصادك.
سمر متقنة نبرتها و ملامحها التمثيلية 
براحتكوا . خدوا وقتكوا و أنا مستنياكوا !
في مؤسسة البحيري الكبري التابعة للعائلة ... يجلس عثمان مسترخيا في كرسي مكتبه حاليا و مكتب والده سابقا
كان ممسكا بهاتفهه يقلب بالصور التي بعثتها له أخته ..
ظل يتأملها طويلا .. وجهها الساكن نظراتها الشاردة هناك لغزا ما مسطورا علي ملامحها لكنها تظل جميلة دائما
كما عرفها من الخارج و الداخل .. بريئة و ساذجة و ضعيفة لا تملك شيئا من نفسها و لا تريد شيئا لا منه و لا من الحياة
جل ما تريده هو الصلاح و لأشخاص غيرها إنها تركيبة عجيبة و فريدة من نوعها .. و هنا يكمن سر جمالها و حبه لها ..
يدخل رفعت البحيري عليه فجأة و هو يهتف بحنق 
يابني إنت فين من الصبح بطلبك و بسأل عليك . ماجتليش ليه 
عثمان بشرود 
هو أنا إزاي حبيتها أووي كده !!!
رفعت بإستغراب 
نعم ياحبيبي !
و هنا إنتفض عثمان منتبها لحضور عمه ..
عمي ! .. قالها عثمان بإرتباك و تابع 
خير في حاجة 
رفعت و هو يقترب ليجلس قبالته 
يابني أنا مستنيك من الصبح في مكتبي عشان نرتب و ننسق مع بعض لإجتماع مجلس الإدارة بتاع إنهاردة . ماجتش ليه 
عثمان بآسف 
معلش يا عمي Sorry كنت مشغول في حاجة كده .. ثم قال بجدية 
عموما ماتقلقش أنا محضر للآجتماع كويس و خطتي للسنة الجديدة جاهزة هنقعد بس أنا و إنت قبل الإجتماع بربع ساعة نتناقش في الخطوط العريضة قبل ما ندخل نشرح التفاصيل للأعضاء.
طيب خلاص . طالما عامل حسابك مافيش مشكلة .. ثم صاح مستذكرا 
صحيح عرفت إللي حصل لرشاد الحداد !
عثمان بإهتمام 
لأ . إيه إللي حصله 
ضحك رفعت و أجابه 
مش خسر في الإنتخابات و طلع من دايرته قفاه يقمر عيش.
شارك عثمان عمه الضحك و قال بعدم تصديق 
لأ مش ممكن . إللي أعرفه إنه صرف كتيييير أووي و نزل بحملات تقيلة عشان يفوز . معقول يخسر حصلت إزاي دي !
ماتنساش إن كان قدامه منافسين عتاولة بردو
و كلهم عملوا زيه و أكتر منه و في الأخر العطا رسي علي إللي كلف أكتر.
عثمان بتشفي 
يعني كده خسر المبالغ الخوزعبلاية إللي دفعها الدور ده و كمان خسر كرسيه في مجلس الشعب . آااه يا رشاد يا حداد . ضړبة أخيرة و كانت قاضية .. قلبي عنده و الله
مش واجب بردو نبعتله ورد يا عمي و معاه كارت صغير كده نكتب عليه يجعلها أخر الأحزان !
إنفجرا الإثنان في الضحك ليقول رفعت 
مافيش فايدة لسا تفكيرك شيطاني يابن أخويا . بس إوعي تعملها بجد إحنا مش ناقصين و ماصدقنا حكايتنا مع العيلة دي خلصت.
إبتسم عثمان بإزدراء و قال 
حقيقي شخصية من أو الشخصيات إللي قابلتها في حياتي . كنت أتمني آذيه أكتر من كده و حلال فيه كل حاجة . بس زي ما قلت .. حكايتنا معاه خلصت و أنا قرفان من سيرته أصلا !
في كاڤيتيريا المول الضخمة ..
تجلس سمر هي و شقيقتها و هذه المربية اللعېنة إلي طاولة في الوسط
كانت سمر تنتظر فرصتها بصبر نافذ .. لم تستطع منع قدمها عن النقر علي الأرض بلا توقف بينما كانت تانيا تلاطف ملك و تضع لها أنبوبة شفط العصير بفمها الصغير لكي تشربه بسهولة
58 
_ خيبة أمل ! _
في إحدي المقاهي المطلة علي البحر ... تجلس سمر هي و ملك إلي طاولة صغيرة في إنتظار قدوم أخيها
لقد حرصت علي ملاقاته في مكان عام حتي تجبره علي إلتزام الهدوء رغم أنها تعلم أن ذلك لا يهمه في جميع الأحوال
لكنها تعلم أيضا أنه شقيقها أولا و أخيرا تعلم أنه سيأتي و هو لا يضمر لها أي شړ تعلم أنه لن يؤذها أبدا .. لأنها أخته من لحمه و دمه و هو يعرفها جيدا و دائما يثق بها
فقط ما حدث خلال الفترة الأخيرة كان من شأنه هدم علاقتهما الأخوية الطيبة و لهذا السبب هي هنا الآن تچلس و تنتظره لتشرح له كل شئ
لتقول له أن ما من أحد علي وجه هذه الأرض يغنيها عنه هو الأهم بالنسبة لها هو إختصار كل شئ تحيا به و من أجله ...
كانت الشمس تتوهج مشعة و قرصها يتوسط السماء عندما ظهر فادي من بعيد
تعلقت أنظار سمر به فورا بينما تسمر فادي بمكانه كالتمثال عندما رأها ..
كانت عيناه غائرتان و تحيط بهما هالات بنفسجية اللون و كما قالت لها زينب لحيته نمت بشكل ملحوظ جدا و شعره مبعثر في كل الإتجهات
بإختصار حالته يرثي لها ..
لاح

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات