رواية جابري 28
أقول للبنات في المطبخ يجهزوا العشا.. عايزه مني حاجة تانية يا سلسبيل يا بنتي..
أردفت بها عفاف و هي تسير لخارج الغرفة لتلحق بها سلسبيل راكضة و تعانقها بقوة مغمغمة بامتنان.. مش عارفة أشكرك إزاي يا دادة.. أنا تعبتك معايا أوي انهاردة..
بدلتها عفاف العناق قبل أن تغادر الغرفة غالقة الباب خلفها وقفت سلسبيل بمنتصف الغرفة عينيها مثبته على بابها تنتظر طلته عليها بنفاذ صبر علقت أنفاسها بصدرها حين اخترقت حواسها رائحة عطره النفاذه..
كلا منهما يتأمل الأخر بصمت نظراتهما المشتاقة تحكي الكثير و الكثير من المشاعر المختلطة التي يصعب وصفها بمجرد كلمات ألقى ما يحمله بيده و دون النطق بحرف واحد مد يده حاوط خصرها و خطڤها داخل صدره بعناق محموم ود به أن يخفيها داخل أعمق نقطه بقلبه..
سار بها تجاه أقرب مقعد جلس و أجلسها على قدميه دون أن يبعدها عن صدره رفعت سلسبيل رأسها و نظرت له بلهفة حين شعرت بتشنج جسده من حولها..
مالك يا عبد الجبار.. في حاجة حصلت!!!..
مسد بكف يده على طول ظهرها يهدأها بحركاته هذه و رفع يده الأخرى يزيح شعرها عن وجهها حتى يتمكن من تأمل ملامحها جيدا و تحدث بتوتر فشل في اخفاءه قائلا..
سلسبيل رايد اتحدتت وياك في حاچة مهمة..
ابتلع لعابه بصعوبة جعل الډماء تنسحب من وجهها و شحب لونها حين رأت مدى قلقه الذي تحول لشبه ذعر و هو يقول بنبرة راجية..
أوعدك.. أوعدك يا عبد الجبار.. قولي في ايه قبل ما قلبي يقف من الخۏف..
همست بها بأنفاس متلاحقة و هي تتشبث بجلبابه بأصابع يدها و كأنها تستمد منها القوة على الثبات..
وضع كفه على موضع قلبها يستشعر خفقاته المتسارعة أسفل راحة يده مغمغما بهدوء عكس ضجيج قلبه..
معوزكيش تخافي من حاچة واصل.. و لو على جلبك فهو عال العال و مش محتاچ حتى للمقويات اللي كاتبها لك الدكتور..
مقويات!!!..
حرك رأسه لها بالايحاب و بقوة زائفه قال..
حتي لو هتقول إني مريضة و مش هقدر أكون لك زوجة عشان تخلي أبلة خضرا تجوزني ليك بنفسها مش كده يا عبد الجبار !!!..
أردفت بها و هي تبكي و تضحك بأن واحد بهتت ملامحه و تطلع لها بأعين جاحظة مرددا بتقطع..
عرفتي كيف.. مين اللي قالك!!! ..
قلبي.. هكذا جاوبته بمنتهي البساطة و من ثم اجهشت في البكاء مكملة بنحيب..
قلبي كان حاسس بسبب لهفتك عليا و استغلالك لكل فرصة