الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جابري 28

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

من ذل و إهانة تذوقتهم على يد كلا من والدها و زوجته و من بعدهما زوجها السابق و والدته حاوطت كتفيها و ضمتها لها بحنان أم فقدته سلسبيل منذ نعومة أظافرها..
طيب يله يا بنتي سيبي اللي في أيدك و كفايا عليكي كده و البنات في المطبخ هيطلعوا الأكل اللي في الفرن لما يستوي و أطلعي أنتي على أوضتك أنا حضرتلك الحمام عشان تجهزي قبل ما جوزك يجي ..
نظرت لها سلسبيل بعدم فهم تسألها بعينيها كيف تتجهز لزوجها!! رغم أنها ظلت على ذمة رجل خمسة سنوات كاملة إلا أنه لم يتيح لها فرصة لتتجمل له ولا مرة واحدة طول فترة زواجها فوجهها كان دوما به صڤعات ولكمات داميه تاركة بقع زرقاء و حمراء و شفتيها لم تشفي جرحتها إلا بعد مۏت زوجها و بعدها عن والدها..
تفهمت عفاف نظرتها جيدا فسارت معاها تجاه الدرج المؤدي لغرفتها وهي تقول بحنو.. 
لو تحبي أساعدك و أجهزك بنفسي أنا تحت أمرك..
ياريت يا دادة عفاف أنا مش عارفه المفروض ألبس أيه و لا أعمل شعري و اتزوق إزاي..
همست بها سلسبيل بستحياء لا تخلو من اللهفة تريد أن تظهر جمالها لزوجها الذي هو بالأساس يراها أجمل نساء العالم بنظره حتى في أسوأ حالتها كان يتطلع لها بافتنان يخبرها بنظراته المتيمة أنها أمراءته الفاتنة التي غزت مشاعره بعشقها و انتصرت في أمتلاك قلبه ..
قضت عفاف وقت ليس بقليل في تجهيزها كانت تعاملها بحنان مفرط و قد أعتصر قلبها عليها بعدما رأت أثار الضړب و الحروق على جسدها الهزيل لم تستطيع كبح عبراتها التي انهمرت من عينيها رغما عنها..
ضمتها لصدرها بعناق دافئ و يدها تربت على ظهرها برفق وهي تقول.. 
يا حبيبتي يا بنتي.. مين عديم الرحمة اللي قدر يعمل فيك كده..
اللي في جسمي ده من أقرب الناس ليا اللي المفروض يكونوا حمايتي و أماني هما اللي بهدلوني و عذبوني لحد ما كنت ھموت في أيديهم أكتر من مرة و ربنا نجاني و كتبلي عمر جديد..
رفعت يدها و زالت دموع عفاف و تابعت بابتسامة تخفي خلفها ألمها و ۏجعها.. 
متعيطش يا دادة عفاف كل اللي حصل لي ده بقي ماضي بحاول أنساه.. مش عايزه أفتكر أي حاجة غير أني دلوقتي بقيت مرات عبد الجبار المنياوي اللي بيحاول يعوضني عن كل اللي شوفته في حياتي قبله و قالي إن محدش يقدر ېلمس مني شعره واحدة بعد كده..
ربنا يهدي سرك و يفرح قلبك يا سلسبيل يا بنتي .. غمغمت بها عفاف و هي تجفف لها شعرها بعدما إنتهت من تجهيزها بداية منبت شعرها حتى أصابع قدميها كما لو كانت عروس بليلة زفافها..
ساعتها على أرتداء فستان رقيق من اللون الأزرق به نقوش هادئة من اللون الكافيه يظهر قوامها الممشوق حذاء رقيق ذو كعب عال من نفس لون الفستان مشطت لها شعرها و تركته منسدل على ظهرها بنعومة و وضعت لها ميك أب جريء إلى حد ما ظهر جمال عينيها الواسعتين و شفتيها المزمومة بهيئة مٹيرة..
تطلعت سلسبيل لانعكاس صورتها بالمرآه بأعين منبهرة و فرحة غامرة تعيشها لأول مرة و هي تري نفسها قد أصبحت أنثى كاملة الأنوثة كما ينبغي أن تكون..
شهقت بسعادة بالغة حين استمعت صوت بوق سيارة زوجها معلنه عن وصوله ركضت نحو النافذة تطل منها بلهفة رفرف قلبها بين ضلوعها حين رأته يهبط من السيارة بعدما قام حسان بفتح بابها له..
أنا هروح

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات