رواية سليم بارت 1
كأنها تريد إخراج مشاهد الحارة الشعبية من عقلها فأنثى مثلها تستحق الافضل ناقمة بشدة على حياتها التي اندرجت في هذا الحي رغما عنها للحظة كادت أن تفقد الشغف نحو مستقبلها الذي طالما كانت تسعى لتخطيط له بكل تفاصيله ولكنها كانت تعود تتمسك به وكأنه أخر وسيلة قد تضمن لها حياة سعيدة
انتبه عقلها لقرب ورشة مكيانيكا المالكه لجارها الوسيم سيف للحظات تتمنى أن يصبح ثري كي ينتشلها من ذلك الشقاء الذي أصبح ملاصقا لها
تقابلت عيونهما في نظرة قصيرة قطعها سيف عندما استقام بطولة الفارع وثيابه الملطخة بزيت السيارات
ازيك يا أنسة ليال
تسأل سيف بصوت قوي خشن حينما وقف أمامها فردت بصوت رقيق
تمام يا بشمهندس
ارتفع جانب فمه في استهزاء واضح حيث استطاع منذ اللقاء الأول قراءة اعتراضها على عمله بورشته مندهشة لعدم عمله بشهادة الهندسة وكأن تلك المسميات هي من ستطعمه هو وأخته التي مثلت عبأ جديد فوقه حينما انفصلت عن زوجها في شجار بسبب والدة زوجها
انا قولت حاجة غلط
هز رأسه نافيا وهو يجيبها بنبرة غليظة
أصل مستغرب سر تمسكك ببشمهندس مع أني قايلك أن بحب لقب أسطى اكتر
كان التهكم من نصيبها وهي ترميه بنظرات غير راضية عما يتفوه به حتى أنها كانت تحدق به وكأنه ابله غير مدرك لعظمة شهادته
كنت عايزك تيجي تدي توته بنت اختي درس
ولوهلة كانت ستوافق كالمعتوهة على طلبه ولكنها تراجعت تهز كتفيها في رفض قائلة برقة
سوري مينفعش
ارتفع جانب شفتاه لأعلى وهو يتابع حديثها المدلل والذي استفزه بطريقة ستفر باكية من أمامه ولكنه نفضها من رأسه بالنهاية هي ليست سوى جارته فقط وأكد لسان عقله على كلمة فقط عدة مرات هي وهو لن يجتمعان عند نقطة واحدة رغم تشابه حالتهما الاجتماعية إلا أن شخصيتهما بها فرق شاسع كمثل السماء والارض
لم يمنع نفسه من سؤال تردد بداخله وأدرجه تحت بند إصرار اخته عليها وكأنها ليس لها مثيل فهو حتى الآن يتذكر اثناءها عليها ومدى عبقريتها في التدريس وبالطبع سؤاله ينتظر إجابة يريح بها أخته ليس هو لسمح الله
أصل أنا مبدخلش في بيت في عازب عايش لوحده
فجرت الاستهجان فوق ملامحه حينما نطقت في دلال